بالفيديو شاب من غزة يتنقل بين جميع المدن الفلسطينية

فلسطين اليوم

كرّس الشاب أحمد أبو دية (24 عاماً) من قطاع غزة وقته ليقلص المسافة الجغرافية بين المدن والقرى الفلسطينية، خاصة لسكان قطاع غزة الذين يعيشون في حصار من قبل الاحتلال منذ أكثر من عشرة أعوام، وفي ظل الاغلاق المتواصل للمعابر.

« السفر الالكتروني » هي الفكرة التي تبناها أبو دية باستخدام تطبيق التراسل الفوري « سناب شات »، ليتجول بحسابه في معظم المدن والقرى والبلدات الفلسطينية وهو في قطاع غزة، بالاستعانة ببعض أصدقائه من تلك المدن والقرى، وقد لاقت فكرته رواجاً وانتشاراً كبيرين جداً بين الفلسطينيين وسكان الدول العربية.

بدأت الفكرة عندما عاد الشاب الفلسطيني أبو دية إلى قطاع غزة في عام 2010، حيث كان يعيش حتى ذلك الوقت في إحدى الدول الخليجية، ولكنه لم يستطع تحقيق حلمه بزيارة فلسطين (كل فلسطين) التي حلم دوماً أن يكون جزءاً منها وتكون جزءاً منه، لذلك بدأ يفكر كيف يمكنه أن يصلها من مكانه في قطاع غزة.

ويقول أبو دية لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »، إن فكرته جاءت من دافع فردي وحب لاستكشاف تفاصيل بلاده، وبعد وقت استطاع الاستعانة بأصدقاء تعرف عليهم من خلال سؤاله عبر موقع « تويتر » عن أشخاص لديهم معلومات وثقافة عالية عن المدن التي يعيشون فيها في فلسطين.

« كانت التغطية الأولى من المسجد الأقصى، حيث قامت بها إحدى المرابطات في المسجد، من خلال استخدام حسابي الخاص في »سناب شات« ، وقد تجولت بنا في أدق تفاصيل المسجد، وتحدثت عن الكثير من الأخطاء الشائعة عن الأقصى والقدس، والحديث عن تاريخ المسجد ومدينة القدس بشكل عام، وقد كانت تجربة رائعة لقيت رواجاً غير مسبوق »، يشير أبو دية.

وتابع، « بعد الاقبال الكبير الذي شهدته تغطية المسجد الأقصى، قررت أن أبحث عن أصدقاء قادرين على تصوير وتغطية المدن الفلسطينية الأخرى، ذلك الذي أخذ مني وقت طويل، لكنني استطعت بالنهاية تكوين شبكة أصدقاء في معظم المدن الفلسطينية، الذين قاموا بتغطيات كاملة عن هذه المدن ».

ومن المدن التي استطاع أبو دية تغطيتها عبر حسابه في « سناب شات »، مدينة عكا، وحيفا، ويافا، وبئر السبع، ورام الله، والقرى المهجورة في الضفة الغربية، ومدينة غزة بطبيعة الحال، مؤكدا ًأن المتابعة الكبيرة من فلسطين وخارجها وضعت أمامه تحدٍ كبير لإيصال الطابع والهوية الفلسطينية، وانتقلت الفكرة من حبٍ للاستطلاع إلى واجب وطني وثقافي لإبراز الصورة الفلسطينية على أكمل وجه.

وأشار أبو دية إلى أن إحدى التغطيات الفلسطينية وصل فيها عدد المتابعين إلى ما يفوق 100 ألف متابع، وهو رقم كبير جداً بالنسبة للحسابات الفلسطينية على تطبيق « سناب شات »، موضحاً أن سبب اختياره لهذا التطبيق كونه الأكثر انتشاراً في مسألة التغطيات، كذلك بسبب سهولة انتقال الحساب من مكان لآخر، وطبيعة التطبيق التي تتيح تصوير الصور الفوتوغرافية والفيديو.

وعبر عن أمله بأن يتحقق حلمه وحلم كل سكان قطاع غزة، بالوصول إلى كافة أرجاء فلسطين في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وعدم الاكتفاء فقط بمتابعتها عبر تطبيقات الهواتف الذكية.