خبر بعد اجتماع بيروت وموسكو ..إلى أين نحن ذاهبون.. الأسير المحرر ثائر عزيز حلاحله

الساعة 10:44 ص|19 يناير 2017

لا نريد أن نعود للوراء ولنتحدث عن الانقسامات والخلافات الداخلية التي واكبت مسيرة وتاريخ النضال والكفاح الوطني من بداية الصراع مع دولة الكيان الصهيوني على هذه الأرض المحتلة ،رغم أهمية ذلك لأخذ العبرة والدرس من الماضي لنمضي للمستقبل الواعد نحو الحرية والانتصار والخلاص من الاحتلال بكل أشكاله وادواته ،ولكن نريد أن نركز على ما حصل ومن انقسام داخلي بعد أوسلو هذا الإتقاف الذي أدخلنا في حالة التيه السياسي والمراهنة على ما يسمى بمسار التسوية وعملية الوهم والسراب مع عدو أصلا  لا يؤمن إلا بالقوة والسيطرة والإحلال والاستيطان ،أوسلو الذي افرز لنا سلطة حكم ذاتي محدودة الصلاحيات مع دور امني واضح يجرم العمل الوطني ،هنا أصبحت الساحة منقسمة ما بين تيارين أو قوتان أو فريقين إن صحت التسمية فريق فلسطيني كان له باع طويل في النضال والكفاح ومعه بعض المؤيدون من قوى له تأثير وجود سياسي ضعيف ويقود هذا الفريق التيار المتنفذ والقوي في حركة فتح كبرى فصائل العمل الوطني ويعتقد هذا الفريق إن السلام وأوهامه واللقاءات والتفاوض والقرارات ممكن أن تحقق وتحصل شيئا من الحقوق المشروعة من الكيان الصهيوني ،وحشر الفريق نفسه في خيارات محدودة ،رغم أن بعض المنتمين لفتح التي تقود السلطة والمنظمة استطاع أن يشكل على طوال  الفترة من أوسلو إلى الآن بعض الظواهر المقاتلة المتمثلة بمجموعات وكتائب شهداء الأقصى بكل تفرعاتها قاتلت وقدمت الكثير في ساحة الفعل الوطني البعض منها  تم تصفية من الكيان الصهيوني إما بالاغتيال أمثال مروان زلوم وحسين عييات وجهاد العمارين ورائد الكرمي والعديد من رموز الكتائب على مستوى الوطن ،والبعض تم اعتقاله والآن هم  بالأسر والسجن الصهيوني حكم عليهم بالمؤيدات من أمثال القائد مروان البرغوثي وناصر عويس وآخرين ،والبعض من هؤلاء التحق وتم دمجه بصفوف أجهزة امن السلطة ،هذا الفريق للأسف خاصة الذي انتهج التفاوض وصل مساره إلى الحائط ولم يحقق شئ  وان حصل على بعض الانجازات المتواضعة و  بعض الاعترافات بما أطلقوا عليه (دولة فلسطين)تحت الاحتلال كعضو مراقب في الأمم المتحدة ،رغم اعتراف الكثير من أعضاء ومؤسسي هذا الفريق  باستثناء الرئيس أبو مازن بفشل هذا المسار والطريق وان الكيان لا يريد لا سلاما إنما يريد سلطة خاضعة له لتنفذ ما عليها وفي مقدمة ذلك التنسيق الأمني معه ،إلا أن إصرار الرئيس أبو مازن على المضي في الرهان والمراهنة على التسوية الفاشلة لا يكاد يفهم ,والفريق أو التيار الثاني الذي ينادي بالمواجهة والمقاومة والكفاح المسلح كخيار إستراتيجي له وان حاول أهم أعضاء هذا الفريق الدمج بين المقاومة والمشاركة في الحكم وإدارة أوضاع الناس عبر الانتخابات والحكومة ،وهذا التيار أو الفريق مكون من حركة حماس الأقوى والأكثر حضورا وشعبية في هذا الفريق ويليها حركة الجهاد الإسلامي التي لها أيضا حضور شعبي ونضالي وتحظي باحترام داخلي من الناس والقوى كذلك لدورها الوحدوي والمقاوم وهي تحاول أن تكون على مسافة متقاربة في العديد من القضايا و في العلاقة مع القوى وخاصة الفيصلان المركزيان في الساحة فتح وحماس والانقسام والاستقطاب الحادة بينهما ،ويضاف إلى هذا الفريق بعض القوى ومنها  الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في منظمة التحرير في بعض القضايا خاصة موضوع المقاومة والعلاقة مع الكيان وبعض الأمور التي لها علاقة بإدارة الوضع في المنظمة ،وبعض القوى التي نشأت بعد أوسلو بالأحرى بعد انتفاضة الأقصى الثانية في عام 2000م وبعد الانقسام وسيطرة حماس على قطاع غزة في 2006م وهي مجموعات عسكرية بعضها كان في فتح وتحولت أو أطلقت على نفسها اسم حركات ومنها حركة الأحرار التي يقوده خالد أبو هلال الفتحاوي السابق ،وكذلك لجان المقاومة بشقيها أبو القاسم دغمش الذي أسس حركة المقاومة الشعبية والشق الآخر أبو علي الزعلان وأبو مجاهد ،وحركة المجاهدين والمجموعات العسكرية التي تطلق  على نفسها اسم كتائب شهداء الأقصى منها مجموعات نبيل مسعود  وأيمن جودة وغيرهم ،وهي قريبة من طرح حماس وتتلاقى معها وتنسجم معا في معظم القضايا ويضاف بعض القوى التي أصلا وجودها ضعيف في غزة ومنها القيادة العامة والصاعقة وتتلاقي مع حماس في بعض القضايا وبعد الأزمة السورية اختلفت مع حماس وخاصة القيادة العامة التي لها حضور عسكري بالخارج ،هذا الفريق بكل ما فيه من ألوان وأسماء و تعارضات واتفاقات هنا وهناك إلا أنه استطاع انجاز العديد من الأمور ومنها بناء قوة وإعداد مقاومة عسكرية تصدت وقدمت وخلقت نوع من توازن الرعب مع العدو الصهيوني وفرضت معادلة ،وهذا الفريق بقي متمسك بما ينادي به مع بعض التغيرات أو بالاحرى بعض  أركان هذا الفريق الممثل بحماس بالموافقة على الدخول بالتشريعي وحكم غزة على الأقل وعمل بعض اتفاقات للهدنة أو إطلاق النار بعد العديد من الحروب وطبعا بالتوافق مع أعضاء هذا الفريق مع بعض التحفظات أحيانا من الجهاد الإسلامي القوة العسكرية الأبرز بعد حماس على مستوى غزة ،رغم انجازات هذا الفريق إلا انه أصيب بعض الإخفاقات بشهادة أعضاء الفريق على عدة أصعدة غير الإبداع على صعيد المقاومة الباسلة التي أعطت دروسا في الوفاء والتضحية ،ومن الأمور والقضايا التي قصرت أو لم تستطيع تحقيقها الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب وهنا تدخل قصة الحصار والانقسام والعلاقة مع مصر بعد سقوط الأخوان والربيع العربي ،بعد تشخيص حالة ووضع الفريقين السياسي والنضالي ،حصلت عدة لقاءات واجتماعات وحوارات واتفاقات للخروج من الواقع الحالي إلى واقع أفضل ولكن من دون جدوى ,من مكة إلى القاهرة إلى الدوحة إلى صنعاء إلى الشاطئ وغيرها آخرها  اجتماع بيروت الأخير ومن بعده موسكو بعد هذا التوصيف ما هو المطلوب من الكل الوطني والإسلامي ومن السلطة والمنظمة وقوى مجتمع مدني وشعب؟ 

