فلسطين فوق كل المحاور

خبر د. الهندي: لا يمكن الخروج من الوضع الفلسطيني إذا لم يتم إعادة ترتيب « م.ت.ف »

الساعة 09:36 ص|25 فبراير 2017

فلسطين اليوم

قَلَل الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي اليوم السبت، من إمكانية الخروج من الوضع الفلسطيني الحالي، إذا ما استمر الفشل في إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الانتخابات وفق اتفاق القاهرة 2005، يمكن أن تفرز مجلسا وطنيا جديدا، يضع استراتيجية تمثل الجميع، بما فيها حركتا المقاومة الإسلامية « حماس » والجهاد الإسلامي، يمكن أن تحدد طبيعة الصراع مع العدو.

كما أكد د. الهندي، خلال لقاء صحفي مفتوح نظمه التجمع الإعلامي الفلسطيني، أن فلسطين رافعة للجميع، وليس الوضع الفلسطيني وحده، وتصوب بوصلة الجميع في اتجاه العدو المشترك، ولا يمكن أن تكون عدواً لأحد كونها مشروع تحرر.

وشدد، على ضرورة المحافظة على الدور الفلسطيني في ظل الوضع البائس في المنطقة، بالاشتباك مع العدو الإسرائيلي، كفصائل مقاومة وشعب منتفض.

فلسطين فوق المحاور

كما أكد د. الهندي، على أن فلسطين يجب أن يحافظ عليها فوق المحاور وليست جزءا من كل المحاور، رافعاً في ظل الوضع المهتز في المنطقة، قائلاً: هناك زلزال في المنطقة فكيف لفلسطين أن تحشر نفسها في هذه المحاور، ونلتقى على فلسطين ولا نلتقي على المحاور.

وأضاف: أن انقلاباً جديداً يحصل في منطقة الشرق الأوسط يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمساعدة أطراف عربية عنوانه وضع اللمسات الأخيرة على تصفية القضية الفلسطينية والتحالف مع جهات عربية لتحقيق مصالح إسرائيل.

وقال د. الهندي إن « إغلاق ملف فلسطين أصبح مطلباً عربياً، كون الدول تتحالف مع مصالحها فقط، ولا يتوهم أحد أن تحالفات جديدة ممكن أن تقوم في المنطقة ».

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن إسرائيل عدو للجميع، لأنها ليست إلا مشروع هيمنة على المنطقة، خاصة في ظل الوضع المحلي والإقليمي القائم، وفشل السلطة الفلسطينية في كل المحافل والملفات، وتوهم البعض أن إسرائيل يمكن أن تكون حليفا لأحد.

وأشار د. الهندي، إلى أن كل خيارات إسرائيل في المستوى المتوسط هي خيارات صعبة « طالما تمسكنا بالثوابت والمقاومة ». مؤكدا أن حركة الجهاد الإسلامي ترى ضرورة بقاء الهدف الثابت، وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر« .

حل الدولتين

وفي حديثه عن حل الدولتين، قال د.الهندي: حل الدولتين حمل من البداية بذور فشله،لأنه أجَل القضايا الرئيسية للصراع إلى مرحلة لاحقة تم تحديدها بخمس سنوات، لا زالت حتى اليوم على حالها، وجاء اليوم لقاء ترامب نتنياهو لتأبين هذا المشروع » منتقدا لهاث السلطة خلف اتصال تلفوني مع ترامب، بينما هو يدير ظهره لها.

وبيَّن أن السلطة الفلسطينية فشلت على المستوى الداخلي، في تحقيق وإنجاز المصالحة، وفي إعادة بناء منظمة التحرير، على أسس تم التوافق عليها، وفشلت في اتفاق القاهرة 2005، وفشلت في موضوع الانتخابات البلدية مؤخرا، مضيفا: وللأسف يخرج من يقول إننا نريد دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بالحقوق، إسرائيل التي طرحت حل الدولتين للخروج من مأزقها، هي من رفض هذا الحل وتنكر له؛ لأنها تريده فقط شعارا في المحافل الدولية دون تطبيقه على الأرض، في المقابل لا تتوقف عن سرقة ومصادرة الأراضي« .

