خبر وعود الرئيس الثلاثة -اسرائيل اليوم

الساعة 11:38 ص|22 يناير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: ترامب تحدث عن اهداف كبيرة وصعبة، لكن لا أحد يعرف كيف ينوي أن يطبقها - المصدر).

لقد كان خطاب ترامب مفاجئا، مثلما كانت خطاباته بعد الانتخابات الرئاسية مفاجئة. كانت التوقعات أن ينزع زي المنافس ويمد يده لمعارضيه. توجد افضلية لوجود شخص واضح أمامنا، لكن ايضا

 

يوجد نقص بأنه لا يحاول منح الشعور بأنه منذ هذه اللحظة هو رئيس الجميع، ويستمر في ركوب موجة الاحباط القائمة في كل مجتمع، بما في ذلك المجتمع الامريكي.

لقد وصل ترامب الى السلطة مع ثلاثة وعود غير ممكنة. والتي كررها في خطاب الانتخابات وشدد عليها في خطاب أداء القسم: نقل القوة من واشنطن الى الشعب، وضع امريكا في المقدمة واعادة صدارتها. أي اعادة الامور الى نصابها.

الولايات المتحدة هي الديمقراطية الاكثر أهمية في العالم، بحجمها وحجم الحرية فيها وحجم حقوق الانسان والارث المتجذر فيها في معايير تبادل السلطة والتسليم بالحسم الذي تم بطريقة قانونية. الانسانية لم تكتشف حتى الآن طريقة افضل لادارة الدولة، مع مراعاة مواقف مواطنيها وحقوقهم. لا توجد دولة اخرى يتدخل فيها المواطنون في الانتخابات، وفيها الكثير من المنظمات غير الحكومية التي تعبر عن احتياجات الفرد، وفيها يستطيع كل انسان الوصول الى المناصب الاكثر أهمية.

هذه الطريقة وجدت في اعقاب الاتفاق بين الجمهور وممثليه، حيث أن قوة الممثلين محدودة من خلال مكابح وتوازنات، ومن خلال مدة ولايتهم. هذا لا يلغي الاحباط، لكنه يقلصه بشكل معقول.

ترامب لم يُلمح الى كيفية اقتلاع القوة من واشنطن ونقلها الى الجمهور الواسع. ولكن نظرا لأن الجمهور لن يتمكن من القيام بدور السلطة، والنتيجة المؤكدة تقريبا قد تكون الفوضى – هذا ببساطة لن يحدث وسيتغلب احباط الجمهور لأن ترامب سينضم الى قائمة من يعدون ولا ينفذون.

وحول الوعود الاخرى: اذا كان التركيز سيكون على انغلاق امريكا وتفضيل المنتوج الامريكي والتراجع عن الاتفاقات الاقتصادية الدولية والالتزامات العسكرية في اماكن كثيرة في العالم – قد تتحول امريكا الى دولة لها ثقل اقليمي، لكن بدون ثقل دولي. هذا قد يلائم موقف ترامب القائل بأن الولايات المتحدة لا يجب عليها تمويل الاحتياجات الامنية للدول الاخرى. لكن ذلك لن يعيد لها مجدها. تحول امريكا الى قوة عظمى دولية في النصف الاول من القرن العشرين نبع من استعدادها للعب في الساحة الدولية. وترامب سيحتاج الى الاختيار بين اعادة الامور الى نصابها (كما وعد بالقضاء على الارهاب

الاسلامي الذي يحتاج الى تحالف دولي) وبين « امريكا أولا »، أي الانغلاق، ويمكن أن يجد نفسه غير قادر على تطبيق أي من هذين الأمرين.

كلمات دلالية