خبر المأساة بدأت فقط -يديعوت

الساعة 10:41 ص|19 يناير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: العجلة التي تبنت فيها كل المحافل، من نتنياهو فما دون، للرواية الداعشية فتذكر بالعجلة التي تبنوا فيها القصة عن الاحراقات المتعمدة في اثناء الحرائق الاخيرة. هذه الاتهامات تبدو جيدة: ولكنها ليست بالضرورة صحيحة - المصدر).

« هل ترى الباجرين هنا فوق؟ » سأل ياسر ابو القيعان. فوق، على التلة، وقف بسكينة باجران أصفران، استؤجرا لتهيئة التربة لبلدة يهودية جديدة تدعى « حيرن »، ستقوم الى جانب خرائب البلدة البدوية أم الحيران.

« قل لي، يا أخي »، واصل ياسر. « من تعتقد انه يحميهما؟ ».

من؟ سألت. « عمي »، قال ياسر. « نحن نحميهما، وهما يلقيان بنا ».

وقفنا في ساحة مسجد البلدة، في وسط عصبة من نحو 20 رجلا، ممن جمعوا في اثناء الليل والصباح اطنانا من الغضب. واستصعبوا القول ما الذي يثير غضبهم اكثر – موت يعقوب أو القيعان، قريب عائلتهم الذي قتل باطلاق النار عليه حين كان مسافرا بسيارته نحو الشرطة، وهو الادعاء الذي طرحته الشرطة ونشر بتوسع في وسائل الاعلام بان القتيل كان مؤيدا لداعش، أم هدم منازلهم، أم عدم قدرتهم على منع كل البشائر السيئة هذه. « انا اريد شيئا واحد »، صرخ في اذني شاب واحد. « دم يهودي. هاتوا لي بيهودي: انا سأقتل يهوديا ». أما الاكبر سنا فحاولوا تهدئته. وبين الحين والاخر كان ينفجر من جديد.

ياسر ابو القيعان خدم في الجيش الاسرائيلي، في الكتيبة البدوية. « لو كان قائدهم يقول لهم لا تستخدموا النار الحية، لما كان حصل ما حصل »، قال. « كان أمر من فوق، ارادوا ان يروا الكثير من الدم ».

عيناه بثتا نارا. « لا عدلا في دولتنا »، قال. « هذا الشاب الذي قتلتموه لم يفعل شيء. وبعد ثلاثة ساعات أن تجلب التراكتورات لهدم المنازل هنا؟ انظر »، موجها يده نحو التلة التي كان عليها قبل ذلك منزل يعقوب ابو القيعان. في سفح التلة كان برميل من المياه يستخدم لسقاية الخراف. البلدوزر الذي هدم البيت سكب الماء وملأ البرميل بالتراب. « ما ذنب الخراف »، سأل.

الصباح الفتاك جاء الى العالم في اعقاب ليلة من المفاوضات انتهت بانفجار. مدير عام السلطة لاسكان البدو، يئير معيان، يتهم البدو ومحافل من الخارج ساعدتهم؛ أما البدو فيتهمون الحكومة.

ما حصل صباح امس في ام الحيران هو مأساة. شرطي ممتاز، ايرز عمادي ليفي، اب لطفلين صغيرين قتل وهو يؤدي مهامه. قتل في عملية قومية متطرفة، داعشية، تقول الشرطة. إدعاؤها يستند الى تقدير احد ما في المخابرات. الظروف، بما فيها اشرطة التسجيل التي التقطت الصور، تبقي مكانا لروايتين متضاربتين. اما العجلة التي تبنت فيها كل المحافل، من نتنياهو فما دون، للرواية الداعشية فتذكر بالعجلة التي تبنوا فيها القصة عن الاحراقات المتعمدة في اثناء الحرائق الاخيرة. هذه الاتهامات تبدو جيدة: ولكنها ليست بالضرورة صحيحة.

ولكن المأساة لا تتوقف هناك. بل تبدأ فقط.

كلمات دلالية