خبر « مهن الحصار » تطرح نفسها بقوة لمواجهة شبح البطالة في غزة!

الساعة 08:15 م|06 مارس 2017

فلسطين اليوم

آلاف الخريجين الذين ينضمون سنوياً الى صفوف العاطلين عن العمل في قطاع غزة، و لا يجدون مكاناً لهم في سوق العمل في مكان انهكته الظروف الاقتصادية الصعبة، ما دفع الكثير من هؤلاء الخريجين للتفكير خارج الدائرة، و التوقف عن البحث عن الوظيفة، التي ربما لن تأتي قريباً، و صنعوا فرصهم بأنفسهم.

مجموعة من الشبان قامت بتحويل عربة « تكتك » الى مطبخ متنقل، و أخرين جعلوا شاحنة أخرى محلاً للمرطبات، فيما قام شبان آخرون بصناعة خبز « الرقائق » على أرصفة الشوارع، و بذلك وفروا على أنفسهم تكلفة أجرة المحال التجارية المرتفعة، و جعلوا مما يجيدون فعله مشاريعاً تجلب لهم دخلاً يعتاشون منه في ظل البطالة التي تزداد، و  سوء الأوضاع الاقتصادية التي يفرضها استمرار الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، و المستمر منذ أكثر من 10 أعوام.

« أحمد » شاب في مقتبل العمر، و خريج جامعي لم يجد جدوى في العمل في المؤسسات الخاصة، وفقاً لنظام العقود، معتبراً أن العمل في القطاع الخاص لا يمكن أن يسهم في توفير ما تتطلبه الحياة من احتياجات.

و بالاشتراك مع أحد أصدقاءه تمكن « أحمد » من تحويل عربة « تكتك » الى مطعم متنقل يُقدم الوجبات السريعة للمارة.

شبان آخرون انهوا دراساتهم الجامعية منذ سنوات عديدة، ولم يجدوا فرصة عمل يعتاشون منها، التقطوا الفكرة و قاموا بتحويل « شاحنة » أخرى لمحل يبيع العصائر و المرطبات في شوارع غزة، تتغير أماكن بيعهم وفقاً لحركة الزبائن وأماكن تواجدهم.

« رأفت »، 30 عاماً صاحب شاحنة تم تحويله لمحل بيع المرطبات قال بأن قلة فرص العمل دفعته لهذا المشروع، كغيره من الخريجين، لافتاً الى أن المشروع يُدر عليه دخلاً لا بأس به.

و يضطر الشاب « رائد » للخروج في أوقات النهار والبحث عن مخلفات المواد البلاستيكية ليبيعها الى مصنع قريب يعيد تدويرها.

و يقول هذا الشاب بأن الكثير من الشبان ممن لم يجدوا فرصة للعمل باتوا ينحتون في الصخر، من أجل توفير فرص يعتاشون منها و عائلاتهم.

و تُشير آخر الاحصائيات الرسمية الى أن أكثر من 150 ألف خريج جامعي عاطل عن العمل في قطاع غزة، و هم مُلزمون بالبحث عن فرص عمل تؤمن لهم مصدر رزق، في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت الى أكثر من 42%، و استمرار تضاؤل الفرص أمامهم في توفير لقمة عيش لهم و لأسرهم، إلا في حال قيامهم بصناعة هذه الفرصة بأنفسهم.

« شادي »، 27 عاماً، حصل على شهادة جامعية منذ 4 سنوات و حتى الآن لم يجد أي فرصة للعمل في مجال تخصصه، و بعد تفكير طويل وجد ضالته في مشروع صناعة خبز « الرقائق » أو ما يُعرف بــ الشراك« أو »الصاج« .

و يقول: » إن العمل في مجال غير تخصص جامعي أصبح أمراً طبيعياً، و غير مستغرباً، و السبب يكمن في غياب أفق تنموي يمنح الشباب املاً في وظيفة تتناسب مع ما تعلموه لسنوات في قاعات الجامعات« .

و أضاف: »إن تكلفة مشروع كهذا منخفضة جداً، حيث لا يحتاج من يعمل به الا لانبوبة من الغاز و فرن حديدي، يقوم بإعداد هذا النوع من الخبز عليه، مقارنة مع مشاريع أخرى تحتاج تمويلاً أكبر، لا يوجد من يدعمها من قبل المؤسسات التمويلية بسبب الشروط التعجيزية التي تضعها في وجوه الباحثين عن دعم لمشاريعهم الصغيرة« .

من جهته قال استاذ علم الاقتصاد في جامعة الازهر، د معين رجب إنه في ظل البطالة المتفاقمة، و خصوصاً في قطاع غزة، لا بد أن يكون هناك دوراً للخريجين الذين حصلوا على قسط كافٍ من التعليم و التأهيل ، و توفر لديهم المعارف التي لا تتوفر في كثيرين من الشبان.

و أوضح رجب في حديث لــ »وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" بأنه يجب على الشباب الخريجين  استثمار ما لديهم من معارف اكتسبوها في مجالات الدراسة لينجحوا في سوق العمل من خلال المبادرة الذاتية، سواء كانوا أفراداً أو مجموعات.

و لفت الى أن المبادرات الذاتية أمر طبيعي أن تحدث في ظل ازدياد البطالة، و ألا ينتظر هؤلاء الخريجين الى ان تأتي الوظائف، سواء في الحكومة أو القطاع الخاص المثخن أصلاً بالعاملين.

و نصح رجب الشبان الخريجين بألا يتأخروا و أن يقتنصوا أي فرصة يجدوا في أنفسهم القدرة على القيام بها، و الا يترددوا متسلحين بما حصلوا عليه من معرفة و خبرة، و اصرار على النجاح،  مع احتمال الصواب و الخطأ.

وقال إن عوامل نجاح مثل هذه المشاريع لدى الشباب هو أن يكون لديه استعداد لمواجهة الصعاب ، و الصبر لفترة طويلة وكافية لحين ظهور نتائج المشروع.

و دعا الخبير الاقتصادي الجهات المسؤولة من وزارات و مؤسسات تمويلية أن تساهمفي دعم هؤلاء الشباب، الراغبين في الحصول على تمويل، و تسهيل شروط الاقتراض أمامهم، و  عدم وضع شروط تعجيزية.

 

 

 

كلمات دلالية