خبر حملة القادة -يديعوت

الساعة 11:33 ص|22 يناير 2017

فلسطين اليوم

هل تهديد ديمغرافي حقا؟

بقلم: يارون لندن

(المضمون: مشكوك أن تسود هنا ديمقراطية حتى لو منع الضم، ولكن لا شك أنه سيسرع انهيارها. هذا تفسير مركب جدا لاغراض الدعاية السياسية، التي تحتاج الى الفزع وليس الى التحليل العاقل - المصدر).

صاحب حقوق الطبع الذي اخترع اعلانات التهديد الديمغرافي في خدمة « قادة من أجل أمن إسرائيل » أصاب عين الهدف. بالفعل، الخوف من الاغلبية العربية بين البحر والنهر هو التعليل ذو الاحتمال الاكبر في اقناع اليهود الذين يمرون على الأمر مرور الكرام.

ولكن هل يوجد فيه ما هو حقيقي بالفعل؟

الجواب على لسان الديمغرافيين. لغرض حساباتهم يفترضون بأن تتواصل الميول الحالية، ولكنهم يحذرون من أن تغييرات متطرفة في الوضع السياسي، بالثبات الاقتصادي، بمستوى موجات الهجرة، بصحة الجمهور، بالمناخ وحتى بروح الزمن كفيلة بأن تحبط توقعاتهم. فبعد أن حذروا من قيود قدراتهم، يقول الديمغرافيون الاكثر مصداقية (كالبروفيسور سيرجيو دي لا فرغولا) انه منذ الان يهبط عدد اليهود الذين يعيشون بين البحر والنهر عن عدد الآخرين ويتوقعون أن يميل الميزان في طالحهم أكثر فأكثر. وبالمقابل، يدعي المعاندون (مثل د. يعقوب فايتلسون) بأن الاساس الذي يستند اليه الصارخون زائف وأن وتيرة نمو السكان اليهود أسرع من وتيرة نمو السكان العرب.

يؤيد الرأيان المتعارضان خطوات سياسية متعارضة: الاوائل يحذرون من ضم المناطق المحتلة والاخرون يؤيدونه. ويضيف المؤيدون بأن الانجازات الثابتة للحركة الصهيونية تنفي التوقعات المتشائمة. وها هو دليل دامغ على ان هكذا سيكون في المستقبل أيضا. أما ضعف فكرة الفصل فهو أن يقينها يقل كلما ابتعدت عن نطاق القياس. هكذا في الرياضيات فما بالك في الواقع. فمثلا لم يضمن تفكك الاتحاد السوفياتي وفي أعقابه الهجرة الجماعية من القوة العظمى المنهارة أن يتدفق ايضا يهود فرنسا والولايات المتحدة الى هنا بجوعهم.

وثمة ايضا من لا يثقون بالماضي ويقترحون عملا قاطعا. واحد من هؤلاء، الكاتب مارتين شيرمان الذي تنشر مقالاته في « جيروزاليم بوست » شرح لي بينما اعتلت علائم اليأس على وجهه بأن علينا أن ننغص حياة الفلسطينيين، نحبسهم في بلداتهم، نجوعهم، نمنع عنه العمل في الاقتصاد اليهودي، ونبقي بيوتهم في الظلام ونعرض عليهم المال كي يهاجروا الى دول يسعدها استيعابهم.

ومن جهة أخرى، فإن آخر تلاميذ زئيف جابوتنسكي المخلصين، طيبي النفس مثل موشيه آرنس، بيني بيغن وروبين ريفلين يؤمنون بصدق بأن بوسع اليهو أن يحتووا أقلية فلسطينية كبيرة وأن يتعاونوا مع أبنائها بالروح السخية لنبيهم: « هناك ستسود الوفرة والسعادة/إبن العربي، إبن النصراني وابني/واعلام الطهارت والاستقامة/ ترفرف في ضفتي الاردن ». واذا كانت معاملة مواطني إسرائيل العرب هي النموذج على الشكل الذي ستتعامل به الدولة اليهودية مع عموم العرب الذين يسكنون بين النهر والبحر فسيضطر حتى هؤلاء السذج الى الاعتراف بأن جابوتنسكي الرومانسي لم يعرف روح بهيمته.

ما يمكن قوله بيقين هو أنه اذا ترافق الضم مع منح المواطنة، فسيبلغ عدد المندوبين العرب ثلث أعضاء الكنيست على الاقل. ومثل هذا الوضع سيجعل كل مسألة تطرح على البحث تبحث حصريا وفقا لمصالح الجماعتين العرقيتين – والمجلس سيشل. هذه لبنان.

بمعنى، أن لا حاجة لتجسد توقعات الديمقراطيين المتشائمين من أجل تفكيك أسس الديمقراطية، وعليه فينبغي إزالة الخلاف الديمقراطي عن جدول الاعمال. فهو لن يغير شيئا في الصورة « اليهودية الديمقراطية » بعد الضم. ففي ضوء الضعف الثابت للتنور، مشكوك أن تسود هنا ديمقراطية حتى لو منع الضم، ولكن لا شك أنه سيسرع انهيارها. هذا تفسير مركب جدا لاغراض الدعاية السياسية، التي تحتاج الى الفزع وليس الى التحليل العاقل.

كلمات دلالية