خبر نعم للضم، لا للضم-يديعوت

الساعة 11:10 ص|07 مارس 2017

فلسطين اليوم

بدلا من السياسة - يهذرون

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: لا فكرة لدي اذا كانت معارضة الضم جدية أم عذر فقط – ولكن بلا شك اسرائيل الرسمية تبدو مشوشة اكثر من أي وقت مضى - المصدر).

بين أفيغدور ليبرمان الذي أعلن أن لا للضم، وميكي زوهر، الذي يعرض ضما بلا خطة، فان اليمين الاسرائيلي ملزم بالصحوة. حين يبدو هذا مشوشا ويسمع مشوشا – فانه مشوش.

بتقديري، ليس لاسرائيل مصلحة واضحة في احلال القانون الاسرائيلي على الكتل الاستيطاني وفي غور الاردن. مجال الاجماع. الكتل الاستيطانية بسبب الديمغرافيا والتفاهمات من الماضي، الغور بسبب الجغرافيا. الا اذا ضمينا فينبغي أيضا أن نقول اين نبني وأين نبقي كارض موضع خلاف. يجب عرض خرائط وخطط، وكل هذا يتطلب تبديد الغموض. وهنا بالضبط المشكلة.

 

لقد اعطيت النبوءة للشواذ، ومع ذلك توقعت عشية تسلم ترامب مهام منصبه بانه بدون مبادرة الاسرائيلية تقدم للرئيس الجديد – خطة كاملة مع منطق سياسي مرتب – سيجد آخرين يقولوا له ما العمل. لا فكرة لدي اذا كانت اقوال ليبرمان وآخرين في اسرائيل أمس عن تحذيرات السفر في مطارح اليمين الاسرائيلي صحيحة، لا فكرة لدي اذا كانت معارضة الضم جدية أم عذر فقط – ولكن بلا شك اسرائيل الرسمية تبدو مشوشة اكثر من أي وقت مضى.

اليمين يهذر في الوقت الذي يفترض به أن يعطي أجوبة واضحة. بعد خمسين سنة من حرب الايام الستة، في عصر يبدو فيه شعار « الارض مقابل السلام » بعيدا ومنقطعا، ورئيس أمريكي وصل حسب كل الاراء كورقة بيضاء صافية، مع بضعة تصريحات مؤيدة لاسرائيل – ها هي كل الشروط لقول ما نريد. وماذا يحصل؟ لا شيء.

 

وكأن بنا ندعو اليسار الاسرائيلي للاحتفال بـ « لا شيء، لانه لا يوجد شيء ». إذ ثمة شيء ما يدور الحديث عنه، وأنا لا اقصد ميكي زوهر. فتقدير المخاطر من جانب المعسكر الوطني ثبت كدقيق جدا. نبوءة حققت ذاتها حتى حين كان رؤساء الوزراء مفعمين بالنية الطيبة لصنع السلام.

 

لا تعطوهم بنادق، تظاهروا في اليمين أمام اتفاقات اوسلو. اعطوهم بنادق، وتلقينا أنهارا من الدم. غزة ستصبح قاعدة مخربين، قالوا في اليمين وتلقينا دولة حماس المعادية. كل ما قالوه كانوا محقين فيه، حتى اللحظة التي اصبح فيها اليمين حاكما منفردا. حتى اللحظة التي لم يتبقَ فيها منافسون، وبالذات عندها صمتوا صمتا مطبقا.

 

السلطة الفلسطينية التي جرى الحديث عنها كعدو يحمونها من كل ضر. في قطاع غزة، رغم أننا كنا هناك بعد فك الارتباط، ليس ثمة من يسعى الى اعادة بناء غوش قطيف. الافكار السياسية

 

من اليمين ابعدوها بحجة اوباما، والان بحجة ترامب. لم يضعوا شيئا على الطاولة باستثناء بالونات الهيليوم. في البداية كان هذا مؤتمرا اقليميا على أساس المبادرة السعودية. هراء لم يكن له اساس، حتى لو كان نتنياهو استجاب للاقتراحات التي كشف عنها براك رابيد في « هآرتس ».

 

مبادرة ولدت من انهار الدم في 11/9، بعد أن بحث السعوديون – الذين خرج منفذو العمليات منهم – احبولة سياسية لتحسين صورتهم. فقد باعوا مبادرة لـ « نيويورك تايمز » مثلما في برنامج الاطفال الشهير « شارع سمسم » – هواء في زجاجة. ونحن على مسافة السنين جعلنا من هذا شيئا ما حقيقيا.

 

عمليا، لم تكن أبدا نقطة انطلاق للمفاوضات. فالعودة الى خطوط 1967 هو خطر استراتيجي لاسرائيل، وعودة اللاجئين العرب هو خط أحمر في اسرائيل، وباستثناء اقامة العلاقات التي تشترطها الدول العربية المعتدلة بتنفيذ القسم الاول – لا يوجد شيء ولم يوجد شيء. هذا هو السبب الذي جعل تسكع حكومات اسرائيل والائتلافات اليمينية مع فكرة « المبادرة العربية » عبثا يطلق الرسالة المشوشة اياها.

 

بعد ذلك جاءت « الدولة ناقص » من جانب نتنياهو و « الحكم الذاتي على النيازك » من جانب بينيت، والتي لم تبحث في الحكومة ابدا. وفي النهاية طل ميكي زوهر واقترح دولة واحدة دون حق اقتراع. ومن سيدفع في هذه الدولة عن التأمين الوطني، التعليم وحل نزاعات العشائر في جنين؟ لا أنا ولا ميكي زوهر.

 

بدلا من ميراتون المداولات عن السياسة، حصلنا على ميراتون من المداولات عن بلدة واحدة من 40 عائلة. بدلا من خطة استراتيجية، بحثوا في قانون التسوية. بدلا من البحث في مسألة ماذا نعرض على ترامب، استمتعوا من حقيقة أنه قال جملا غير ملزمة في اللقاء الاول. وبهذا انتهت السياسة.

 

ان الامكانية الوحيدة التي كانت ولا تزال هي أن نقول ما نريده نحن، في ظل عدم وجود السلام. هذا صحيح لادارة ترامب، ولكنه صحيح لانفسنا أساسا. يوجد في اليمين ما يكفي من الاشخاص الجديين، يوجد في الليكود ما يكفي من الاعضاء مع قدرات فكرية. وعندما ينسحبون الى مناعم التشويش، لا يتبقى سوى اللمعان.

كلمات دلالية