خبر مهرجان تأبيني للشهداء كبوجي والزواري والقنبر في طرابلس بلبنان

الساعة 03:02 م|27 يناير 2017

فلسطين اليوم

رفعت عاصمة الشمال اللبناني أمس راية فلسطين كبوصلة تذكر بتاريخها في احتضان العمل الفدائي المسلح ضد العدو الصهيوني.
 وشكلت المواقف السياسية اللافتة التي أطلقتها قيادات المدينة وشخصياتها الروحية والسياسية والثقافية والاجتماعية لمناسبة تكريم الشهداء الذين ارتقوا على درب تحرير فلسطين، من ابن تونس البار المهندس الطيار محمد الزواري إلى ابن القدس فارس الجبهة الشعبية فادي القنبر ومطران القدس والعروبة ايلاريون كبوجي، خلال المهرجان الذي أقامته « ندوة العمل العربي » بالتعاون مع « الرابطة الثقافية » في طرابلس، تأكيدا من أطياف مدينة طرابلس على أن فلسطين وحدها هي القضية وعلى ان استعادة فلسطين وتحريرها من براثن العدو الصهيوني هو السبيل ليستعيد العرب مجدهم وكرامتهم فوق الأرض وتحت الشمس، معلنين رفضهم ومواجهتهم للمطبعين مع العدو الصهيوني ايا تكن مواقعهم ومبرراتهم.
و حضر المهرجان الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالاستاذ عبد الرزاق قرحاني، والوزير سمير الجسر ممثلا بالاستاذ سالم مقدم، والوزير اشرف ريفي ممثلا بالاستاذ محمد كمال زيادة، والنائب السايق عبد المجيد الرافعي ممثلا بالدكتور بشير مواس، وأمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، ورئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة، ورئيس الرابطة الثقافية الأستاذ رامز الفري، ورئيس الندوة الشمالية الحاج فيصل درنيقة، ورئيس الشبكة الدولية من اجل فلسطين الإعلامي عماد عيسى، وممثل جمعية الوفاق الثقافية الإعلامي غسان حلواني،  وممثلين عن هيئة الإسعاف الشعبي واتحاد الشباب الوطني، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وحشد من الفعاليات الثقافية والأكاديمية والاجتماعية والشعبية اللبنانية والفلسطينية.
و بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، افتتح المهرجان، وقدم الخطباء الشاعر رياض عبيد.
الشيخ ناصر الصالح الرئيس السابق للمحاكم الشرعية قال « الشهيد محمد الزواري الذي أرعب الغاصب الصهيوني بتصميمه طائرة وضعها بخدمة المقاومة الفلسطينية المسلحة المصممة على تحرير فلسطين من كل صهيوني مجرم، جن جنون نتنياهو وارسل من يتربص بالزواري في صفاقس في تونس الأبية المنتصرة على حكامها الظالمين الهاربين بن علي وعسكره، فقتله الموساد في بلد تركه مسؤولوه مدعو الاصلاح والنهضة سائبا وساحة مفتوحة للتجسس.
و اضاف: »تفلسف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قائلا « لو استشارني الزواري لنصحته ومنعته من سلوك طريق المقاومة المسلحة » لأن حركة النهضة ضد المقاومة المسلحة كأنه وحركته قد حققوا انتصارا واحدا على اعدائهم بعد هدم الخلافة الاسلامية« .
وتابع الصالح »وقبل ايام، ازداد الفلسطينيون اعتزازا وثقة ان الآتي اعز واكرم باقدام البطل فادي القنبر بالهجوم بشاحنته على مجمع كبير لعسكريين صهيونيين ودهس عددا كبيرا منهم بين قتيل وجريح قبل ان يستشهد فكان مثالا لكل الشباب العاملين لتحرير فلسطين من رجس الصهيونية.«
وتساءل الصالح »هل ينسى فلسطيني او عربي او مسلم او انسان انسان البطل الاسطوري هيلاريون كابوتشي مطران القدس وفلسطين الذي ناضل مع الفلسطينيين بكل جرأة واصرار وعلانية فحكم عليه شذاذ الآفاق بالسجن والنفي. وانتهى اجله اول ايام هذا العام ونقل الى لبنان وقد بكاه العرب بكل فئاتهم وطوائفهم ووقفوا دقائق تفكر وحزن واعتزاز ساعة عودته الى التراب.«
بدوره، استهل ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي، كلمته بتوجيه التحية إلى كل التيارات في مدينة العلم والعلماء، طرابلس، التي لم تبخل  يوما في دعم القضية الفلسطينية واحتصانها ».  
