خبر اليمين وحده يستطيع ... يديعوت

الساعة 11:32 ص|02 فبراير 2017

اليمين وحده يستطيع -يديعوت

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: حكومة يمينية، ان لم نقل يمينية متطرفة، أخلت أمس مستوطنة في يهودا والسامرة. والمتضرر الاساس من هذا الفعل هو أغلب الظن حزب البيت اليهودي، وعلى رأسه نفتالي بينيت - المصدر).

لا يستمتع أحد برؤية إخلاء الناس من بيوتهم، لا في حي عمل، لا في أم الحيران ولا في عمونه. فهؤلاء اناس، أولاد، عائلات كاملة اقتلعت من بيوتها، مشاهد غير لطيفة حتى لو كان الامر يتعلق ببناء غير قانوني، او مثلما في حالة عمونه – على ارض خاصة تعود للفلسطينيين ويوجد قرار محكمة قاطع من محكمة العدل العليا لاخلائها.

ولكن كيفما أتفق، فان عالم التشبيهات لدى النائب بتسليئيل سموتريتش من البيت اليهودي الذي شبه الالم الذي في اخلاء عمونه بألم اغتصاب امرأة، نجح في أن يغيظ حتى من كان

مستعدا لان يترأف بالناس الذين تمسكوا بأظافرهم بما كان حتى يوم أمس بيتهم. تلك العائلات الاربعين، التي نجحت في تجنين دولة كاملة، بما في ذلك وسائل الاعلام، التي بثت في بث حي ومباشر كل لحظة ولحظة من الاخلاء.

بعد اليوم الاول من الاخلاء، ودون الالتزام بما سيحصل لاحقا، ينبغي القول انه لا يوجد أي وجه شبه بين اخلاء عمونه أمس، وبين ما حصل هناك قبل 11 سنة. فوصف الاخلاء هذه المرة بالذات يتطابق أكثر مع فك الارتباط عن غوش قطيف في 2005: بحساسية وبتصميم. وببطء. فقد أبدى المستوطنون مقاومة سلبية، فيما أدار افراد الشرطة الاخلاء بحذر، ببطء وبالامتناع عن العنف. عندما نأخذ بالحسبان بانه في ظل الاخلاء نشر قرار محكمة العدل العليا بالغاء الصيغة التي اتفق عليها مع سكان عمونه، وبموجبها سيتم اخلاؤهم الى احدى التلال المجاورة – فان هذا بالتأكيد انجاز.

لا يمكن أن يقال هذا بشكل آخر: حكومة يمينية، ان لم نقل يمينية متطرفة، أخلت أمس مستوطنة في يهودا والسامرة. والمتضرر الاساس من هذا الفعل هو أغلب الظن حزب البيت اليهودي، وعلى رأسه نفتالي بينيت. ينبغي أن نتذكر بان بالذات بينيت وآييلت شكيد كانا أول من قال لسكان عمونه الحقيقة. كان هذا في عشية يوم الغفران. في لقاء مع السكان اعترفا بانهما لا يمكنهما أن يضمنا بان ينجحا في انقاذ عمونه، ولكنهما سيقلبان كل حجر كي لا تكون عمونه أخرى. والان يواسي بينيت وشكيد نفسيما بان قانون التسوية سيجاز يوم الاثنين. من ناحيتهما، فان هذا حجر آخر في هذا الفسيفساء، الانتقال بين العهد القديم، حيث كان ممكنا هدم بلدات بالالتماسات، وبين العهد الجديد. عهد التسوية. عهد الضم. اذا قلتم لهما ان هذا القانون، الذي حتى المستشار القانوني يرفض الدفاع عنه، لن ينجح في اختبار محكمة العدل العليا – سيقولان ان هذا لا يعرفه أحد. فقد سبق أن قيل أيضا ان القانون لن يجاز بالقراءة الاولى.

وأين نتنياهو في كل هذه القصة؟ مثلما دوما في مثل هذه الحالات، اختفى. التويتر خاصته، الذي يصل حتى المكسيك، صمت صمتا مطبقا.

أمس، فور اعلان محكمة العدل العليا بانها تلغي صيغة أملاك الغائبين، أعلن بينيت بانه ينبغي الان ان تقام بلدة جديدة، لمخلي عمونه. وان هذا سيكون ردا صهيونيا مناسبا. وبعد نحو نصف ساعة من ذلك، أعلن نتنياهو، في التويتر، بالتأكيد في التويتر، فانه قرر اقامة بلدة جديدة.

 

كلمات دلالية