خبر عمونة لم تسقط .. هآرتس

الساعة 11:35 ص|02 فبراير 2017

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: طالما أن المستوطنات في يهودا والسامرة تنمو وتتوسع، يمكن القول إن عمونة لم تسقط ولن تسقط - المصدر).

إستر بروت (31 سنة)، وهي احدى سكان بيوت عوفرا التسعة التي يفترض هدمها، قالت لـ « صوت الجيش » ما يقوله الكثيرون من جيرانها في عمونة لبعضهم البعض: أنا لا اصرخ فقط من اجل بيتي الخاص، بل من اجل مستقبل دولتي. وطني ومستقبل الشعب هما اللذان جاءا بي الى هنا، وأنا أناضل من اجل مستقبلهما بدرجة لا تقل عن بيتي.

في اسرائيل توجد الآن كلمات فوضوية، حتى القدماء الذين تبلورت شخصيتهم في حركات الشبيبة الطلائعية ذات مرة، توقفوا عن استخدامها. كثير من الشباب يردون باستخفاف،

لكن رغم استبعاد مصطلح « وطن » عن وسائل الاعلام لاسباب ايديولوجية، فانه يبقى، بدون أقواس، في قلوب وأفواه إستر والآلاف أمثالها. وكلما زاد الاستخفاف كلما تبين قوة وعمق الرسائل الصهيونية الساذجة وغير المتهكمة.

بعد عشرات السنين من الاستبعاد المتعمد، فان إستر ومعها افيحاي بوآرون، رئيس هيئة الصراع من اجل عمونة، هما الاثبات على فشل القمع والاستخفاف بمفاهيم الصهيونية واستعداد الكثيرين من اجل تحقيقها. محكمة العدل العليا أسمتهم « المخلون بالقانون » ووسائل الاعلام سعت الى اهانتهم، والقول إنه يمكن اخلاءهم من منازلهم، لكن لا يمكن وقفهم عن التمسك بمبادئهم وجذب الكثيرين من ورائهم. فقط أولئك الذين تشربوا هذه الافكار يمكنهم السكن مدة عشرين سنة في كرفان بائس على جبل أجرد تلطمه الرياح. اللغة الساذجة المؤمنة تنتصر على اللغة العنيفة التي لا هدف لها وليس لديها رحمة، والتي لا مستقبل لها على المدى البعيد.

هوية ملكية الاراضي ليست المسألة الاساسية بالنسبة لمن ناكفوا محكمة العدل العليا من اجل اخلاء اليهود من منازلهم. الهدف هو تفكيك الاستيطان القائم ومنع اقامة مستوطنات جديدة. ويمكن القول الآن إن هذه الاستراتيجية قد فشلت. قبل 11 سنة عندما هدمت بيوت عمونة الدائمة، كان يعيش في يهودا والسامرة 235 ألف يهودي. والآن مع اخلاء ما تبقى من عمونة يعيش في المناطق 423 ألف يهودي. كل ذلك على الرغم من وجود ثماني سنوات من التجميد التي فرضها براك اوباما.

في هذه الاثناء عندما تقوم محكمة العدل العليا بالتلويح بسيف الاخلاء على رقبة مناطق اخرى، يجب على الحكومة أن تبحث عن سبل لمنع استمرار هذا القمع واستخدامه كأداة لاستمرار هدم الاستيطان. لذلك يمكن ايجاد سبل لمنع الاخلاء، مثل قانون التسوية. اذا استمرت محكمة العدل العليا في نهجها بعد تشريع الكنيست ايضا، فهي ستصطدم بمعارضة الحكومة التي تستطيع ضم المناطق ج.

لا شك أن ميخائيل سفاراد وزملاءه يستطيعون التربيت على أكتاف بعضهم البعض والتفاخر بهذه الانجازات. ولو أنهم لم يدفعوا الاستيطان الى الحائط، ولو كان رئيس الحكومة ليس من النوع الذي يقول « إجلس ولا تفعل شيئا »، لكان يكمن الامتناع عن تشريع كهذا. ولنفس السبب هم يستحقون الشكر على هذه التصريحات حول نية بناء 5.500 وحدة سكنية في يهودا والسامرة.

لكن الانجاز الحقيقي لـ « سلام الآن » و« يوجد قانون » وأمثالهم هو في المجال التربوي. آلاف الشباب الذين بعضهم يوجد الآن في عمونة استيقظوا (وتسببوا في استيقاظ آبائهم ومعلميهم) من روتين التعليم من اجل احتجاج على الاخلاء. لقد سمعنا منهم أمور مثيرة، تثير الاحترام حول ضرورة تبني سياسة التغيير وعدم الاكتفاء بالكبح. ولينتبه لذلك مجلس « يشع » والحاخامات. صحيح أنه لا يوجد درس حول الالتزام التربوي الذي حصل عليه الشباب في أعقاب ألم الاخلاء. وهذا، اذا شئتم، أهم انجازات منظمات الاخلاء ومن يمولونها.

كلمات دلالية