وأكد الرفاعي على أن « محاولات إبعاد الأمة العربية والإسلامية عن قضيتها الأساسية والمركزية في فلسطين، ستبوء بالفشل طالما أن هناك من يحمل هذه القضية ويدرك أبعادها، ويدرك حجم وطبيعة ودور الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ».
وأضاف: « أدرك الزواري أن هناك مسؤولية تقع على عاتقه، فحملها كيف ما دار، وكان يدرك أنه مؤتمن على علمه الذي حمله، وبدأ يبحث عن الطريق التي توصله إلى فلسطين، وكانت له بصمات كبيرة على مسرح المقاومة  ضد العدو الصهيوني، فكان بحق شهيداً لفلسطين، كل فلسطين ».
وتابع: « كان المطران كبوتشي ضمير كل المسيحيين الأحرار  الذين وقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، وكان يدرك أن الاحتلال الصهيوني هو احتلال هدفه تدمير كل الديانات السماوية، ومن ذلك تهجير المسيحيين قبل المسلمين من فلسطين »، مشيراً إلى أن « المطران كبوتشي كان سفير فلسطين إلى كل مكان حل فيه ».
وأشار الرفاعي إلى أن « العملية البطولية التي نفذها الشهيد فادي قنبر هي أصدق تعبير عن أن القضية الفلسطينية لن تموت ولن تنتهي، رغم مساعي التيئيس والإحباط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ورغم محاولة تغييب القضية الفلسطينية عن وسائل الإعلام  العربية والإسلامية ».
وقال: « رسالة قنبر هي أن فلسطين وقضيتها ستبقى حاضرة رغم محاولات طمسها، وأن شباب فلسطين وشاباتها سيدافعون عن المسجد الأقصى وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن كل محاولات إبعاد شعبنا عن قضيته لن تجدي نفعاً ».
ورأى الرفاعي أن « كل ما يجري في المنطقة يهدف إلى إراحة إسرائيل، عبر إغراق المنطقة في الدماء والتقاتل، بعد أن كانت قد وصلت إلى مرحلة باتت فيه مهددة في وجودها من خلال التحدي الذي فرضته عليها المقاومة ».
ولفت الرفاعي إلى أن « العنوان الذي رسمه الشهداء الثلاثة هو أن هذه القضية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل هي قضية كل أحرار العرب والمسلمين والمسيحيين، هذه قضية الشرفاء الذين ينادون بالحرية والكرامة ضد العدو الصهيوني الذي هو رأس حربة المشروع الغربي في المنطقة حامياً للمصالح الغربية فيها ولنهب ثرواتها وخيراتها وحماية الطغم الحاكمة ».
