خبر غير منزعج أبداً- هآرتس

الساعة 11:52 ص|16 يناير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: رفيف دروكر

في نهاية آذار 2006 تم النشر بأن الشرطة تقوم بفحص حول رئيس المعارضة اسحق هرتسوغ. وبعد ذلك باسبوع أعلن المستشار القانوني للحكومة بشكل متسرع وحاسم أن الفحص قد تحول الى تحقيق. وبعد ذلك تم التحقيق مع هرتسوغ تحت التحذير. وفي حزيران تم التحقيق معه من جديد. وفي آب تسرب نبأ من الشرطة أن هناك توصية لاغلاق الملف. فما الذي حدث منذ ذلك الحين؟ الملف يوجد على الرف. وهذا لا يعني أن هناك تعقيد خفي. ملف صغير عبارة عن تبرعات ممنوعة، وهي قصة تم نشرها في آذار 2015. وليس هناك سبب لأن يترك حتى الآن بدون قرار. ولكن افيحاي مندلبليت يحقق فائدة من هذا التأخير وهي أن هرتسوغ لا يمكنه أن ينتقده.

          في نهاية آذار 2016 نشر ايضا أن المستشار القانوني للحكومة أمر باجراء فحص جنائي ضد الوزير آريه درعي. وبعد ذلك بيومين أعلن المستشار القانوني عن الانتقال من الفحص الى التحقيق. وقد تم التحقيق مع شقيق درعي عدة مرات، ولم يتم استدعاء الوزير للتحقيق. وفي بداية تموز قيل إنه ليست هناك أدلة حاسمة، ويبدو أن الملف سيغلق. وقد مر منذئذ نصف عام ولا يوجد أي قرار. لماذا؟ منذ متى يجب على المستشار تقديم تفسير؟.

          أنا لا أزعم أن مندلبليت يقوم بتأجيل قراراته بشكل مقصود لمنع هرتسوغ ودرعي من النوم، لكن الحقيقة هي أن من أقسم بأن لا يفعل بالآخرين ما فعلوه به، حسب رأيه (تحقيق لانهائي وصبياني في قضية هرباز)، لا تُسرع اتخاذ أي قرار. وبكلمات اخرى، لا يوجد مجال لاتخاذ قرار سريع حول ملفات بنيامين نتنياهو، بغض النظر اذا قالت الشرطة إن هذا بسيط وواضح وحاسم.

          دفاعا عن مندبلبيت يمكن القول إنه لم يقدم أسلافه لائحة اتهام ضد رئيس حكومة اثناء توليه منصبه. وثمن لائحة اتهام كهذه مخيف: تغيير الحكم. اليكيم روبنشتاين لم يقدم لائحة اتهام ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قضية « بار اون الخليل »، ولا ضد رئيس الحكومة اهود باراك في قضية الجمعيات. ومني مزوز لم يقدم لائحة اتهام ضد رئيس الحكومة اريئيل شارون في قضية « الجزيرة اليونانية » وسيريل كيرن، ولا ضد رئيس الحكومة اهود اولمرت في القضايا التي تم التحقيق معه حولها وهو في رئاسة الحكومة. ويهودا فينشتاين لم ينتقل من الفحص الى التحقيق في قضية « بيبي تورز »، وقام بسحب ملف افيغدور ليبرمان لسنوات الى أن نجح في قتل الملف.

          مندلبليت سيسير في نفس الطريق. ومثل بعض أسلافه مثل مزوز، يمكنه التفاخر بأنه حث الجهاز على التحقيق واتخاذ قرار. وقد قام مندلبليت بتأخير فتح التحقيق في قضية نوني موزيس لبضعة اشهر، لأنه حسب زعمه، أراد فتح التحقيقين معا.

          يصعب علينا التعمق في هذا الامر الغريب. ما العلاقة بين تحقيق وآخر؟ مندلبليت الذي كان سكرتيرا للحكومة عندما تمت اللقاءات بين نتنياهو ونوني موزيس، كان من المفروض أن يدرك أن نتنياهو يعرف أن التسجيلات توجد لدى آري هارو. وكان من المفروض أن ينطلق من فرضية أنه في لحظة فتح التحقيق ضد هارو، سيأخذ نتنياهو في الحسبان أن التسجيلات ستصل الى الشرطة. إن هذا التفكير المنطقي كان من المفروض أن يجعل مندلبليت يقوم بفتح التحقيق بسرعة، لكنه انتظر أكثر من نصف سنة، لأن الشمبانيا الوردية والاحاديث حول قانون « اسرائيل اليوم »، يجب التحقيق فيهما معا.

          إن ملف موزيس يتعلق بسؤال اذا كان نتنياهو قد فعل شيئا باستثناء ما قاله لناشر « يديعوت ». على سبيل المثال، هل تحدث مع اصحاب « اسرائيل اليوم ». إن فرصة الحصول على الرواية في الوقت الحالي هي صفر تقريبا. وهذا الامر سيعمل على تأجيل اتخاذ القرار. بكلمات اخرى، هناك الكثير، لكن الخياطين يمكنهم الانتظار.

كلمات دلالية