خبر الإجازة النصفية.. كيف يقضيها أطفال غزة؟

الساعة 03:15 م|12 يناير 2017

فلسطين اليوم

تتنوع اهتمامات وتوجهات طلبة المدارس في استغلال الاجازة النصفية للعام الدراسي 2016-2017، فمنهم من يتجه للعب واللهو، وآخرون يستغلونها بمساعدة الأهل في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهناك من يستثمرها في حفظ كتاب الله والاستماع إلى جلسات الذكر في المساجد ومطالعة بعض الكتب الثقافية.

الطالب أنس، اخفى فرحته بحصوله على معدلٍ ممتاز في الفصل الأول من العام الدراسي لهذا العام؛ بسبب توجهه مباشرة إلى مكان عمل والده في السوق الشعبي بحي الشجاعية، حيث بيع الدواجن.

ويقول الطالب انس لمراسلنا: منذ 4 سنوات وانا لا استمتع بالإجازة، سواء كانت نصفية أو صيفية، لمساعدة والدي ببيع الدواجن، ومهمتي هي إيصال الدواجن لمنازل الزبائن وتحصيل الأسعار.

ويضيف أنس البالغ من العمر 15عاماً، هناك الكثير من زملائي الطلبة يساعدون آباءهم وعائلاتهم بسبب ضيق الحال، في ظل الأوضاع الاقتصادية العصبة التي يعيشها سكان قطاع غزة.

ولا توجد احصائيات دقيقة في قطاع غزة عن الأعداد الحقيقية للأطفال العاملين في المهن المختلفة؛ نظراً لعدم السماح لمراكز حقوق الطفل بإجراء أي دراسات مسحية حول تلك الظاهرة، غير أن آخر إحصائية لوزارة العمل كانت لعام 2014 موضحة خلالها أن نحو 100 ألف طفل تحت سن 18 عاماً يعملون في مواقع العمل المختلفة.

وعلى نقيض أنس، بدت فرحة محمد طبازة تغطي وجهه بعد حصوله على شهادته الابتدائية بتقدير جيد جداً، غير مبالٍ بالأوضاع التي تعيشها أسرته، مستقبلاً الإجازة النصفية بشراء « البنانير أو القولول » استعداداً لمباشرة أول مراحل الترفيه بعد انتهاء الفصل الأول للعام الدراسي.

شقيقه أحمد يقول لمراسلنا: إن محمد يمكث منذ ساعات الصباح وحتى صلاة العصر في اللعب واللهو والجلوس على الانترنت، ومن ثم يتوجه إلى المسجد لحفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل« .

وأضاف أحمد: أحاول وعائلتي قدر المستطاع أن نساعد أطفالنا للاستفادة من الإجازة النصفية من خلال توجيههم إلى المراكز التعليمية، أو تحفيزهم لقراءة الكتب المناسبة لمستواهم العلمي والعقلي.

من جهتها، عبّرت »أم سليمان« عن فرحتها لانتهاء الفصل الدراسي الأول للعام 2016-2017 وقالت لمراسلنا: »أشعر بالفرحة لأن أطفالي الـ4 أنهوا الفصل الدراسي الأول، وهم الآن سيساعدون والدتهم في الأعمال المنزلية« .

وأشارت أم سليمان إلى أن الجهد والتعب الذي بذلته خلال المرحلة الماضية من متابعة الأطفال في القراءة والمراجعة وتيسير أمورهم العلمية، انتهى بحصولهم على درجات عالية جداً، لافتةً إلى أن الأم عليها واجبات كبيرة، يجب أن تحافظ عليها مهما تغيرت الظروف والمتاعب.

وعن استغلال الإجازة الصيفية قالت: أعطيهم وقتاً للحرية يلهون ويلعبون مع الجيران، وأوقات أخرى يذهبون إلى مكتبة والدهم للقراءة »، مبينة أنها أقامت لهم مسابقة لقراءة الكتب وإعطائهم الهدايا الجميلة من أجل تحفيزهم واستقاء معلومات وكلمات جديدة.

خبير نفسي يدعو لترك الأطفال يلهون خلال اجازتهم كما يحلو لهم

من جهته، نصح الخبير النفسي أحمد عوض، الأطفال، باستثمار الإجازة النصفية، خاصة، وأن مدتها قصيرة؛ لذلك، عليهم أن يقضوا أوقاتاً ممتعة في ممارسة هواياتهم المختلفة، بعيداً عن أي شكل من أشكال التحضير للفصل القادم.

وقال الخبير عوض لمراسل « فلسطين اليوم »: الإجازة النصفية، فرصة مهمة لكي يأخذ الطالب قسطاً من الراحة الذهنية والعقلية، خاصة وأنهم خرجوا من فترة امتحانات ودراسة على مدار 4 شهور سابقة.

وأوضح بأن الترفيه وممارسة الألعاب الطفولية، له مردود إيجابي للطفل، فمع بداية الفصل الثاني، تجد الطفل يبدأ الدراسة بشكل قوى ومريح.

ودعا الخبير النفسي، العائلات الفلسطينية، إلى عدم إجبار الأطفال على فعل أشياء في الفترة القصيرة للإجازة النصفية لا يرغبون بها، لأن ذلك له مردود سلبي على الأطفال، وعليهم ترك أطفالهم، خاصة خلال الفترة القصيرة، وهي لا تتعدى 3 أسابيع للترفيه عن النفس باللعب واللهو.

كلمات دلالية