خبر يوجد قضاة في أمريكا- هآرتس

الساعة 11:40 ص|13 فبراير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

(المضمون: توجد في الولايات المتحدة القيم والمعايير الجيدة وايضا القيم والمعايير السيئة. وقد اختارت اسرائيل التقرب من الطرف السيء في الولايات المتحدة - المصدر).

اذا كان يوجد قضاة، فهم موجودون الآن في الولايات المتحدة على الأقل. واذا كانت توجد دعوى لتجميد مرسوم يمنع دخول مواطنين من سبع دول اسلامية، أمام قضاة محكمة العدل العليا، مثل تلك التي وضعت أمام القضاة الامريكيين، فيمكن القول إن أحد رجال الجيش كان سيأتي مع ملف كتبت عليه الكلمات السحرية « ملف سري »، فتتلاشى الدعوى. وهنا، بدون ملف سري ومع كلمة أمن فقط، صادقت محكمة العدل العليا على قانون المواطنة الذي يمنع لم شمل العائلات مع فلسطينيين في مناطق السلطة.

يوجد اليوم حوالي 600 سجين فلسطيني اداري، يقبعون في السجون بفضل حضرة « الملف السري ». وحتى الآن لم يتم قبول أي دعوى لأي سجين فلسطيني. الحديث عن مواد خارج القضاء، التي هي عبارة عن مقاطع مقدسة يحظر لمسها. ايضا في النقاش في دعوى اطلاق سراح جثة يعقوب أبو القيعان الذي قتل اثناء هدم المنازل في قريته أم الحيران، حاولوا استخدام مواد كهذه. وفقط بفضل المعارضة الحاسمة للمحامي حسن جبارين، رئيس مؤسسة « عدالة » تم انقاذ احترام الجهاز القضائي. وبدون المواد السرية ايضا يمكن دائما اخراج الشعار السحري « قاموا علينا ليقتلونا »، كما فعل قاضي محكمة العدل العليا اليكيم روبنشتاين في النقاش في الدعوى ضد القانون الذي يطالب بمقاطعة المستوطنات.

إذاً قضاة الولايات المتحدة هم الذين يستحقون الآن اعتبارهم « نورا للاغيار » – جدار واق أمام رئيس قوي ومخيف. ايضا في التركيبة الثانية قاموا بتجميد المرسوم الرئاسي. واسمحوا لي أن أقول إنه اذا لم يكن ترامب قد وصل للحكم، كان يجب أن نعمل كي يصل، رغم الثمن الصعب. تحتاج الولايات المتحدة الى هزة. في المسرحية اللبنانية القديمة للمطربة فيروز يقول الجد: « يجب هز البساط القديم بين فينة واخرى ». الصحوة الكبيرة التي نشاهدها الآن في الولايات المتحدة، بما في ذلك مظاهرات مئات الآلاف تبعث الأمل في أنحاء العالم بأن أمورا كثيرة معوجة سيتم اصلاحها.

ومن الافضل أن تستغل القوة العظمى هذه الفرصة للتملص من الاطراف ومن الجوانب المخزية في سجل الحزب الديمقراطي.

اذا كانت هناك نقطة ضوء وحيدة في الظلام قد أغرقت العالم مع انتخاب ترامب، فهي حقيقة أن هيلاري كلينتون لن تتابع أبدا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. رغم أن حكومة نتنياهو لم تفوت أبدا فرصة اتهام الديمقراطيين بشكل عام والرئيس براك اوباما بشكل خاص وكلينتون كوزيرة خارجية الولايات المتحدة، ودائما وقفوا بدون شروط الى جانبها. الآن حين ذرف اوباما الدموع على ضوء تطرف نتنياهو فقد وقع على المزيد من الشيكات من اجل دعم المستوطنات وتعميق الاحتلال.

في هذه الاثناء عندما يؤيد رئيس الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط انقلاب ترامب الى هذه الدرجة ضد القيم الديمقراطية، حان الوقت للامريكيين أن يفهموا من هو الحليف الذي اتخذوه هنا. إنه شخص يقمع ويتنصل من ملايين الفلسطينيين في الميدان ويعتدي على المواطنين في دولته. الحديث يدور عن حليف للطرف السيء في امريكا.

نتنياهو الذي يقلب العالم في اعقاب كل تغريدة لاسامية صمت عندما لم يتحدث البيت الابيض عن اليهود الذين قتلوا في الكارثة بذريعة أن الجميع كانوا ضحايا النازيين. هذا غير صحيح! لقد كان لليهود وضعا مختلفا. حتى في المانيا نفسها قاموا بقتلهم رغم أنهم كانوا مواطنين مخلصين، وليسوا من سكان دولة معادية، من المفروض أن تدافع الدولة عن مواطنيها لا أن تقتلهم. ولكن اليمين الاسرائيلي يصمت. فهو منشغل في اعطاء الشرعية لسلب اراضي الفلسطينيين.

اذاً، يا اصدقاءنا الجيدين في امريكا: اذا كنتم تقومون بحملة نظافة، فلتنظفوا زاوية الشرق الاوسط في سياسة الحزبين، فهي لها رائحة كريهة.

 

 

كلمات دلالية