خبر دراسة: مصر تُفضّل النفوذ الإيرانيّ بغزّة على التركيّ والقطريّ

الساعة 10:24 ص|23 فبراير 2017

فلسطين اليوم

قال باحث في « إسرائيل » مقرب للمؤسسة الحاكمة فيها إنّ مصر تتجه لتفضيل نفوذٍ إيرانيٍّ في قطاع غزّة على نفوذ تركيا أوْ قطر اللتين ترى بهما خصمًا أشّد من إيران، حسب قوله.

ولفت البروفيسور بنحاس عنباري، الباحث في معهد القدس لشؤون المجتمع والدولة (قضايا إستراتيجيّة، أمن، دبلوماسيّة وقانون دوليّ)، لفت إلى أنّ مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي لا تتوقع من رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجديد يحيى سنوار مساعدتها في محاربة تنظيم “الدولة الإسلاميّة” في شبه جزيرة سيناء بسبب رغبة الحركة المحافظة على خطوط إمدادات السلاح.

لكن بالمقابل، يرجح عنباري وهو كاتب صحافي وباحث بارز بشؤون الشرق الأوسط، أنّه في ظلّ موازين القوى في غزة بين نفوذ تركيا وقطر من جهة واحدة (عن طريق المعابر بين غزة وبين إسرائيل) وبين تأثير إيران في القطاع (عن طريق سيناء) فإنّ القاهرة ستفضل باللحظة الراهنة التأثير الإيرانيّ في غزة.

وأوضح الباحث الإسرائيليّ أنّه على الرغم من التعاون الأمنيّ بين إسرائيل وبين مصر في سيناء وخارجها، فإنّ الأخيرة ترى بتركيا وقطر خطرًا أشّد عليها. وخلص للقول إنّه في الرمال المتحركة في الشرق الأوسط لكل مرحلة رجالها وتحالفاتها.

جاء ذلك ضمن دراسة جيوسياسية للباحث عنباري في موقع المركز المذكور بعنوان “توثيق العلاقة الفلسطينيّة مع إيران”، وفيها يتحدث عن الأوضاع السياسيّة الناشئة في ظلّ إدارة ترامب وإعلان العلاقات الحميمة بين واشنطن وتل أبيب في اللقاء الأخير بين الرئيسين الأمريكيّ والإسرائيليّ، والذي يبدو أنّه تركز في تعاونٍ معلنٍ وسريٍّ ضدّ إيران يدفع الأخيرة لزيادة محاولاتها تعزيز نفوذها في غزة كموطأ قدم أماميّ قبالة إسرائيل، بحسب تعبيره.

وتابع قائلاً في دراسته: لقد تبينّ أنّ الزيارة المؤثرة التي قام بها الرئيس المصريّ، محمد أنور السادات لإسرائيل وما تبعها من توقيع اتفاقية السلام التاريخية بين البلديْن كانت تنطوي على أهمية قصوى تجاوزت ما كان يعتقد به أصحاب الشأن أنفسهم لدى إقدامهم على توقيع اتفاقية التسوية.

وأردف أنّه فيما يتعلّق بإسرائيل فتتجلّى هذه الأهمية بكلّ بساطةٍ ووضوحٍ، كون مجرد توقيعها اتفاقية تسوية مع أكبر وأهم دولة عربية بمثابة إنجاز مدهش. ولكنّه استدرك قائلاً: غير أنّه اتضح مع مرور الزمن بأنّ الاتفاقية كانت على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لمصر أيضًا، إذ أفسحت الاتفاقية المنفصلة مع إسرائيل المجال أمام مصر للخروج نهائيًا من دائرة القوميّة العربيّة الهدّامة وتركيز طاقاتها على جهود إعادة إعمار ما كان جمال عبد الناصر قد خلفه من أنقاض بعيدًا عن أوهام إقامة الدولة العربيّة الموحدة العظمى.

ولفت البروفيسور عنباري إلى أنّه فيما يتعلّق بالعقيدة القائمة على وحدة الأمة الإسلاميّة، التي تمثل الوجه الآخر للعملة ذاتها، فإنها انبرت لشنّ هجمة مضادّة أسفرت عن اغتيال الرئيس السادات نفسه، لكن مصر لم تعُد تسير على مسار القوميّة العربيّة أوْ الوحدة الإسلاميّة، حيث ثبت هذا الأمر حتى في عصر العاصفة التي اجتاحت العالم العربيّ عندما كان يبدو أنّ مصر ستتولى مجددًا، في ظلّ رئاسة الرئيس السابق محمد مرسي، زمام قيادة التيار الإسلاميّ في المنطقة.

بالمقابل، رأى عنباري، فإنّ سوريّة التي ظلت متمسكة في رسائل المقاومة والقوميّة العربيّة تعرضت للدمار الكامل، بينما نجت مصر من ذات المصير بفضل عقدها التسوية مع « إسرائيل » وقرارها السير على طريق مصر أولاً مع رفض وهم الإمبراطورية أولاً، على حدّ وصفه.

وكان عنباري، قد قال إنّ زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل بهدف دفع عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل هو بوابة لدخول إسرائيل مرة أخرى  للشرق الأوسط  من جديد لمواجهة التحدي الإيرانيّ.

كلمات دلالية