أولا ,,, إعادة تعريف المشروع الوطني من جديد على أسس واضحة تراعي التغيرات والواقع

ثانيا ,,الاتفاق على آليات وأدوات الكفاح والمقاومة ضد الكيان الصهيوني

 ثالثا ,,,إعادة الاعتبار للكيانية والمعنوية لمنظمة التحرير ومؤسساتها  وإشراك الجميع فيها وتوصيف عملها ودورها

رابعا,,,,السلطة وجودها وعملها والدور الذي يجب أن تقوم به بعيدا عن قيود الكيان والاتفاقات والالتزامات الدولية التي ألزمت نفسها بها

خامسا ,,,إعادة تقيم العلاقة مع عالمنا العربي والإسلامي وخاصة بعد الربيع العربي والانتكاسات والتدمير والفوضى والصراع الطائفي والحروب العربية الداخلية

سادسا ,,,رسم علاقة جديدة مع الغرب ومع القوى الصاعدة بعيد اعن هيمنة الأمريكان وانحيازهم الواضح مع الكيان والانفتاح على هذه القوى وخاصة الصين والهند وروسيا

في النهاية المتضرر والخاسر من عدم الاتفاق والوحدة وبقاء الوضع على ما هو عليه الآن هي القضية الوطنية والشعب المسكين المضحي الذي يدفع الثمن والضريبة ،والرابح بالدرجة  الأولي هو كيان العدو الصهيوني وبعض المستفيدون من استمرار حالة التفسخ والتشرذم .

فدماء الشهداء وعذابات الأسرى وقهر اللاجئون ،وظروف شعبنا في الداخل والخارج والوضع الإقليمي والدولي وتوحش وتطرف الكيان الصهيوني واستيطانه وتهويد وقتله وعدوانه يدعوننا  جميعا أن نتفق لنصل بشعبنا إلى بر الأمان والسلام والتحرر والنصر .

الأسير المحرر ثائر عزيز حلاحله

كلمات دلالية