خبر نافذة فرص- يديعوت

الساعة 11:42 ص|13 فبراير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: شلومو بتركوفسكي

(المضمون: اذا كان نتنياهو يريد تغيير الاتجاه فهو ملزم بان يوضح ذلك للادارة، حتى وإن كان بكتمان، وبالتأكيد الا يقسم مرة اخرى باسم حل الدولتين. واذا كان تخوف نتنياهو من التغيير سيدفعه لان يطلق ذات النغمات فان نافذة الفرص ستغلق - المصدر).

حكاية تروي عن يهودي في احدى بلدات المنفى جاء ذات يوم الى بيته وكله غضب. لماذا وجهك مكفهر؟ سألته زوجته. فأجابها: سمعتهم يقولون ان المسيح جاء. والان سيأخذنا المسيح جميعنا الى بلاد اسرائيل، وماذا سيحل بالبيت الذي بنيناه بعمل جم؟ الحقول التي اشتريناها بعرقنا؟ فأجابته زوجته: لا تخف. مثلما أنقذ الرب تبارك اسمه شعب اسرائيل من فرعون وهامان وكل مضطهدينا، هكذا سينقذنا برحمته من يد المسيح أيضا.

دونالد ترامب لا بد أنه ليس المسيح، ولكن هذه القصة، التي تظهر برواية مختلفة بعض الشيء في الكتاب الشهير لالتر دروينوف، ليست قصة عن المسيح: بل عن طبيعة الانسان. عن أن الخوف الاكبر للانسان هو من التغيير ومن المجهول. فاليهودي ابن البلدة وزوجته لا يريدان الخلاص لاسباب ايديولوجية – فهما ببساطة يفضلان ما هو معروف ومعتاد. كل من يهز عالمهم هو طاغية – حتى لو كان هذا المسيح المخلص.

ان رد فعل القيادة الاسرائيلية على انتخاب ترامب والمقصود أساسا رئيس الوزراء نتنياهو عشية سفره الى الولايات المتحدة، يشبه أكثر من كل شيء آخر رد فعل ذاك اليهودي وعدم رغبته في خلق مستقبل مختلف عن الماضي. من الصعب ألا نأخذ الانطباع بأن الاصوات التي تنطلق في الايام الاخيرة من واشنطن مصدرها البث الذي تتلقاه واشنطن من إسرائيل. بث يفهم منه أغلب الظن بان سياسة اسرائيل لم تتغير ورؤيا الدولتين لا يزال قابعا في اساسها.

ينبغي القول بوضوح: انتخاب ترامب هو فرصة لا تتكرر للقيادة الاسرائيلية لاعادة فتح اللعبة. للخروج من الفكرة التي تثبتت وبموجبها لا مفر من السعي الى حل الدولتين.

لقد كانت الادارة الجديدة منفتحة على أن تسمع من إسرائيل الى أين تتطلع، الا انه لا يمكن لاي إدارة امريكية أن تتجاوز حكومة اسرائيل من اليمين. اذا قال نتنياهو لترامب ان في نظره رؤيا الدولتين هو الحل – فان ترامب سيتوقع من نتنياهو بشكل طبيعي ان يتصرف بناء على ذلك. أما اذا كان نتنياهو يريد تغيير الاتجاه فهو ملزم بان يوضح ذلك للادارة، حتى وإن كان بكتمان، وبالتأكيد الا يقسم مرة اخرى باسم حل الدولتين. واذا كان تخوف نتنياهو من التغيير سيدفعه لان يطلق ذات النغمات فان نافذة الفرص ستغلق.

وإدارة ترامب ستغلق هي ايضا على حل الدولتين، ومن هنا فصاعدا ستكون الفوارق بينها وبين إدارة ترامب في الاسلوب أساسا. نافذة الفرص هذه قد تغلق بعد لقاء نتنياهو – ترامب، وبالتالي لن يكون سهلا على نتنياهو اجراء التغيير. أما اذا كانت اسرائيل محبة للحياة فلا مفر من تغيير الاتجاه رغم المصاعب التي ينطوي عليها. ويبدو هذا الان بانه لا يزال ممكن، أما بعد بضعة اسابيع، بل وربما أيام، فمن شأن هذا ان يكون بات متأخرا.

كلمات دلالية