كشف الصحفي سامي الساعي (36 عامًا) المفرج عنه من سجون السلطة مساء اليوم الأربعاء، تعرضه لـ « تعذيبٍ وحشي »، أثناء فترة اعتقاله التي دامت أكثر من 20 يوماً.
واعتقل الساعي في الثاني من الشهر الجاري وتم تمديد توقيفه 15 يوما، وفي اليوم الثامن من اعتقاله أمرت المحكمة بالإفراج عنه بكفالة مالية بعد اتهامه « بإثارة النعرات الطائفية »؛ وبدلا من ذلك حُول إلى مكتب التحقيق المركزي ومقره اريحا في اليوم التالي واتهم بأمور أخرى منها التواصل مع قطاع غزة.
وأفاد الصحفي الساعي في تصريحاتٍ خاصة لـ « فلسطين اليوم » أنه تعرض لتعذيب وحشي واصفاً « مكتب التحقيق المركزي » بـ (المسلخ)، وذكر أنه تعرض للضرب على باطن قدميه لمدة ثلاث أيام « بقسوة شديدة ودون رحمة ».
وذكر أن المحققين كانوا يقيدوا يديه من الخلف ويرفعوه بواسطة سلاسل حديدية بالهواء، ويبقى معلقًا لعدة أيام متواصلة، وتعرض للصفع على الوجه بكل قوة وعنف، وتوجيه إهانات عديدة، والعبث في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
وقال الساعي في إفادته: من التعذيب الذي تعرضت إليه أن أحد المحققين قيد يديَّ من الخلف، ووضعني داخل زنزانة انفرادية لا يوجد بها فراش لأنال قسطًا من الراحة بعد جولات التعذيب التي مورست بحقي. وأضاف: من أشد أنواع التعذيب التي تعرضت له هو ربطي بالحبل، وسحبي للأعلى حتى أضطر إلى الجري لعدة ساعات دون توقف.
وتابع: من جراء التعذيب الشديد، دخلت بمرحلة صحية ونفسية صعبة، أخذت على إثرها حُقن ومسكنات للآلام من خلال طبيب السجن.
وذكر الساعي أنه كان يسمع اثناء مكوثه بالزنانة الانفرادية أصوات تعذيب لنزلاء، تنم عن تعرضهم لتعذيب وحشي، موضحاً أن أحد الأقسام داخل السجن كان يضم 40 نزيلاً بينهم جنائيين وسياسيين ومعتقلين على خلية الرأي.
كما وأفاد أن وفداً من نقابة الصحفيين، والهيئة المستقلة لحقوق الانسان (ديوان المظالم)، زاروه داخل السجن، مشيراً إلى أن التفاعل الإعلامي مع قضيته ساهم بالإفراج عنه، إذ تدخل النائب العام وأمر بعرضه على نيابة اريحا.
وأشار الساعي إلى أنه قدم للنيابة إفادته بشأن تعرضه للتعذيب، لافتاً إلى انه تم الاتفاق بين محاميه والنيابة العامة على إثبات تهمة إدخال اموال، وعليه تم الحكم بالسجن لمدة عام، ليستأنف بعد ذلك وتخفف العقوبة إلى 3 شهور، وعليه تم شراء الحكم والإفراج عنه، وأغلقت القضية على هذا النحو.
ويأتي اعتقال السلطة الصحفي الساعي بعد نحو شهرين من الإفراج عنه من سجون الاحتلال « الإسرائيلي » إذ أمضى عند الأخيرة حكما بالسجن 9 أشهر بحجة التحريض على الاحتلال عبر موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك ».
وشهد اعتقال الساعي إدانات من هيئات صحفية وتحذيرات من منظمات حقوقية فلسطينية وعالمية جراء تعرضه للتعذيب داخل سجن أريحا الذي ينفي ذلك، ويؤكد أن الساعي لم يعتقل على خلفية عمله الصحفي وإنما « لمخالفة قانونية ».
ويعمل الصحفي الساعي مراسلا لوسائل إعلامية فلسطينية محلية وخارجية، واستقر به الأمر محررا ومنتج أخبار في تلفزيون الفجر الجديد بطولكرم.
تأتي تأكيدات الساعي بتعرضه للتعذيب القاسي والشديد من قبل أجهزة أمن السلطة، خلافاً للتصريحات التي أدلى بها نقيب الصحفيين، من أن الصحفي الساعي لم يتعرض للتعذيب.