خبر رجل بالف همة..صاغ مشروع امة.. بقلم القيادي طارق قعدان

الساعة 07:44 ص|03 فبراير 2017

فلسطين اليوم

 

(رجل بالف همة..صاغ مشروع امة ..فتحي الشقاقي لا تحتويه قيود الزمان ..ولا حدود المكان)

بقلم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي طارق قعدان

 

لقد شكل القائد الاسلامي /الفذ ورائد جمع التناقضات المتعاكسة وصهرها بمنتهى الحيوية والمنطقية الايجابية.. وفارس الفكر الاصيل والمنهج القويم الدكتور الملهم وسنديانة فلسطين.. الثائر (فتحي ابراهيم عبدالعزيز الشقاقي_ابو ابراهيم) منذ بداياته المبكرة .. وبواكير مشواره عن جدلية المأزق  الذي تحياه أمتنا اليوم ..ومدى إرتباط    الوضع المأزوم بحالة التخلف والترهل والجهل والفقر  والتبعية والتجزئة ..بمآلات  وإنعكاسات ونتائج  وتداعيات الهجوم الاستعماري الاستراتيجي  الاستئصالي على كل الصعد العسكرية والامنية والثقافية والاقتصادية والنفسية والمعنوية وكل مناحي الحياة المختلفة وسياقات أنماط الحياة ..وطرائق العيش وأنساق السلوك المتعددة ..فأخذت منحى الحرب الحضارية الشاملة  ولإدامة هذا الوضع المختل ..ولإستمرارية هذه الطفرة الشاذة لابد من زرع إسرائيل  كرأس حربة في القلب من العالم الإسلامي وتقطيع أوصاله بين جناحي العالم العربي بشرقه وغربه  ومناطيه الآسيوي الإفريقي  وهذا يستدعي الإبقاء على إسرائيل وتفوقها ومدها بكل أسباب الدعم والتسلح والحياة  ..وهذا كله يصب في خدمة المشروع الغربي الاستعماري الاستراتيجي المستهدف للمنطقة قاطبة ..ونهب خيراتها ومواردها وإمكاناتها الطبيعية   والإبقاء على حالة الشرذمة الإثنية والطائفية و الحدودية ..فمن هنا  نبه المرحوم الدكتور الملهم فتحي ابراهيم الشقاقي ..لضرورة  رص صفوف الأمة بكل  طوائفها وثقافاتها وإثنياتها وأصولها ومنابتها المتنوعة في إطار الهوية الثقافة الإسلامية المتجانسة بمواجهة الخطر الوجودي  المسمى (إسرائيل) ومن هنا برزت  إحدى أهم منطلقات الشقاقي الفكرية في إطار فهم أبعاد الصراع الكوني  المحتدم اليوم على مستوى المنطقة وطليعته في فلسطين  بالنيابة عن الأمة والمنعكسة آثاره على كل الصعد على مجمل أقطار الأمة بإستدامة الصراعات البينية ..وإدامة التجزئة والتخلف والتيه  ومن جديد يبرهن الشقاقي من خلال فهمه الواعي والإيجابي على ضرورة صهر تناقضات الأمة لصالح التناقض الأساسي والمركزي  مع هذه الغدة السرطانية المسماة (إسرائيل) وبرزت مقولة :(مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لكل الأمة) ومن ناحية أخرى  نادى الشقاقي المفكر ..بضرورة حشد طاقات الأمة وعناصر قوتها في أتون الحرب الحضارية الشاملة المرتقبة المرتبطة  بمستقبل حضور الأمة على المسرح الدولي  ومن هنا تبرز  أهمية وحساسية وقيمة وخصوصية فلسطين في العالم ..حيث أنها مصر عافية وحيوية وإيجابية وحضور الأمة فبمقدار  حضور فلسطين في إطار برامج وأولويات وإهتمامات  الأمة تكون الأمة حاضرة أو غائبة أو مهمشة أو مهملة ..ففلسطين هي معيار ثقل الوجود ..وبيضة الميزان ..ومصدر الشرعية ..ومناط الحضور  ..ومبتدئ النهوض ..وبدايات الصعود..وبمقدار  تأجيج نار الصراع المقدسة على أرض فلسطين تعي الجماهير مدى حاجتها  لإنبثاق طاقاتها الكامنة في طي مضامينها الفكرية والثقافية  فتعود بالضرورة لهويتها الإسلامية فتجدد علاقتها العضوية بإيمانها وتدينها وتؤوب الى ربها وتعرف مصدر عزتها  فتثوب إليه ولا تنكث غزلها مع عراه ..فالتغيير المنشود بحاجة إلى محتوى ثقافي وإلى منظومة قيمية وإلى أساس حضاري وإلى نظرية متجانسة وإلى فلسفة متكاملة ..فعقد الشقاقي هذه المصالحة بين الذات والهوية والإتفاق بين المنهج والمشروع وبين المصحف والبارود وبين  البندقية وآي القرآن ..بعدما أثقل كاهل فلسطين ضبابية الموقف الإسلامي الشارد عن فلسطين ..وعلمانية الثائر السادر عن ثقافة وتراث الشعب وحضارية المعركة ..حيث إسلاميون بلا فلسطين ..فلسطينيون بلا إسلام  ..ومن هنا برزت أهمية الشقاقي  

ومشروعه وفكره ودوره للأمة وفلسطين وللجهاد والمقاومة ..وللنهضة والصعود ...رحم الله ابو ابراهيم الشقاقي مفكرا ملهما ..وثائرا رائعا ..ووحديا جامعا ..وشهيدا في الخالدين

كلمات دلالية