خبر ثمن للساكن في البيت الأبيض- هآرتس

الساعة 11:06 ص|24 يناير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

خلافا للنظام الدارج، والذي بموجبه يمنح للرئيس المنتخب أو لرئيس الوزراء فترة رحمة قبل تحدي سياسته، ليس لحكومة إسرائيل وبلدية القدس اي نية لتبني قواعد الكياسة هذه. فمن يوم ولايته الاول وقع على طاولة عمل دونالد ترامب قصف عقاري إسرائيلي. بداية اضطر الرئيس الامريكي الى التعرف على معاليه ادوميم، التي وقفت على حافة الضم، ولكن البحث فيها تأجل حتى لقائه مع بنيامين نتنياهو؛ وأمس بشرت بلدية القدس باصدار الاذن لبناء 566 وحدة سكن في الاجزاء المحتلة من القدس. لا هذا ولا هذا، فقد صرح نتنياهو بعبقرية عن نيته لازالة كل القيود السياسية عن البناء في شرقي القدس وقال ان في نيته ايضا العمل على بناء في الكتل الاستيطانية في الضفة.

 

        يسعى نتنياهو الى ادراج كل المستوطنات في السيادة الاسرائيلية وبالنسبة لمعاليه ادوميم، لا شك عنده انها ستضم. وبنبرة لا يمكنها ان تفسر الا كهزء متعالٍ اضاف بانه « يعتقد الا نفاجيء الادارة الجديدة في الولايات المتحدة بعد ايام من تسلمها مهامها ». الا يفاجيء  ترامب؟ أوليس هذا هو الرئيس الذي يعتزم نقل السفارة الامريكية الى القدس؟ والذي ينشر مستشاروه على الملأ تأييده لسياسة اسرائيل في المناطق؟

 

        ترامب، كما يمكن التقدير، ليس متفاجئا من خداع اسرائيل في كل ما يتعلق بالبناء في المناطق. ولا بد أن مستشاريه يتذكرون المناورات التي قامت بها الحكومة كلما كان وزير خارجية امريكي يصل الى القدس كي يبحث في تجميد البناء في المستوطنات. كما أنهم يعرفون شعار « الرد الصهيوني المناسب » الذي غطى كل جريمة عقارية أو سلب للاراضي الخاصة.

 

        ولكن رغم قرار نفتالي بينيت وبموجبه « عصر جديد بدأ في الادارة الامريكية بمعنى أن من الان فصاعدا كل شيء مسموح، يفهم نتنياهو بأن محظور على اسرائيل أن تبدو كمن تعد فخا لترامب ان كمن تستغل حرية العمل التي سيمنحها لها السيد. رئيس وزراء اسرائيل يسعى الى تحقيق سياسته الهدامة بشكل متدرج، ودون دفع الرئيس الجديد الى التحرك بعدم ارتياح في كرسيه.

 

        ولكن محاولة عرض البناء في المستوطنات كصفقة حصرية بين اسرائيل والادارة الامريكية مضللة وخطيرة. فنتنياهو، الذي أعلن أول امس عن موافقته على اعطاء الفلسطينيين »دولة ناقص"، بالاجمال يواصل حملته الخداعية. فتحت العرض العابث لخطاب بار ايلان، يسعى نتنياهو الى تدمير كل امكانية لتحقيق حل الدولتين، وهو الوحيد الذي سيحافظ على اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وبينما ترامب خلفه، والمعارضة تصمت، يقود نتنياهو اسرائيل نحو دولة ثنائية القومية ستكون إما لا يهودية أو لا ديمقراطية.

كلمات دلالية