خبر نقطة أمل للبحر الميت -هآرتس

الساعة 10:46 ص|27 فبراير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: تسفرير رينات

(المضمون: بعد عشرات السنين من الاهمال ستبدأ قريبا خطة لانقاذ البحر الميت تشمل ضخ مياه البحر الاحمر اليه وتقليص كمية الملح. ولكن من الواضح أن ذلك قليل ومتأخر - المصدر).

من الصعب أن تكون متفائلا في السنوات الاخيرة حول مستقبل البحر الميت: مستوى المياه فيه يستمر في الهبوط بأكثر من متر كل سنة، وتتراجع الشواطيء وفي المناطق التي اصبحت جافة توجد اكثر من 6 آلاف حفرة، الامر الذي يهدم بشكل منهجي اساس السياحة والمواصلات قرب البحر. خطط تدفق المياه بشكل اصطناعي من عدة مصادر لوقف اختفاء البحر، بدت حتى الآونة الاخيرة مثل الحلم البعيد. ولكن رغم ذلك، تحاول الوزارات الحكومية الحفاظ على التفاؤل – بسبب التطورات المتوقعة في المشروع الذي يهدف الى وقف تراجع المستوى. ورغم ذلك ليست

 

جميع الاطراف التي لها صلة بما يحدث في البحر الميت على قناعة بأن الخطة قابلة للتنفيذ. وهم قلقون ايضا لكونها تخلق اخطار بيئية.

 

وزير التعاون الاقليمي، تساحي هنغبي، قام في هذا الشهر باجراء زيارة عمل الى الاردن قبل الاعلان عن عطاء تنفيذ المرحلة (أ) من مشروع تدفق المياه من البحر الاحمر الى البحر الميت من اجل وقف تراجع مستوى المياه والشواطيء في البحر الميت.

 

هذه هي مرحلة المشروع النموذج، قبل اقامة اجهزة تدفق المياه بكمية أكبر. الحديث عن مشروع يجب أن يبدأ في السنة القادمة وينتهي بعد اربع سنوات.

 

إن تراجع منسوب المياه في البحر الميت سببه استخدام مياه نهر الاردن، خصوصا في الجزء الجنوبي من قبل الانسان. وهذا يتم بسبب سحب المياه للبرك الصناعية التي أقيمت في الجزء الجنوبي للبحر الميت. الجزء الذي جف منذ سنوات طويلة. من هذه البرك يتم استخراج المياه المعدنية التي تستخدم للصناعة.

 

فيما يتعلق بمشروع تدفق المياه من البحر الاحمر ستقام محطة لتحلية المياه في مدينة العقبة. مع اضافة المياه العادية وضخها بعد ذلك مباشرة الى البحر الميت.

 

الحديث يدور عن كمية سنوية تبلغ 250 مليون متر مكعب، الامر الذي من شأنه أن يقلص تراجع المستوى بـ 20 في المئة. محطة التحلية ستقدم المياه ايضا للاردن ولقرى العربة في اسرائيل، وفي المقابل ستزيد اسرائيل من كمية مياه بحيرة طبرية التي تقدمها للاردن.

 

تطور آخر يتعلق باعمار البحر الميت يرتبط باعمال المصانع. في الاشهر القادمة سيتم استكمال اجراءات العطاء لجمع الملح من ارض البركة الصناعية 5 في البحر الميت، والتي تبلغ مساحتها نصف مساحة بحيرة طبرية، وهي تخدم مصانع البحر الميت التابعة لشركة « كيماكاليم لاسرائيل »، وعلى شواطئها توجد فنادق ومياهها تأتي من البحر بالطبع. تراكم الملح في الارض يزيد من مستوى البركة ويهدد باغراق الفنادق. وهذه المشكلة هي نتيجة لاستخدام البحر للاحتياجات الانسانية.

 

الملح في البركة الصناعية لا يرتبط بتحسين مستوى البحر، لكنه حيوي لضمان عمل الفنادق التي لا يمكن أن تتواجد في اي شاطيء آخر بسبب تراجع مياه البحر. الحوض الجنوبي

 

للبحر كان سيجف بدون المصانع ايضا، لكن هذه المصانع تلعب دورا مناقضا منذ عشرات السنين في ظل الوضع الخطير للمنطقة. إنها تساهم في تراجع المستوى، لكنها تُمكّن من وجود السياحة.

