تقرير لُعبة « القلول » تُضاهي « البلاي ستيشن » في أزقة غزة

الساعة 08:35 م|16 يناير 2017

فلسطين اليوم

لعبة شعبية توارثها الأبناء عن آبائهم، رغم اختلاف تسمياتها من منطقة لأخرى، « بنانير،قلول،دواحل »، أسماء و إن اختلفت لم تُغير قوانين اللعبة و قواعدها مع مور الزمن.
« القلول »، تلك الكرات الزجاجية الصغيرة، بألوانها و احجامها المختلفة، باتت تضاهي الألعاب بمختلف أنواعها، و تزدهر بشكل لافت في فصل الشتاء، و الذي تتخلله الاجازة النصفية للأطفال في قطاع غزة، في ظل غياب بدائل من تلك الالكترونية و التي تحتاج الى الكهرباء، في ظل تفاقم أزمة الكهرباء التي يشهدها القطاع.
و يتجمع أبناء الحارات في قطاع غزة مع بعضهم ليلعبوا هذه اللعبة بحماسة بالغة، لا سيما و أنها لعبة قادرة على جذب محبيها من كافة الأعمار, و تغنيهم عن الألعاب الحديثة من الالكترونية على اختلاف انواعها.
الطفل « عزات عوض »، 12 عاماً تحدث عن حبه للعبة « القلول »، مشيراً الى أنها تشغل أوقات الفراغ لديه خلال الإجازة المدرسية.
و قال في حديث لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « في كل يوم نتجمع أنا و أصدقائي من الجيران، لكي نلعب القلول، لأننا جميعاً نحبها، و اعتدنا عليها منذ أن كنا في مرحلة الروضة ».
و أضاف: « أن قلة الكهرباء في غزة تحرمنا من اللعب على الأجهزة الالكترونية، مثل ألعاب البلاي ستيشن، و الأتاري و غيرها من الألعاب، على الرغم من توفرها بكثرة على الانترنت أو من خلال المحلات التي تختص في هذه الألعاب ».
من جهته قال يامن شاهين، 10 أعوام إنه يشتري « القلول » من البقالة المجاورة لمنزله بمبلغ بسيط، لا يتجاوز بعض الشواكل، و يذهب للعب بها مع اصدقائه، مشيراً الى أن لعبة « القلول » لا تحتاج الكثير من المال، و تبقى ملكاً لهم يلعبون بها عدة مرات، بعكس العاب البلاي ستيشن، التي يدفع فيها اللاعبون مصروفهم اليومي.
و أوضح بأن لعبة « القلول » لعبة مرنة و متوفرة في كل حين، و لا تحتاج لكهرباء، كتلك الالكترونية الحديثة، و لا للكثير من التكاليف، و غير مؤذية و لكنها تحتاج الى شيئ من التركيز و الحماس.
بدوره أشار « رمزي »، صاحب محل ألعاب « بلاي ستيشن الى أن أزمة الكهرباء ألقت بظلالها على اقبال الأولاد على الألعاب الالكترونية، و جعلتهم يتجهون الى ألعاب لا تحتاج لأي تكلفة أو عناء أو انتظار وصل الكهرباء، كالقلول مثلاً.
و أوضح أن تشغيل مولد في المحل يكلفه الكثير، و أن ما يجمعه من الأولاد الذين يأتون للعب لا يكفي لشراء سولار للمولد الكهربائي، و بالتالي فإنه يتكبد خسارة فادحة تُسببها أزمة الكهرباء.
و من جهته قال »أحمد« صاحب بقالة تبيع »القلول« : »إن هناك اقبال شديد من قبل الأولاد الذين يأتون لشراء القلول، و خصوصاً في فصل الشتاء، سيما و أن اللعبة تحتاج الى أرض رطبة تعقب سقوط الأمطار« .
و لفت الى أن الأطفال بالعادة يتستغلون دفئ الشمس بعد أيام المطر و البرد، لكي يخرجون الى الشارع و لعب »القلول« ، حيث تشكل فرصة للمتعة و الفرح و التسلية، و التنافس البريئ، ربحاً كان أو خسارة.
»و بين أن هناك الكثير من الألعاب القديمة والمسلية الخاصة بالصبيان اندثرت او كادت لا تمارس الا على نطاق ضيق بسبب التطور الذي طرأ على وسائل الترفيه تكنولوجياً كافلام وبرنامج التلفزيون والعاب الاتاري والكمبيوتر وغيرها من الالعاب الالكترونية المشوقة، والتي جعلت الصبيان والبنات في ايامنا هذه لا يبحثون عن العاب يمارسونها في داخل البيت او ساحته او في الحارة، سوى العاب شعبية قديمة قليلة جدا منها مثلاً لعبة « الجلول ».
و تختلف طرق اللعب بالقلول ما بين "المور، الفنة, الكبة ، الجورة.. الخ.

كلمات دلالية