خبر « الجهاد الإسلامي » ورفع سقف المواجهة ضد إسرائيل بقلم.. بقلم :هيثم أبو الغزلان

الساعة 08:20 م|21 فبراير 2017

فلسطين اليوم

تكتسب دعوة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور رمضان عبد الله شلح، التي دعا فيها إلى « ضرورة توحيد الجبهات في حال شن أي عدوان صهيوني واندلاع حرب على الجبهتين الجنوبية والشمالية لفلسطين، في ظل التهديد بحرب جديدة على غزة ولبنان »، تكتسب أهمية قصوى من ناحيتين؛ الأولى هي استكمال لدعوته في خطابه نفسه في مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران إلى « سحب برنامج الحد الأدنى لمنظمة التحرير من التداول والعودة إلى برنامج الأقصى الفلسطيني وهو أن فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر من النهر هي دولة إسلامية فلسطينية وملك للشعب الفلسطيني.. ».

والثانية: أنها رد على برنامج الاستيطان والضم الصهيوني المتعاظم على الأرض الفلسطينية، والمدعوم من الإدارة الأمريكية الجديدة، وسط خليط من السلبيات التي يعج بها الوضعين الفلسطيني والعربي، والاستثمار الإسرائيلي لنتائج ما حدث ويحدث في بعض البلدان العربية من احتراب داخلي وتهميش للقضية الفلسطينية.

وفي السياق العام نفهم أنه إذا كانت حكومة نتنياهو وبمساعدة من إدارة الرئيس دونالد ترامب قد دفنت « حل الدولتين »، وترفض وقف الاستيطان والانسحاب من القدس وحقّ العودة للفلسطينين، فعلى أي شيء تراهن السلطة الفلسطينية ورئيسها في إعادة إحياء عملية « السلام »؟!

وإذا كانت الشروط الإسرائيلية لم تتغير ولا تزال تتمسك بشرطي اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل « دولة يهودية » والسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على المنطقة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن لصنع السلام مع الفلسطينيين، ولا يزال نتنياهو يعتبر أن « قضية الاستيطان لا تشكل لب النزاع مع الفلسطينيين »، فكيف يمكن مواجهة مثل هذه السياسات المفروضة بقوة البطش والإرهاب؟! وهل تتم المواجهة عبر سياسة « الديبلوماسية الهادئة » التي يتبعها رئيس السلطة الفلسطينية إزاء ترامب إلى حين تبلور سياسته بصورة واضحة؟! أو عبر الرهان على جولات جديدة من المفاوضات مع نتنياهو وحكومته التي تحررت من ممارسة أي ضعوط أمريكية عليها إزاء الملف الفلسطيني، والتي بات يعتبر اليمين الإسرائيلي فيها عقب تصريحات ترامب « حول تأييده أي حل يختاره الجانبان » بأنه دفن لرؤية « حل الدولتين » عبر فرض الوقائع على الأرض؟! وما هي سبل مواجهة مصادقة « الكنيست الإسرائيلي » على مشروع قانون يشرعن الوحدات الاستيطانية المقامة على أراضٍ خاصة بمواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية، وعدم جواز إزالتها أو هدمها؟!! وما هو تفسير إصرار البعض الفلسطيني والعربي على الاستمرار في المراهنة على التسوية والأمل من المؤسّسات الدولية الضغط على إسرائيل لاستئناف المفاوضات، رغم الإصرار الإسرائيلي على استئنافها دون شروطٍ مسبقة؟! ولماذا لا يُتبنى البديل المقاوم، ويتم إعادة بناء « منظمة التحرير الفلسطينية » والاتفاق على مشروع وطني تحرري جامع مقاوم بكل أشكال المقاومة وبكل السبل الممكنة؟!

وعلى جانب السلطة للأسف نجد أنها حريصة على التأكيد للجانبين الإسرائيلي والأمريكي على التزامها باتفاق أوسلو، وتأتي زيارة رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، إلى واشنطن مؤخرًا في سياق بحث هذا التعاون الثلاثي المشترك في القضايا الأمنية، وكلمة السر فيها مكافحة المقاومة ووقف الانتفاضة.

ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يخف يومًا اقتناعة بضرورة إستئناف المفاوضات والرهان على امكانية نجاح عملية التسوية التي يعتقد أنه لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات والمزيد منها. ويرى محللون أن تهديدات رئيس السلطة بإمكانية اللجوء إلى المحافل الدولية، ماهي إلا مجرد كلام لم يرقَ إلى مستوى الحد الأدنى من الفعل، في وقت القضية الفلسطينية تشهد فيه تصفية حقيقية على كل المستويات.

وإزاء المخاطر التي تحقيق بالقضية الفلسطينية، فإن المطلوب اليوم من الأمة كلها تقديم كافة وسائل الدعم للانتفاضة وللمقاومة الفلسطينية، وتكريس البوصلة باتجاه فلسطين، والتشديد على طبيعة الصراع ضد العدو الإسرائيلي كصراع وجود وليس حدود، لأن الخطر الإسرائيلي لا يقف عند حدود فلسطين.

كلمات دلالية