خبر تعاظم وتيرة العلاقات بين « إسرائيل » وتركيا

الساعة 01:50 م|25 فبراير 2017

فلسطين اليوم

رصد محلل الشئون الأمنية والاستخباراتية في صحيفة معاريف العبرية « يوسي ملمان » تطور العلاقة بين « إسرائيل » وتركيا في المجالات الأمنية والاستخبارية، بعد سبعة أشهر من توقيع الدولتين اتفاق تطبيع العلاقات بينهما وإغلاق فصل قضية مرمرة التي حدثت في أيار 2010. الأمور أولًا سارت ببطء، يقول الكاتب، ويضيف: أما الآن فالوتيرة تتعاظم، والحكومتان تطبقان الالتزامات التي اخذتاها على عاتقهما: فقد اعيد السفيران الى أنقرة وتل أبيب، إسرائيل دفعت تعويضات بمبلغ 21 مليون دولار للحكومة التركية، التي ستنقلها بدورها الى عائلات قتلى الحادثة؛ والبرلمان التركي ألغى القانون الذي أتاح تقديم ضباط إسرائيليين مرتبطين بالقضية الى المحاكمة، والبضائع والمساعدات الانسانية من تركيا الى غزة تنقل بشكل جار عبر ميناء اسدود.

أمرت الاستخبارات التركية رئيس قيادة الذراع العسكري لحماس، العاروري، بمغادرة اراضي الدولة. وقد انتقل الى قطر، وعندما عاد الى تركيا بعد زمن ما، طُلب منه بعد يومين أن يغادر الى الابد والا يعود. وشدد مصدر إسرائيلي ضالع في العلاقات بين الدولتين على أن تركيا تفي بتعهداتها الا يكون نشطاء الذراع العسكري الذين يدخلون الى اراضيها مشاركين في تخطيط اعمال ضد إسرائيل وهم لا يسمح له بتجنيد الاموال لهذه الغاية على الاراضي التركية. يمكن التقدير بان الاستخبارات التركية تفتح عيونها على أعمال رجال حماس، رغم عطف الرئيس أردوغان وكثيرين آخرين في الحكم على المنظمة من غزة.

أما الحوار السياسي - زيارات الوزراء وكبار الموظفين - وكذا تسريع العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، والتي لم تتضرر تقريبا بسبب قضية مرمرة، فيتقدمان على نحو جميل هما أيضًا.

وكما أسلفنا، يوجد أيضًا اغلب الظن تحسن واضح في العلاقات الامنية والاستخبارية. فشركات امنية كبيرة وصغيرة من إسرائيل، في مجال السايبر أيضًا، تعمل بنشاط في محاولة لاستئناف علاقاتها او الدخول الى السوق التركية. هذا يحصل ليس فقط في اتصالات القطاع الخاص أو الشركات الامنية الحكومية، بل وأيضًا في مستويات العمل في جهاز الامن. حتى قبل نحو عقد كانت تركيا سوقا هامة للتصدير الامني الإسرائيلي وتعاون الشركات الإسرائيلية والاجنبية، بينها شركات سنغافورية باعت أسلحة وعتادا عسكريا للجيش التركي وقواتها الامنية.

لقد كانت العلاقات في المجال الاستخباري الرسمي هي الاخرى وثيقة للغاية، وحسب « وول ستريت جورنال » تضمنت تبادلا للمعلومات عن الاعداء والخصوم المشتركين، مثل سوريا وإيران، وطلبات مساعدة من الاستخبارات التركية (« ميت ») للموساد ولأمان بالمعلومات عن منظمات عصابات وارهاب كردية. وحسب مصادر كردية، وكما سبق أن نشر في هذه الصحيفة قبل بضعة أشهر، فقد طلبت « ميت » في الماضي من الموساد مساعدتها في صراعها ضد نشطاء ارهاب أكراد، ولكن هذه الطلبات رفضت.

إحدى ذرى التعاون الاستخباري كان في الزيارات شبه الدائمة لقادة الموساد وأمان لدى نظرائهم في تركيا، واستضافتهم في إسرائيل بين الحين والاخر. كل رؤساء الموساد، من ايسار هرئيل في الخمسينيات والستينيات وحتى مئير دغان وتمير باردو، الذي في عهده تضعضعت العلاقات (في اعقاب حادثة مرمرة ولكن أيضًا لأسباب أخرى، وعلى رأسها محاولة أردوغان ان يصبح زعيم السنة في الشرق الاوسط) فعلوا هذا.

قبل نحو سنة حل يوسي كوهين محل باردو. ونشرت في الاعلام التركي انباء عن أن كوهين زار تركيا في 2016 والتقى بموظفين حكوميين كبار. يمكن التقدير بأن أحدهم هو أكان فيدان، رجل ثقة أردوغان الذي يترأس « ميت ». ومنذ أكثر من سنة تنشر انباء عن النية لاستبداله وتعيينه سفيرا في اليابان، ولكن صحيح حتى الان لا يزال فيدان يقف على رأس الاستخبارات التركية.

كوهين نفسه التقى مسؤولين أتراك كبار، ولكنه فعل ذلك بحكم منصبه السابق كرئيس مجلس الامن القومي، وكمن كان مشاركا الى جانب المحامي يوسف تشخنوفر في المفاوضات التي أدت إلى إنهاء الأزمة.

تحتاج الاستخبارات التركية للاستخبارات « الإسرائيلية » لعدة اسباب. أولا، بسبب السمعة التي للموساد ولأمان كجهازين لديهما معلومات عما يجري في الشرق الاوسط وقدرات ترتبط بذلك. سبب آخر هو المعلومات التي لدى الاستخبارات الإسرائيلية عن إيران، التي تواصل اقلاق تركيا، سواء بسبب تدخلها في سوريا أم بسبب الحدود المشتركة بين الدولتين، اللتين تكافحان على الاسواق والنفوذ في الجمهوريات الاسلامية في وسط آسيا. سبب آخر يغري الاستخبارات التركية هو أن إسرائيل تعتبر حليفا للولايات المتحدة وللموساد قدرة كبيرة على الوصول الى السي. آي. ايه.

كلمات دلالية