بأمر الكهرباء

خبر مرضى الطوابق العليا بغزة ممنوعون من العلاج ..!!

الساعة 08:47 ص|14 يناير 2017

فلسطين اليوم

دقت الساعة الثانية ظهراً بتوقيت فلسطين , فما كان من السيدة « أم إبراهيم » إلا أن ترتدي ملابسها في عجلة من أمرها بمساعدة أبنائها لتتمكن من الذهاب إلى مستشفى الشفاء لتلقى العلاج وخاصةً أنها تعاني منذ الصباح من ضيق في التنفس نتيجة إلتهاب رئوي حاد لن يمكنها من التنفس، إلا أنها تحملت الألم طول فترة الصباح لإنقطاع التيار الكهربائي وعدم تمكنها من مغادرة المنزل كونها تسكن في الطابق السادس في أحد البنايات السكنية، وعدم تشغيل المصعد الكهربائي« الأسانسير ».

أم إبراهيم ليست الحالة الوحيدة التي تعاني في قطاع غزة, من سكان الطوابق العليا , كونها حالة من حالات تدمي لها العيون من شدة الألم الذي يعانونه, وسط انقطاع السبل أمامهم لانقطاع التيار الكهربائي وبرمجة علاج مرضهم على وصول التيار الكهربائي، حيث يحتاجون للحمل أو السير على كرسي متحرك لعدم قدرتهم على المشي..

« إبراهيم ,ع » وهو الابن الأكبر للحاجة أم إبراهيم , وقف عاجزاً أمام علاج والدته, وخاصة أن التيار الكهربائي لم يأت في الوقت المحدد كما توقع هو وأخوته الصغار, فقد امتدت للساعة التاسعة مساءً وعجز أمام أنين ومرض والدته الذي شعر في وقت أنها تُخرج النفس.

إبراهيم قال لـ« فلسطين اليوم » أنه فكر في طرق عدة لنقل والدته للعلاج منها الاتصال بالإسعاف لمساعدتهم على إنزال والدته , فكان رد الإسعاف أن الحالة ليست طارئة, ولديهم حالات طارئة أشد خطورة، وتابع: بعد فشل الفكرة الأولى كان أمامي الفكرة الثانية هو أن أبحث عن أحد أصدقائي أو جيراني، أو أي شخص من الخارج ليساعدني على نقل والدتي بمقابل مادي إذا لزم الأمر, ولكن أمي رفضت الفكرة خشية أن تقع أو تتعرض للمكروه.

حالة أحمد عبيد كانت أشد سوءاً من إبراهيم , كون أن والده المسن يعاني من جُملة من الأمراض الذي يدفعه لنقله إلى مستشفى الشفاء وهو في الطابق السابع , بمعدل مرة كل يومين, وقال أنه وجراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وعدم وجود جدول ثابت, كان ينظم معالجة والده واصطحابه للمستشفى مع التيار الكهربائي , ولكن وخلال هذه الأيام يضطر لإحضار ممرض وإعطاءه الدواء اللازم للتخفيف عنه وبعض المحاليل.

وقال إنه يعاني من وضع مادي صعب للغاية، ولن يتمكن في كل مرة أن يدفع تكاليف العلاج ومصاريف الممرض, مُطالباً الجهات المختصة بإيجاد حل لمشكلته والتي هي علاج والده في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرته على نقله للعلاج .

ويشار الى ان قطاع غزة يعاني منذ اكثر من شهر من سوء وضع جدول توزيع الكهرباء , حيث وصلت لساعتي وصل طوال اليوم.

الحاج سعيد 62 عاماً , كان شاحب الوجه وهو يجلس أمام إحدى العمارات السكنية في غزة, في يده أبرة صغيرة يتلقى من خلالها العلاج...وعند سؤاله عن سبب تواجده في البرد الشديد وعدم قدرته على الصعود وهو يجلس على كرسيه المتحرك...فرد بغضب « انتظر الكهرباء ..حسبي الله ونعم الوكيل » وابني يبحث عن أحد يساعده لنقلي للأعلى ..لم يعد هناك جدول نعرفه وخاصة أني أسكن في الطابق الرابع ...ِ"

انقطاع التيار الكهرباء ترك معاناة إضافية بالنسبة للمواطنين المرضى وكبار السن ممن يسكنون في عمارات سكنية, كون أن المصعد هو سبيلهم الوحيد للتحرك, في ظل انقطاع التيار الكهربائي, حيث يُفضل العديد منهم البقاء في منازلهم , وتحمل الألم ألف مرة أفضل من التفكير في كيفية الخروج والرجوع ...

كلمات دلالية