تشهد عدة مناطق في قطاع غزة منذ أيام خروج مسيرات احتجاجية على أزمة الكهرباء، التي تتفاقم يوماً بعد يوم، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر أو انفراج في هذه المشكلة القديمة الحديثة.
وقد أحدثت هذه الاحتجاجات مخاوفاً لدى الكثير من المواطنين، من أن تتسبب هذه الأزمة انفجاراً في الأوضاع الميدانية في القطاع، الذي يعيش ظروفاً اقتصادية و معيشية سيئة، بسبب الحصار الجائر الذي تواصل سلطات الاحتلال فرضه عليه منذ اكثر من 10 أعوام.
وقد أجمع محللون على أن السبب الذي دفع المواطنين للتحرك و الخروج للاحتجاج، هو اشتداد الأزمة و تفاقمها، في ظل البرد الشديد، لا سيما و أنهم يعيشون في ذروة الشتاء التي تنخفض فيه درجات الحرارة، و يحتاجون الى الكهرباء أكثر من أي وقت.
من ناحيته أوضح المحلل السياسي، أكرم عطا الله بأن غياب الأفق، و انعدام الأمل في حل جذري لأزمة الكهرباء التي تراوح مكانها منذ سنوات، دفع المواطنين للخروج و الاحتجاج، للمطالبة بحلها، لا سيما و أنهم يعيشون في ظروف صعبة، تضاف اليها قسوة البرد، و حر الصيف.
وأشار في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى أن الناس لا يمكنها أن تتحمل تفاقم أزمة الكهرباء أكثر من ذلك، دون مبالاة من قبل المسؤولين، الذين أعطوا انطباعاً بأنه ليس هناك حلاً للأزمة، و أن النظام السياسي فشل في حلها.
وقلل عطا الله من احتمال أن تدفع الأزمة و الاحتجاجات في الشارع الغزي لانفجار الأوضاع، مشيراً الى أن الأزمة سياسية، و تستدعي موقفاً من حماس و حكومة رام الله على حد سواء لانهائها، من خلال المصالحة الوطنية.
كما استبعد أن تُسهم الاحتجاجات في حل الأزمة الحالية، أو ايجاد حل جذري لها،دون انجاز اتفاق مصالحة بين الطرفين في غزة و رام الله.
ولفت إلى أنه إن كانت حلول في هذه الظروف الراهنة، لن تتعدى الحلول الجزئية، مثل رفع ضريبة البلو،و غيرها.. و هذا ليس هو الحل لوقف تفاقم الأزمة.
من جهته حذر الكاتب و المحلل السياسي مصطفى الصواف من أن من يقف وراءهذه الأزمة يحاول اشاعة البلبلة في القطاع، من خلال خلق حالة من الفوضى التي تتزامن مع الاحتجاجات، لا سيما الاعتداء على شركة الكهرباء و العاملين فيها.
وأوضح في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن المواطنين بحاجة لأن يكونوا أكثر وعياً بما يجري، و أن يمارسوا حقهم في الاحتجاج بصورة هادئة و بشكل يسوده الاحترام، و بصورة حضارية دون اثارة القلاقل.
ودعا الفصائل الفلسطينية التي عقدت لقاءات مع شركة الكهرباء، و أعلنت بأن الأزمة سياسية، بتوضيح الأمر للمواطنين، و الضغط على الأطراف المسؤولة عن هذه الأزمة لإيجاد حلول لها.
وأكد على حرية الاحتجاج للمواطنين، و المطالبة بحقهم، لكن بشرط أن تتسم هذه الاحتجاجات بمظهر حضاري، دون الاعتداء على الممتلكات، و أن يكون لدى المواطنين فهم حقيقي لما يجري، مستبعداً في الوقت ذاته أن تتطور الأمور لانفجار للأوضاع الميدانية في القطاع.
ويعاني سكان قطاع غزة أزمة متفاقمة خلال الشتاء بسبب تقليص ساعات وصل التيار الكهربائي لتصل من 3 إلى 4 ساعات مقابل 12 أو أكثر قطع.