خبر مرضى التوحد..تزايد مستمر بسبب الحروب وإهمال ونكران لهم

الساعة 10:02 ص|01 مارس 2017

فلسطين اليوم

لم يعد يخفى على أحد وجود مرضى التوحد في قطاع غزة، لكن ما لايعلمه كثر أن أعدادهم تتزايد، لأسباب عدة، أبرزها الحروب التي شنتها « إسرائيل » وتجاهل المؤسسات الرسمية والأهلية لمتطلباتهم الضرورية، الأمر الذي ينذر بخطر شديد لحالتهم.

ولم يذكر المختصون، إحصائية محددة لأعدادهم، كون أن بعض أولياء الأمور يرفضون الاعتراف بوجود مرض التوحد لأحد أبنائهم، وهو تقصير يضاف إلى تهميش المؤسسات الرسمية والأهلية لهذه الفئة التي تعاني من عدم التعامل معهم وفق طبيعة مرضهم، بتدريب مختصين مؤهلين للعمل معهم.

ويميل مرضى التوحد نحو الانطواء والحساسية المتدنية للألم والضحك بدون سبب، والعدوانية تجاه أنفسهم، فضلاً عن عدم معرفتهم للخطر، وتكرار بعض الجمل والعبارات والمبالغة في الاستجابة الحركية والخلل في التوازن الحركي، وعدم قدرتهم على التعبير، وضعف القدرة على الإمساك بالأجسام، وترك الأشياء باستمرار، ورفض العناق والتقرب منهم.

زينب مريش مدير جمعية الأمل لأطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة، أوضحت أن مؤسستها تضم 35 طفلاً من مرضى التوحد، حيث يتم التعامل معهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم، وتأهيلهم وتدريبهم، ليكون قادراً على التواصل مع الآخرين والاعتماد على نفسه في أمور حياته.

وأكدت مريش أهمية توعية أهالي المرضى بطبيعة المرض، والقدرة على اكتشافه بشكل مبكر، ليكي يتم علاجه بطرق أنجع وأسرع، معتبرةً أن أهم خطوة للعلاج من هذا المرضى هو اكتشافه بشكل مبكر من قبل ذوي المريض.

وأشارت في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، إلى أن أكثر مشكلة يتعرض لها المرضى هي نكران ذويه لمرضه وعدم الاعتراف بأن هناك مريضاً بالتوحد لدى العائلة، مما يؤخر علاجه وتقديم الخدمة المناسبة له، الأمر الذي يعد من المهم تقديم التوعية للمواطنين عبر كافة الوسائل والطرق للتخفيف من ضغوطات الأهل.

وبينت مريش، أن حالات مرض التوحد ترتفع في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام، دون أن تذكر إحصائية محددة بالأرقام لهؤلاء المرضى، عازيةً أهم أسباب الارتفاع لثلاثة حروب شنتها « إسرائيل » على قطاع غزة.

وتسعى الجمعية مستقبلاً لتوفير مكان متكامل الجوانب ومدرسة خاصة بمرضى التوحد، وتوفير الاحتياجات اللازمة من تعليم وتوفير الأجهزة التعليمية كالحواسيب وغيرها التي تساعد على تطوير قدراتهم العقلية والحركية والمهارات الحياتية والاعتماد على النفس.

من ناحيته، رأى الأخصائي النفسي خالد البطراوي، أن حقوق مرضى التوحد في فلسطين بشكل عام منقوصة نظراً لعدم مهنية الأشخاص العاملين مع هؤلاء المرضى، ودمجهم مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يعد اختلاف في نوعية الخدمات المقدمة لهذه الفئة، من حيث التدريبات التعليمية والسلوكية.

وانتقد البطراوي في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، طريقة التعامل مع المرضى من خلال مؤسسات تعمل على رعايتهم حيث يتم دمجهم مع المعاقين ذهنياً، كما تبدأ المشكلة من تقييم المريض، الذي لا يعتمد على دراسات حديثة متخصصة، بل هي اختبارات ذكاء عادية غير قياسية للمرض، وهو ما يشكل خطأ فادحاً يمكن البدء به بعلاج المريض.

ووصف البطراوي، عمل بعض المؤسسات التي ترعى هؤلاء المرضى بالمشاريع الاستثمارية بالنسبة لها، مشيراً إلى اجهاض حقوق العاملين في مجال التربية الخاصة، وعدم إعطائهم حقوقهم كاملة وتدني رواتبهم مما يؤثر على الخدمة التي يقدمونها.

وأوصى البطراوي، بضرورة الاهتمام بفئة مرضى التوحد على كافة المستويات الرسمية والأهلية، والاهتمام بالجانب التعليمي في هذا الخصوص، وتخصيص مساقات تعليمية في الجامعات حول التربية الخاصة ومرضى التوحد.    

  

 

كلمات دلالية