أوهام نتنياهو من الصعب تحقيقها

خبر محللان: إسرائيل ترى في ترامب « فرصة تاريخية » لفرض واقع على الفلسطينيين

الساعة 05:29 م|12 فبراير 2017

فلسطين اليوم

رأى محللان سياسيان أن الجانب الإسرائيلي يعتبر الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة ذهبية له لكي ينفذ من خلالها ما فشل في تحقيقه خلال العقود والسنوات الماضية، وفرض رؤيته في حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

يشار، إلى أن الرئيس الأمريكي رونالد ترامب اعتبر الاستيطان الإسرائيلي لا يعتبر عقبة امام التوصل لحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي شجع الإسرائيليون على الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وتشريع قانون لشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة، ضاربين عرض الحائط قرار مجلس الامن 4332 الخاص بالاستيطان.

ومنذ تقلد ترامب رئاسة البيت الأبيض تعالت أصوات اليمين « الإسرائيلي » المتطرف، شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي، وطالبوه بعدم طرح موضوع حل الدولتين خلال اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، وفرض أمر واقع على الفلسطينيين، خلافاً لما يطالبوا فيه وهو دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس.

وإلى جانب ذلك، خرجت أصوات في « إسرائيل » لاستغلال موقف ترامب المؤيد لإسرائيل بشكل مطلق، للمطالبة بحل دولي للصراع تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة دولية وعربية على الفلسطينيين، فيما طالب نتنياهو بالحل الإقليمي أي (الحل مع العرب) على حساب الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله لمراسل « فلسطين اليوم »، أن إسرائيل تريد أن تستغل وصول الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترامب للسلطة لفرض الحل الذي تريده، وهو التخلص من الكتلة السكانية بأقل الخسائر، وهو ما يرفضه الفلسطينيون ولم يقبلوا بأقل من دولة في حدود 67 وعاصمتها القدس.

وقال:« »إسرائيل« تعرف أن الفلسطيني لا يمكن أن يقبل أنصاف الحلول، لذلك هي (إسرائيل) تعتقد أن وجود ترامب يعد فرصة يمكن أن يتم الاتفاق فيها مع بعض الدول العربية الخائفة من مجيئ ترامب للسلطة وبالتالي يمكن أن توافق على كل شيء يطلبه ترامب.

وأضاف، ان إسرائيل تعتبر ترامب لتمرر ما فشلت في تمريره خلال العقود والأعوام الماضية مستغلة وصول الإدارة الجمهورية الجديدة القريبة من الرواية الإسرائيلية.

وأوضح، أن »إسرائيل« تعول كثيراً على الولايات المتحدة لفرض الحل، ولكن أكثر من ذلك تريد أن تستغل هذه الحالة لكي يكون الحرب جزءاً من الحل، لانها تدرك أنها لا يمكن تمرير حل بدون وجود أطراف عربية وازنة أو فلسطينية. لذلك هي ستستغل حالة الذعر بالنسبة لبعض الدول العربية وخاصة الدول الخليجية لتحقيق مآربها.

وعن إمكانية تحقيق ما يخطط له الإسرائيليون، أوضح عطالله، أن هناك خشية كبيرة من ذلك، لأنه لا يمكن الاستهانة بالقوة »الإسرائيلية« الأمريكية العربية إذا اتفقوا على شيء ما، لذلك ينبغي القلق من ذلك.

فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن الأصوات الرسمية الإسرائيلية يريدون التخلي عن حل الدولتين ويضموا المناطق C في الضفة الغربية لإسرائيل، واصفاً التوجه الإسرائيلي الرسمي بأنه في حالة نشوة الآن لأنهم يعتبرون أنفسهم أمام فرصة تاريخية في ظل وجود ترامب. أما الأصوات الإسرائيلية الأخرى التي تطالب بتدخل دولي لإنهاء الصراع فهي أصوات هامشية ومعزولة ولا تأثير لها في السياسة »الإسرائيلية« .

وعن علاقة ترامب بدول الخليج، رأى المصري، أن الرئيس الأمريكي الجديد تربطه علاقة جيدة مع دول الخليج، لأن ما يريده منهم هو فقط دفع ثمن أكبر، ويوجد نقطة تقاطع بينه وبين الخليج في عدائه لإيران.

وقال لـ »فلسطين اليوم« : » إن ترامب هو رجل بزنس ويريد من الخليج أن يدفعوا أكثر، والخليج لا مشكلة لديه في الدفع لذلك هو مطمئن من ناحية ترامب. وأضاف، أن الخليجيين مستعدي ليقدموا الأموال بالأكياس من أجل إرضاء ترامب.

وتابع، أن هذه العلاقة بين ترامب والخليج، دفعت نتنياهو لطرح الحل الإقليمي أي مع الدول العربية على حساب الحل مع الفلسطينيين، بالتالي الأمور ازداداً سوءاً وليس تحسنا بالنسبة للفلسطينيين.

وعن إمكانية نجاح نتنياهو في توجهه، أعرب الكاتب المصري، أن الأمر ليس بالسهولة التي يصورها بنيامين نتنياهو، آخذين في عين الاعتبار الوضع العربي السيء والوضع الفلسطيني الضعيف في ظل الانقسام، لذلك لا يمكننا أن نتجاوز هذا الخطر.

في كل الأحوال وأياً كانت التوجهات الإسرائيلية، فكلها تتقاطع في أنهم يرون في ترامب حليفاً يمكن من خلاله تمرير ما يريدوه على الفلسطينيين، والقضاء على حلمهم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كلمات دلالية