خبر صحيفة: جهة عربية نقلت إلى «حزب الله» تحذيراً إسرائيلياً

الساعة 06:15 ص|19 فبراير 2017

فلسطين اليوم

تعددت التفسيرات في الدوائر السياسية والرسمية الضيقة لأسباب التهديدات العالية التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الخميس الماضي في اتجاه « إسرائيل »، وصولاً إلى التلويح باستهداف مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي، والذي هو سابقة في الصراع بين الحزب والكيان.

ومن التفسيرات، وفق قول مصادر واسعة الاطلاع لـ «الحياة»، أن جهة عربية نقلت معلومات دولية إلى «حزب الله» في الآونة الأخيرة، عبر قنوات خاصة، تحذّره من الكيان، بالاستناد إلى معلومات دولية، بأنها ستقدم على ردّ عسكري كبير ضد الحزب ولبنان، إذا أقدم الحزب على عمل عسكري ضدها انطلاقاً من الأراضي السورية أو اللبنانية. وأشارت المصادر إلى أن الجانب « الإسرائيلي » يرصد تحركات الحزب في سورية وفي لبنان، لجهة استمرار تزوده بأسلحة وتواجده في مناطق في سورية قد تستخدم ضده في أي عمل عسكري ضدها.

وترجح المصادر نفسها لـ «الحياة» أن يكون التحذير الذي نقل إلى نصرالله من الجهة العربية، على أنه جدي ويشمل استعداد حكومة بنيامين نتانياهو لاستهداف الحزب والأراضي اللبنانية كافة باعتبار الحزب يتمتع بتغطية منها، هو الذي دفع نصرالله، إضافة إلى عوامل أخرى، إلى رفع مستوى التهديد المقابل. وذكرت المصادر إياها أن التحذير العربي لـ «حزب الله» شمل تقديراً بأن لدى نتانياهو قدرة على الحركة الإقليمية وضد الحزب، في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، أعلى بكثير من قدرته إبان رئاسة سلفه باراك أوباما، ما يستدعي توخي الدقة والحذر والحكمة من جميع الأطراف المعنيين، لأن إدارة ترامب تتمتع بعلاقة وثيقة جداً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وهو أمر كان أحد المواضيع التي اطلع عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زياراته العربية، حيث استمع إلى معطيات وتقديرات في شأن الخصوصية المستجدة لتلك العلاقة الإسرائيلية - الأميركية والمسببة للقلق العربي. هذا فضلاً عن أن عون تلقى نص الرسالة الإسرائيلية.

وفي موازاة هذا التفسير للتهديد العالي النبرة من نصرالله، تقول أوساط أخرى متصلة بدوائر رسمية في لبنان، أن الرسالة الإسرائيلية إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة التي اعتبرت كلام عون عن أن سلاح الحزب مكمل لدور الجيش، تشريعاً لنشاطات الحزب، ودليلاً على تعاونه مع الجيش، هي تبرير لاستهداف الجيش اللبناني أيضاً، وتحريض على عدم دعمه بالسلاح من جانب الدول الكبرى، من جهة واستكمال لسياسة التحذير المتواصلة منذ سنوات للحزب ولبنان من جهة أخرى. لكن هذه الأوساط تعطي تفسيراً إضافياً لموقف نصرالله، يتصل وفق تقديرها بقلق «حزب الله» من التطورات الخارجية وبالتسويات المحتملة في سورية نتيجة ما يحكى عن توافق محتمل أميركي - روسي، كالآتي:

1- إن التهديد المتواصل للحزب منذ أشهر والذي تعكسه وسائل الإعلام الإسرائيلية، كان يستهدف إبقاء توجيه ضربة له مسألة حية في المجتمع الإسرائيلي. ومن متابعة وسائل الإعلام هذه يمكن ملاحظة أن القادة الإسرائيليين كانوا يعتبرون أن الظرف المناسب لاستهداف الحزب هو انتظار تزايد استنزافه في سورية، وأن لحظة عودته منها يكون بلغ الدرجة الأعلى من هذا الاستنزاف، هذا فضلاً عن أن الانفكاك العربي عنه يكون ازداد نتيجة العداوة المتنامية بفعل تدخلاته في الدول العربية واليمن. لكن ما ينشر في الإعلام الإسرائيلي يعكس اقتناعاً بأن الحزب بلغ الحد الأقصى من هذا الاستنزاف، بحيث لن يستنزف أكثر مع استمرار تواجده في بلاد الشام.

2- إن إدارة ترامب قلبت المعادلة التي أرساها أوباما أثناء تفاوض إدارته مع إيران على ملفها النووي بفصله عن التفاوض على وضع المنطقة. وباتت معادلة الإدارة الجديدة هي مواجهة نفوذ طهران الإقليمي بمعزل عن الاتفاق النووي. وأبرز أذرع إيران الإقليمية بالنسبة إلى هذه الإدارة «حزب الله».

3- العلاقة غير المسبوقة بين ترامب ونتانياهو، من طريق صهره جاريت كوشنير المستشار الخاص للرئيس الأميركي، والذي كشف تقرير لـ «نيويورك تايمز» مدى عمقها العائلي منذ صغره مع نتانياهو خصوصاً. وتعتبر هذه الأوساط أن هذه العوامل تقف وراء استشعار نصرالله الخطر من « إسرائيل » الذي أخذت تباشيره تتصاعد في الإعلام الإسرائيلي، ما دفعه إلى الرد الردعي.

كلمات دلالية