رفع يديه لحماية والدته

تقرير اللحــظات الأخيرة للشهيد محمد الصالحــي

الساعة 09:18 ص|10 يناير 2017

فلسطين اليوم

في منزله وسط المخيم، كان الشاب محمد صبحي الصالحي 32 عاما،  ينام بعد يوم طويل من العمل على عربته، فكان صوت والدته فجرا، والتي أفاقت على جنود اقتحموا منزلها دون استئذان، وعندما رفع يديه لحماية والدته والدفاع عنها، كانت رصاصات الجنود تنغرس في جسده، ليسقط شهيدا وسط صراخ والدته وشقيقته.

هذه الجريمة التي حاول الاحتلال عبر آلياته الإعلامية المختلفة التستر عليها بالإدعاء إن محمد حاول رفع سكين عليهم ولاحق الجنود الذين اقتحموا منزله، كانت مكشوفة، وخاصة لأهالي المخيم الذين عرفوا محمد عن قرب.

يقول الناشط ياسر أبو كشك من قيادات المخيم: « كان هناك اقتحام للمخيم وحملة مداهمات، وخلال اقتحام الجنود لمنزل محمد للوصول إلى منزل الجيران في البيت الملاصق، حيث الشاب الذي ينوي الجنود اعتقاله، تفاجأ بالجنود وكأي إنسان يفيق من نومه فجأة، لم يميز هل هو جندي أو حرامي من دخل بيته، فكان أن رفع يده أمام الجنود فأطلقوا النار عليه بشكل مباشر ».

يتابع أبو كشك:« كل من يعرف محمد يعلم كم هو إنسان بسيط خلوق مؤدب دائم الابتسام، ومجتهد في عمله البسيط، ولم يكن يوما مطلوبا أو مطاردا لجيش الاحتلال حتى يتم إعدامه بهذا الشكل ».

محمد استشهد بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر ومن نقطة الصفر برصاصات استقرت في كل جسده، وتركه ينزف لساعات قبل السماح للإسعاف أو أبناء المخيم من الاقتراب من المنزل لنقله إلى المستشفى".

وينتمي محمد لأسرة لاجئة من مدينة اللد بالداخل المحتل، بسيطة وفقيرة جدا، ومنذ الإفراج عنه من سجون الاحتلال قبل عام، حيث اعتقل ثلاث سنوات متواصلة، وموت والده تفرغ لخدمه والدته وشقيقته.

عمل محمد في بيع الخضار والفواكه على عربة على مداخل المخيم، كان يعمل طوال النهار حتى يستطيع جمع ما يكفي عائلته الصغيرة، ومعروف عنه عدم مشاركته في أي فعاليات أو مواجهات، وذلك لإنشغاله بهمه الأكبر، القيام على خدمة والدته المريضة وشقيقته الوحيدة.

وبحسب أبو كشك، فإن رواية الاحتلال تنم عن محاولته تبرير جريمته الواضحة بقتل الشاب الصالحي، وإعدامه بهذه الطريقة الوحشية.

كلمات دلالية