الوضع العربي

وفيما يتعلق بالوضع العربي الذي يصاحب فكرة »تأبين حل الدولتين« ، أضاف د. الهندي: الوضع العربي لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، المنطقة في حروب وضغوط كبيرة، والعرب يخضعون لابتزاز إسرائيل وألاعيب ترامب، والبعض من العرب يتوهم أنه يمكن تطبيع العلاقة مع إسرائيل، والبعض يريد ترتيبات إقليمية لحل القضية الفلسطينية، تقوم على التطبيع بين العرب ودولة الاحتلال ». مشيرا إلى أن إسرائيل صرّحت علانية بأن بعض العرب يقيمون علاقات معها، وأن العالم يتفهم بأن فلسطين ليست المشكلة الرئيسية في الصراع بالشرق الأوسط، وأن وترتيبات إقليمية يمكن أن تحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي « هذا هو الانقلاب الجديد في المنطقة ».

وأوضح عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، أن إسرائيل تجني أرباحا مجانية في كل الاتجاهات، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية ستتصدى لمشروع التوصل لاتفاق نهائي للصراع، واصفا هذا المشروع بـ« الأخطر في المنطقة ».

تعيين السنوار

وفي معرض رده، على ردة الفعل « الإسرائيلي » والهجوم على تعيين يحيى السنوار، قال د. الهندي: أنا أعتقد أن هذه « بروباغندا إسرائيلية موجهة للغرب، وتهدف لحشر المقاومة في خانة الحرب على الإرهاب، والنغمة الدولية بالإسلام المتطرف ».

وتابع: من المفترض أن نتوجّه نحن للإعلام الغربي لتوضيح القضية الفلسطينية، بأن المقاومة الفلسطينية تدافع عن شعبنا، معتبراً الحديث عن حرب بعد تعيين السنوار، هجمة إعلامية تستهدفها « إسرائيل » بأن حماس تغيّرت وجاء السنوار وهو من العسكر، ووصف ذلك بالتضخيم الإعلامي، لحشر المقاومة في خانة الحرب على الإرهاب.

حرب مقبلة

وفي سؤال حول الحديث عن حرب « إسرائيلية » مقبلة، قال د. الهندي: هناك 3 حروب شنّتها « إسرائيل » على قطاع غزة، وهناك حرب مستمرة منذ انتخابات 2006، وهي حرب حصار دائمة، والحروب الثلاثة ما هي إلا جولات تزيد فيها جرعة العنف.

وتابع: المقاومة الفلسطينية، وكل الفصائل وليس الجهاد وحدها همها استخلاص العبر، وفهم الدروس، ومن يفهم طبيعة العدو، بالتأكيد سيكون جاهزاً.

ولم يخل حديث د. الهندي عن الهموم الحياتية للمواطنين، حيث دعا إدارة غزة، أن تخفف عن المواطنين وأن تراعي مصالحهم، إذا أرادت أن تؤسس للمقاومة، وأن تتلمس جراحه وفقراءه، مشيراً إلى أن حركته تتحدث عن الهم الفلسطيني في أي مناسبة وفرصة تتاح لها.

هجوم فتح

وفي تعقيبه حول هجوم حركة فتح على الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان عبد الله شلح، قال د. الهندي: حركة فتح في تاريخها لم تستخدم لغة التخوين التي ظهرت في البيان الأخير، لذلك هذه اللغة غريبة على فتح، والبيان عبارة عن وجهة نظر مجموعة موتورة لصالح قرار في فتح وليس نهج فتح.

أما الحديث عن سقوط أخلاقي وسياسي، فأوضح د. الهندي، أن السقوط الأخلاقي يُساوي استمرار التنسيق الأمني مع « إسرائيل » ومعاداة الشعب الفلسطيني، وهي أن تُعادي شعبك في وقت تسرق فيها الأرض التي ستقام عليها الدولة،

أما السقوط السياسي، فأردف د. الهندي، أنه التمسك بخيار المفاوضات في وقت ضياع الأرض الفلسطينية.

كلمات دلالية