 

لذلك تقرر البدء في تقليص كمية الملح في البركة، وهو القرار الذي تمت المصادقة عليه من خلال خطة خاصة. « نعتقد أنه خلال سنة ونصف سيتم البدء بجمع الملح »، قال نوعم غولدشتاين، المسؤول عن المشروع من قبل مصانع البحر الميت. في البداية سيتم وضع الملك في الجزء الاكثر عمقا في البركة، وبعد ذلك تتم اعادته الى البحر الذي جاء منه.

 

تقليص الملح ومشروع تدفق مياه البحر الاحمر يحظيان باهتمام خاص في مجلة« البيئة »، المختصة بالبيئة في منطقة البحر الميت. والتي ستصدر غدا في مراسيم احتفالية في المركز الثقافي « مشكنوت شأننيم » في القدس. وتقوم بنشر المجلة الجمعية الاسرائيلية للبيئة والمعلومات، بالتعاون مع وزارة البيئة وسلطة الطبيعة والحدائق. وتعطي المجلة صورة شاملة عن حالة واحدة من عجائب الدنيا السبع الهامة في العالم.

 

حسب ما كتبته نائبة مدير عام التخطيط في وزارة البيئة، غاليت كوهين، هناك مسافة كبيرة بين الخطط وبين مستوى تدهور وضع البحر الميت. لكنها تعتبر أن العمل لوقف المستوى وازالة الملح مثابة بداية التغيير.

 

حول تقليص الملح تقول إنه لا توجد بعد خطة تفصل كيفية نقل الملح الى البحر من جديد. خوف من مخاوف الوزارة هو ان تقوم المصانع من اجل التوفير بتكويم الملك لفترات طويلة قرب البركة الصناعية. « لن نسمح بوجود اكوام كبيرة من الملح يمكن رؤيتها من متسادا، ولن نسمح بأي تأخير للمشروع.

 

تعتقد كوهين أن مشروع تدفق مياه البحر الاحمر سيغير ميزان المياه السلبي للبحر الميت. »هناك خطط لزيادة كمية المياه لتبلغ 4 ملايين متر مكعب خلال عقد من الزمن. لقد عملنا في الوزارة على أن لا يتم نقل هذه الكميات إلا بعد اجراء بحث ومتابعة لتأثير هذا الامر. وقد حاولنا أن نفحص تأثير امتصاص كميات كبيرة من المياه في المحيط المائي القريب من العقبة« .

 

حسب تقديرات الخبراء فان ضخ كميات تبلغ 4 ملايين متر مكعب من المياه سيحدث تغييرات سلبية في البحر الميت، حيث قد تتراكم طبقة من الجير في المياه وقد تكون طبقة مياه عليا أقل ملوحة وتتغير نسبة الرطوبة في المنطقة.

 

هناك جهات مهنية تشكك بتنفيذ المرحلة الاولى ايضا من نقل المياه. واشار مصدر ما الى أنه لا يثق بأن المشروع سيتحقق لأن تكلفته مرتفعة وهناك معارضة من قبل منظمات البيئة التي تخشى من نتائج تدفق المياه الى البحر الميت، وزعم ايضا أنه لا يمكن اعتبار المشروع مقدمة لمشروع أكبر لأنه سيؤدي الى تدفق لا يتجاوز الحد النهائي، ومن الصعب الاستنتاج من خلاله ماذا سيحدث في البحر الميت اذا تم ادخال كميات اكبر من المياه.

 

د. دورون ميركل من سلطة المياه كان ممثل اسرائيل في الطاقم الدولي. وفي مقال كتبه قال إنه اذا كانت هناك اخطار بيئية للمشروع فهذا لا يمنع من أنه الافضل من اجل الحفاظ على مستوى البحر الميت. »إن ادخال المياه الى المنطقة الجنوبية سيؤدي الى زيادة كمية المياه للزراعة في الجانب الاسرائيلي والاردني. ولن يؤدي الى زيادة كمية المياه في البحر الميت. إن اعمار البحر سيبدأ، لكنه سيستمر فترة طويلة".

 

في الوقت الحالي سيستمر سحب مئات ملايين الامتار المكعبة من المياه الى البرك الصناعية في اسرائيل وفي الاردن والبحر سيستمر في التراجع.

 

 

كلمات دلالية