الأب ابراهيم سروج قال « اننا ننتمي الى فلسطين والى مقاومتها وشهدائها ومنهم هذه الكوكبة الثلاثية التي لم يجف دمها المهراق بعد. العالم التونسي محمد الزواري والشهيد فادي القنبر الذي تجرأ على العدو في عقر داره وارداه والمطران ايلاريون كبوجي رفيق الشهداء والمناضلين حتى الرمق الأخير. »
وأكد سروج « ان مسيرة الشهداء تكشف زيف الغرب اللعين الذي يتآمر علينا بقيادة الولايات المتحدة الامريكية أول دولة ارهابية في العالم. فلنؤكد من طرابلس وفاءنا لدماء الشهداء من خلال التعاون مع بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين لنكون خير أمة اخرجت للناس. »
واشار رئيس ندوة العمل العربي شربل شلهوب « انه بالتزامن مع إحتضان جبل لبنان لجثمان مطران فلسطين والعروبة، أطل علينا فارس من فرسان جبل المكبر في القدس الشريف، اسمه فادي القنبر، اعزل الا من قدمين يجيدان فعلا الدعس والدهس، وقدم لنا درساً جديداً في الدهس، فكان بمثابة البراق، ليؤكد على انه في كل مرة يدخل فيها العرب مرحلة العجز، تصنع فلسطين معجزتها.. وليثبت أن فلسطين وأن القدس هي وقف الله ومن غير المسموح لأحد التفريط بها. »
وتابع شلهوب « يعيش الوطن العربي محنة قاسية جعلت منه محجة للحراب، لكل من أراد أن يسجل انتصارات وهمية، أو يعوض عن هزائم، أو يخفي تنازلات. لكن علينا أن ندرك جميعاً أن الاستقرار والازدهار والتنمية والرفاهية أمور منوطة بتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني، ومنوطة بتحرير الوطن العربي من القواعد العسكرية وقوات الاحتلال الأجنبي. وفي هذا السياق كان تسميم الولايات المتحدة والغرب لثورات بدأت شعبية ليتم لاحقاً استخدامها بحجة تحرير الشعوب العربية من الديكتاتوريات والطغيان. فأطلت من تونس ثورة فجرها »البو عزيزي« لتتحول بعدها تونس وليبيا وغيرها من البلدان الى وكر للجواسيس الأجنبية والموساد الصهيوني الذي يسرح ويمرح في بلادنا دون حسيب ولا رقيب، يقتل ويفجر ويثير النعرات الطائفية والمذهبية والاثنية والعرقية. هذا ما فعله في العراق وفي ليبيا وهذا ما فعله في تونس، حيث كانت آخر عملياته الخسيسة تلك التي استهدفت العالم التونسي الباحث والطيار محمد الزواري، الذي يصادف اليوم ذكرى اربعينه، والذي اغتيل بسبب انجازاته العلمية المهددة لأمن الكيان الصهيوني. هذا الاغتيال الذي حظي بتغطية إعلامية صهيونية وتجاهل إعلامي عربي. ونحن اذ نسلط الأضواء الكاشفة على مخططات الموساد الصهيوني، ننظر بكثير من الريبة حيال ما كشفته دولة الجزائر، جزائر المليون شهيد، عن تفكيك شبكة موسادية ضخمة تعمل في ولاية »غرداية« لبث الفرقة بين العرب والأمازيغ، مدعومة بطائرات من دون طيار تنطلق من تونس وليبيا بغطاء جوي اميريكي باسم مكافحة الإرهاب، طائرات تعمل على مسح الأراضي الجزائرية وتوفير الدعم اللوجستي للشبكة الموسادية. ولعل إعلان الأمن العام اللبناني، أمس، توقيف شبكة موسادية في لبنان يأتي في ذات السياق، مما يؤكد بأن الأمن القومي كله في خطر، وان الأرض العربية مستباحة، وأن الأجواء العربية مكشوفة، وأن الانسان العربي مهدد بالقتل في اية لحظة. »
كما أكد شلهوب « انه لا بد من توجيه لعنة العار على كل المطبعين مع الكيان الصهيوني ايا تكن مواقعهم ومبرراتهم. »  
ودعا باسم « ندوة العمل العربي » لإطلاق حملة واسعة لمحاربة التطبيع والمطبعين، معتبراً « انه لشرف عظيم ان تنبري طرابلس الفيحاء لمواجهة العدو واختراقاته في كل مكان. طرابلس الحاضرة العربية والإسلامية المتجذرة في التاريخ وتاريخ الصراع العربي الصهيوني، التي حاول الكثيرون شيطنتها ووصمها بالإرهاب والتطرف. »
كما ألقيت رسالة دعم وتأييد من أمين عام حزب الغد التونسي عمر الشاهد والقى الشاعران حسن حمادة ورهيف حسون قصيدتان بالمناسبة.

كلمات دلالية