خبر إدارة ترامب المتهودة تنذر بشؤم .. د. رأفت حمدونة

الساعة 01:45 م|16 يناير 2017

من الواضح، أن الفترة المقبلة للقضية الفلسطينية، في ظل إدارة دونالد ترامب المتهوِّدة، في ظل تعزيز مكانة اليهود والمقربين منهم في أكثر الأماكن حساسية وعملية لصالح اسرائيل، يجعلنا أكثر مسؤولية للتحرك في اتجاهات وتحالفات بديلة، وعدم الركون إلى الادارة الأمريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

 

وأعتقد، أن الأسباب، التي عززت العلاقة بين الجانبين، الأمريكي والاسرائيلي، منذ عشرات السنين، لم تتغير، إن لم تزد على أكثر من صعيد، وأن أشكال الدعم والمساندة ستتضاعف في ظل الادارة القادمة.

 

فهنالك حالة من الارتباط العضوي بين الدولتين، والتواصل الثقافي بين المجتمعين، إلى جانب العوامل المتعلقة بالبيئة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، وحتى في الاعتقاد الديني، فوجود ملايين اليهود في الولايات المتحدة تسبّب في إيجاد أذان صاغية لتطلعات اليهود، وكذلك كوّن لهذه التطلعات صلة بما هو مكتوب في التوراة وما قيل عنه في أقوال الأنبياء، وفكرة إقامة الدولة اليهودية، وأساطير الكارثة، وأفلام هوليود، وزيف صناعة التاريخ، وإنكار الحق التاريخي لأصحاب الأرض الأصليين، والتنكر لمبادئ العدالة وحق تقرير المصير للشعوب، ووجود اللوبي الصهيوني كقوة سياسية ذات نفوذ، وسلطان تملك الوسائل المالية والإعلامية، والتصور بان اسرائيل دولة ديمقراطية، ومجتمع يفيض بقيم الحرية وثقافة الغرب الديمقراطية، وزيادة روح العداء العربي والاسلامي، الذي يهدد وجود هذا الكيان وفق الرواية السائدة، وشعار محاربة الإرهاب الذى يحاول نتنياهو تحريفه للتساوق مع الرؤية الغربية والأمريكية خاصة، ووعود ازدياد المعونات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية المباشرة مستقبلا، مع مجموعة من القرارات والأحلام المستقبلية، والتأكيد على أهمية إسرائيل الاستراتيجية، فضلاً عن مضاعفة قدرتها العسكرية وتفوقها على كل المستويات قياساً بالمحيط، جميعها مؤشرات سلبية لا تنذر بخير.

 

أعتقد، أن حالة التحالف الأمريكي الاسرائيلي في ظل إدارة متهودة تنذر بشؤم. فرئيس أشهر روح العداء لغير اسرائيل في المنطقة، يحذرنا من التعويل عليه كطرف من الممكن أن ينصف الفلسطينيين والعرب في قضايا الصراع، ويجعلنا أكثر تفكيراً في شكل العلاقات المستقبلية في ظل المنظومة الدولية القائمة، ويجعلنا أكثر وعياً للمرحلة المقبلة التي تحتاج لأدوات نضال وتحالفات جديدة لمواجهة السيل الجارف من قرارات رجل الكابوي الأهوج، كنقل السفارة إلى القدس، وتعزيز الاستيطان ومكانة الدولة العبرية، وترهيب المنظومة الدولية ومناصرتها للقضية الفلسطينية.

 

كلمات دلالية