خبر رؤيا الدولة والنصف -هآرتس

الساعة 08:05 ص|04 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: كارولينا ليندسمان

(المضمون: بخلاف القوميين المتطرفين اليهود، يبدو أن نتنياهو يفهم بان مسار الضم كفيل بان يجر اسرائيل ليس فقط الى واقع جديد بل الى فهم جديد للواقع: الى تعظيم الصراع في سبيل حقوق المواطن - المصدر).

« لا يوجد شيء يسمى توقيت صحيح »، قال رئيس بلدية معاليه ادوميم بني كشريئيل، حين حاول اقناع الوزراء في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع البحث يوم الاحد في مشروع القانون لضم معاليه ادوميم. فالتركيز على مسألة التوقيت يدل على أنه لا يوجد خلاف فكري بين المستوطنين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ففي المرات السابقة التي عرقل فيها مشروع القانون شرح للوزراء فقال: « أنا اؤيد الضم، ولكن طلب منا الا نفاجيء الادارة الامريكية ».

غير أن نتنياهو لا يؤيد الضم مثلما كان يريد اليمين المتطرف له أن يؤيد. فبينما يريد اليمين المتطرف ان يضم معاليه ادوميم انطلاقا من رؤيا الدولة الواحدة، يريد نتنياهو أن يضم « انطلاقا من رؤيا الدولة والنصف » (دولة واحدة للشعب اليهودي، ونصف دولة، او « دولة ناقص »، لما يعتبره هو، في افضل الاحوال، نصف شعب). يحتاج نتنياهو الى الوقت كي يحاول خلق السياق او المظهر السطحي للسياق الذي يكون واضحا فيه للامريكيين بان الضم لا ينطوي على تخل عن رؤيا الانفصال. هكذا يمكنه أن يضم الان وينفصل بعد ذلك.

في اليمين المتطرف يحاولون ان يبثوا احساسا بالنصر: ها هو نتنياهو يضم مثلما نطالب، ها هو انتهى عصر الدولة الفلسطينية. ولكن هذا مجرد استعراض. ففي اوساط رجاله يسود توتر شديد في مسألة اذا كان ضم معاليه ادوميم هو مرحلة في خطة ضم زاحف (معاليه ادوميم أولا) أم خطة « انفصال » زاحف (يضم فيها حسب خريطة التقسيم المتخيلة لـ « الدولة والنصف »). فمعاليه ادوميم تندرج ضمن الكتل الاستيطانية التي يطالب نتنياهو بضمها في اطار الاتفاق مع الفلسطينيين.

 

وعليه, فيجدر الانتباه الى مصير المنطقة E1. فقد ضمت هذه المنطقة الى الاراضي البلدية لمعاليه ادوميم، ولكنها تجتذب اليها انتباها دوليا عظيما، لان البناء فيها سيقطع شمال الضفة الغربية عن جنوبها وسيجعل من الصعب اقامة دولة فلسطينية متواصلة. المبادر الى مشروع الضم النائب يوآف كيش سبق أن قال انه مستعد لان يخرج منطقة E1 من المناطق التي ستضم، من أجل التقدم في عملية إقراره. ويمكن أن يفهم من ذلك بانه لا يجب أن نرى في الضم تنازلا عن رؤيا الدولتين.

 

بخلاف القوميين المتطرفين اليهود، يبدو أن نتنياهو يفهم بان مسار الضم كفيل بان يجر اسرائيل ليس فقط الى واقع جديد بل الى فهم جديد للواقع: الى تعظيم الصراع في سبيل حقوق المواطن. يبدو وكأن رئيس الوزراء يفهم بان بضع خطوات غير صحيحة واذا بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يجتاز ثورة فكرية: سيتوقفون عن الحديث عنه بتعابير الاحتلال وسيبدأون بالحديث عنه بتعابير الابرتهايد. والاسوأ من ذلك: سيبدأون بالحديث عن النزاع بتعابير المحميات. وبينما توجد للاوروبيين صورة واضحة عما هو الاحتلال، فان للامريكيين صورة واضحة عما هي المحميات. دونالد ترامب هو امريكي، وهو يفهم المحميات، وهذا ينتمي للماضي الامريكي الظلامي. اذا فكر ترامب في النزاع بتعابير المحميات، فمن شأنه أن يطالب اسرائيل بالعمل فورا من اجل المساواة المدنية.

 

كشريئيل مخطيء. لا يوجد عنصر أهم من التوقيت التاريخي. وتغيير الفكر هو تغيير لا مرد له. اذا بدأ العالم يفكر في اسرائيل بتعابير المحميات ويؤيد الكفاح في سبيل المساواة المدنية، بمعنى oneperson,one vote صوت واحد للشخص واحد سواء كان هذا يهوديا من بيتح تكفا أم

 

فلسطينيا من رام الله، فطريق العودة الى الفكرة القديمة والطيبة سينتهي. وبشكل مفعم بالمفارقة، فان من يؤمن بان دولة ديمقراطية واحدة يعيش فيها بمساواة يهود وفلسطينيون على كل الارض الاقليمية بين البحر والنهر هي الحل العادل، كفيل بان يرى النور في نهاية النفق المظلم الذي تسير فيه اسرائيل باعتداد المراهقين من البيت اليهودي المقتنعين بان هذا لن يحصل لهم. من هو غير قادر على أن يلاحظ النور الديمقراطي، من الافضل له الا يسير خطوة اخرى الى داخله.

كلمات دلالية