خبر ما الذي تفكر فيه السفيرة فعليا -هآرتس

الساعة 11:04 ص|06 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

 (المضمون: اسرائيل ديمقراطية في تل ابيب لكنها تقوم بارتكاب الجرائم في المناطق المحتلة - المصدر).

فيلم قصير لسفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، أحدث ضجة في الشبكة، رفع المعنويات وأعاد الفخر. ورغم ذلك ليس كل شيء ضائع. الرسالة المركزية في اقوالها بسيطة: لماذا تهتم الامم المتحدة باسرائيل فقط وتصمت على ما يحدث في ايران وسوريا وحزب الله وداعش. وتعتبر السفيرة أن التعامل مع اسرائيل يشبه التعامل مع كوريا الشمالية، دولة القائد العزيز التي تطلق صواريخ غير قانونية (وكأن من قتل بواسطة صواريخ قانونية ينام بهدوء).

أنا أقترح على السفيرة اضافة بعض المواقع للمقارنة: لماذا لا تتم مقارنة العلاقة مع اسرائيل بالعلاقة مع السعودية التي تقوم بتجويع المواطنين في اليمن؟ وماذا عن قطر التي اضافة لدعمها للمنظمات الارهابية تقوم بتشغيل مهاجري العمل بشروط فظيعة؟ أنا أستغرب من السفيرة التي اختارت نوعا واحدا من الشياطين وتجاهلت النوع الآخر. يتبين أنه عندما يكون هناك نفط فان الاخلاق بالنسبة لها وبالنسبة للآخرين تنقسم لوحدها.

لم أفهم لماذا تصخب الشبكة، رغم ذلك. فقد وضعت السفيرة اسرائيل وسوريا وايران وكوريا الشمالية في نفس المكان، وقالت إن اسرائيل هي الفضلى من بينها. هل الحفلة من اجل ذلك؟ يمكن الرقص في الشوارع: اسرائيل أفضل من كوريا الشمالية. هذا مثل الشكوى من أنهم جميعا لصوص، ويتم الهجوم على واحد بسبب انتمائه العائلي. كان سيكون هناك مكان للسرور لو أن اسرائيل تصدرت قائمة واحدة مع الدول الاسكندنافية التي تسعى الى السلام والمساواة.

إن الدول التي تحدثت عنها هايلي، في المقابل، كانت تحلم فقط بأن تكون مكان اسرائيل، أن تكون على مهداف العالم، لكنها محمية منه بواسطة الفيتو الامريكي. والدول التي تريد السفيرة أن تكون العلاقة مع اسرائيل مثل العلاقة معها، لا تفرض عليها عقوبات شديدة، لا سيما في الاقتصاد. وبالنسبة لهذه الدول فان التعاطي مع اسرائيل هو مثابة جنة عدن.

في المقابل، اذا كان هناك مكان للأمل لدى محبي السلام في اسرائيل – فهو يكمن في حقيقة أن العالم لا يتعاطى مع منطقتنا على أنها حالة ميؤوس منها. واذا كان الوضع ميؤوس منه فلن

يكلف العالم نفسه عناء النظر الى ما يحدث هنا. « الجرح لا يؤلم الميت »، قال الشاعر العربي المتنبي. ويبدو أنهم في العالم ما زالوا يعتقدون أن هناك أمل في تغير الوضع.

يجب على كل مواطن يهودي أو عربي أن يخجل، لأن الامريكيين وغيرهم يقدمون لاسرائيل تسهيلات لاستمرار الاحتلال وقمع شعب آخر والتمييز ضد المواطنين العرب، بالضبط مثلما أن كل شخص في العالم العربي يجب عليه أن يرفض العلاقة « التي تراعي » الاوساط المتقدمة شكلا في العالم والتي تتجاهل الجرائم في العالم العربي بسبب « تفهم » ثقافة العرب.

بعد أن سمعت اقوال السفيرة شعرت أن هناك شرك. وعندما أشارت ايضا الى دول اثناء حديثها عن اسرائيل، التي قال الرئيس الامريكي الجمهوري عنها بأنها « المحور الشيطاني ». هل قصدت السفيرة أن تزرع في الرأي العام الدولي بشكل معكوس على معكوس بأن اسرائيل ليست جزء من العالم الحر؟ هل قصدت الادعاء ضد ما يحاول زرعه قادة الدولة منذ سنوات في الرأي العام العالمي؟ يبدو أن هذا ما تفكر فيه تجاه اسرائيل. لقد ألقت السفيرة طعم عسل، وهنا سارعوا الى ابتلاعه بشهية.

هايلي قالت في ختام اقوالها إن اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. وأنا شعرت بأن هذه الاقوال هي ضريبة كلامية. ولكن فرنسا ايضا كانت ديمقراطية رائعة في باريس، وفي نفس الوقت قامت بتنفيذ جرائم حرب في الجزائر. وبريطانيا كانت وما زالت من افضل الديمقراطيات، لكنها كانت سيئة في الهند. والقائمة طويلة. صحيح أن اسرائيل ديمقراطية في تل ابيب، لكنها تتصرف بزعرنة في المناطق المحتلة. الزعرنة والديمقراطية. مفهوم آخر لن يضر.

كلمات دلالية