خبر أسئلة ما بعد اشتباكات عين الحلوة... هيثم أبو الغزلان

الساعة 01:06 م|01 مارس 2017

بقلم

يجد أهالي مخيم عين الحلوة أكبر التجمعات التي تضم اللاجئين الفلسطينيين وأكثرها اكتظاظاً في لبنان، يجدون أنفسهم مرة أخرى بين مطرقة الإبعاد عن الوطن والإهمال الممارس بحقهم، وسندان الاشتباكات التي ما تهدأ حتى تبدأ بالتجدد.. لتبدأ أسئلة المواطن الفلسطيني من جديد تنهال على الجميع ولا يجد أحد إجابة معلنة!!

لماذا يحدث الذي حدث؟ ولماذا سيحدث؟ لخدمة من؟ ومن المستفيد؟ ألا يدركون أن هذه الأحداث تعمّق الجروح وتزيد من الانقسامات الحاصلة وتزيد من المربعات المناطقية وتُبرز المزيد من « شلل الأمر الواقع »؟!! فمن يتحمل مسؤولية الأرواح التي تزهق دون وجه حق؟! ومن يتحمل مسؤولية الجرحى والأضرار في الممتلكات؟! ألا يؤدي الاستمرار بهذه التصرفات غير المحسوبة إلى جعل أهالي المخيم يخسرون علاقتهم بالجوار اللبناني وكل من يؤيد القضية الفلسطينية ويتعاطف معها؟!! ألا ينعكس التوتير الأمني على الطلبة الفلسطينيين ومستقبلهم؟! ألا ينعكس ذلك على العمال والموظفين؟! ألا ينعكس على الدورة الاقتصادية في المخيم ويسبب الخسائر المستمرة؟! ألا ينعكس ذلك على الصورة الاعلامية للمخيم وأهله؟!

من يعوض المتضررين من هذه الاشتباكات وغيرها؟! ولماذا حصول الاشتباكات أصلًا؟! وإذا كان المعنيون يسارعون إلى بذل الجهد ـ وهم مشكورون ـ، لوقف التوترات والاشتباكات ومنع تمددها، وإذا كان الجميع يجلس مع الجميع ويتواصل، فلماذا إذا الرسائل عبر « الميدان »؟! ألا يجدر العمل على حل أي مسألة بالحكمة والروية بما يجنب المخيمات الفلسطينية أي حوادث أمنية قد تتسبب في خسائر بشرية ومادية لا قدرة لأحد على تحملها؟! ألا يجدر بالجميع التحاور في الغرف المغلقة وإن اقتضى الأمر استخدام وسائل الضغط غير العنيفة والسلمية وعدم الاحتكام إلى السلاح ضرورة اعتماد الحوار والتشاور والتنسيق لتجنيب المخيم ويلات المشاكل والاشتباكات الداخلية؟!

أليس الأجدى والأجدر العمل المتواصل في متابعة تحسين ظروف أهالي المخيم الحياتية اجتماعيًا واقتصاديًا.. وتعزيز صمودهم، وليس خلق قلق أمني لهم وللجوار؟!

وأختم بما افتتحت به مقالي الأخير عن المخيم مؤخرًا: « ..لكن من المؤكد أن في المخيم يوجد أناس، هم نحن، أنتم.. يعيشون الخوف والقلق، ويسكنهم الأمل بالعودة إلى الديار التي اقتُلعوا منها... وأيضًا هم يعيشون حياتهم الطبيعية وسط الخوف والرصاص والقذائف.. والأمل!! »..

 

كلمات دلالية