خبر التخوف: انتفاضة بدوية بتشجيع اسلامي -معاريف

الساعة 10:45 ص|19 يناير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ليئور أكرمان

نائب رئيس قسم في المخابرات سابقا وخبير في الاستخبارات والارهاب

(المضمون: دون منح حلول فورية في مجالات البناء، التشغيل، التعليم والمجتمع – فان الاحباط، الكراهية والتطرف الديني بين سكان الشتات البدوي ستحتدم فقط - المصدر).

كل من يعيش يعرف ويكون ضالعا في ما يجري في الوسط البدوي في النقب على مدى السنين لا يفترض أن يتفاجأ من شدة حداث التي وقعت في اثناء هدم المنازل في قرية أم الحيران. نحو 250 الف بدوي يعيشون في منطقة النقب فقط ويتكاثرون بوتيرة ولادة عالية جدا منذ قيام الدولة. وعلى مدى كل السنين بنوا المنازل، غرسوا النباتات الزراعية وشقوا دروب وصول واقاموا قرى من العدم دون اي إذن، بخلاف القانون. والاسوأ – دون أي انفاذ من اذرع القانون في اسرائيل.

لقد أهملت حكومات اسرائيل السكان البدو تماما على مدى كل السنين. وسواء في مجال التعليم، أم في مجال الصناعة والتشغيل، أم في المجال الاجتماعي. وحتى في بداية سنوات الالفين، حين بدأ انفاذا للقانون أكثر تصميما في مجالات الزراعة، لم يعرض على البدو بعد أي بدائل، مما أدى بالكثيرين جدا من الوسط للانزلاق الى عالم الجريمة، الكسر والخلع، سرقة السيارات والحديد – وفي السنوات الاخيرة مساعدة الارهابيين الذين يأتون من غزة او من الضفة في التسفير أو في

المبيت في شقق خفية. وكل ذلك لدوافع مالية. نحو 1 حتى 1.5 في المئة فقط من الوسط يتجندون للجيش الاسرائيلي. أما التحذيرات من انتفاضة بدوية متوقعة فقد وقعت على آذان صماء.

بشكل عبثي، في العام 2007 فقط اقيمت السلطة لتسوية السكن البدوي في النقب، والتي بدأت بمحاولات بناء واقع جديد للوسط. وفقط في العام 2011 بدأ تطبيق توصيات لجنة خاصة عينت لمعالجة الموضوع واقترحت خطة عملية لاقامة البلدات البدوية النظامية، لبناء مناطق صناعية وزيادة انخراط الشباب البدوي في المجتمع وفي التعليم. والى جانب ذلك تشدد انفاذ القانون ضد خارقي القانون، وتصاعد الهياج في الوسط. ولكن حتى هذه الخطة توقفت لاعتبارات سياسة وعقب معارضات مختلفة. المناطق الصناعية لم تستكمل وبعد، ولم تتوفر بدائل تشغيل حتى اليوم.

على مدى كل سنوات الدولة، كان السكان البدو في النقب يعيشون في وضع اقتصادي – اجتماعي هو الادنى في اسرائيل مع نسبة الخريجين من الثانوية والاكاديمية الادنى، مع دخل هو الادنى ايضا ومع المشاركة في الجريمة من الاعلى ايضا. اما خطط التحسين الحكومية فلم تنفذ الا بشكل متأخر وببطء شديد. الطلاب البدو الذين لا تنال ايديهم التعليم في البلاد يتعلمون في الجامعات في السلطة الفلسطينية أو في الاردن ويتأثرون جدا من جماعات اسلامية متطرفة تعمل هناك. ونجحت الحركة الاسلامية في التسلل عميقا في اوساط هؤلاء السكان، ولا سيما على خلفية الاحباط العميق من وضعهم السيء ومن انعدام حلول مناسبة لهم. وهكذا نشأ وضع نمت فيه في اوساط هؤلاء السكان على مدى السنين الكراهة تجاه اسرائيل، الاحباط الشديد وبالاساس التحلل من القانون.

من المهم الاشارة الى أن نسبة صغيرة فقط من عموم هؤلاء السكان يشاركون في الارهاب او في أعمال امنية ضد الدولة. ولكن الاصوات المتطرفة السائدة لدى النواب العرب ورؤساء الحركة الاسلامية تواصل اتباع خط تحريضي ومتطرف. ودون مواصلة المعالجة المصممة والانفاذ العنيد للقانون من جهة ودون منح جزر مناسب من جهة ثانية، فان الوضع سيتدهور فقط.

 

كلمات دلالية