ما أن أعلنت المصادر المصرية عن فتح معبر رفح البري رسمياً يوم الخميس الماضي، حزم آلاف الفلسطينيين من الراغبين في العودة لقطاع غزة أمتعتهم، مغادرين القاهرة والمحافظات المصرية عصر يوم الجمعة، لكي يتمكنوا من الوصول لمعبر رفح في اليوم الأول (السبت)، معتقدين أن أحوال الطقس السيئة ستسهل مرورهم، خاصة على الحواجز في محافظة سيناء، إلا أن ما حدث، عكس ذلك تماماً.
واشتكي العائدون إلى القطاع من طول ساعات الانتظار على الحواجز التي أقامها الجيش المصري في سيناء، خاصة حاجز المعدية والريسة، والتفتيش الدقيق جداً في أغراضهم وتعرضها للأمطار الغزيرة.
شهود عيان، أكدوا لمراسلنا، أن الإجراءات المصرية دقيقة جداً، وساهمت في إعاقة وصول العائدين للمعبر، مؤكدين أن الجيش المصري يدقق كثيراً في جوازاتهم وأغراضهم على حاجزي المعدية والريسة، مناشدين السفارة المصرية بالتدخل لدى الجهات المصرية لتسهيل مرورهم، خاصة وأن مئات المرضى من بين العائدين غير قادرين على تحمل الانتظار الطويل في السيارات مع أجواء البرد القارس، إضافة للأطفال والنساء والشيوخ.
وقال أحد شهود العيان، انه خرج ومجموعة عائدين من القاهرة ظهر يوم الجمعة لكي يصل في ساعات مبكرة للمعبر، إلا أن رحلته التي من المفترض في الوضع الطبيعي أن لا تتجاوز الخمس ساعات، تخطت الـ 24 ساعة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة من قبل الجيش المصري.
وأضاف، أن طابورا كبيرا جداً من السيارات، ينتظر على حاجز الريسة، والحركة بطيئة جداً، بفعل التفتيش الدقيق من قبل جنود الجيش المصري لحقائب العائدين.
وأكد أنه مع دخول الساعة السادسة مساءً، فرض الجيش المصري حظر التجول وسط إطلاق نار كثيف، وحجزوا العائدين على حاجز الريسة للمبيت ليوم غدٍ الأحد ثاني أيام فتح المعبر.
ولم يقتصر الأمر على طريق العودة، ففي طريق المغادرة من الصالة المصرية باتجاه الأراضي المصرية، شهدت الحركة بطئ شديد جداً في الصالة المصرية، جراء تعطل شبكة الحاسوب المصرية.
ومنذ ساعات الصباح غادر المعبر من الجانب الفلسطيني أربع حافلات من بينها باص للتنسيقات وآخر لحملة الجوازات المصرية وحافلتان لتنسيقات وزارة الداخلية.
وأفادت مصادر لمراسلنا، أن باص المرحلين من مطار القاهرة تجاوز كمين الريسة في طريقه لمعبر رفح؛ وهو عبارة عن باصين بداخل كل واحد منهما 50 شخصاً بالإضافة لعدد 3 باصات صغيرة.
يشار، إلى أن التصريحات الإعلامية الصادرة من القاهرة، تتحدث عن تسهيلات أمام حركة المسافرين الفلسطينيين في كلا الاتجاهين، إلا أن الواقع مرير، خاصة في أجواء البرد القارس.