تقرير مناهج تعليمية تفترش الأرض مع انتهاء « كرنفال الامتحانات »!

الساعة 08:06 م|09 يناير 2017

فلسطين اليوم

هل هو تصرفٌ لــ « فشة غُل »؟،أم هو تعبيرٌ عن الفرحة بالانتهاء من فترة الامتحانات العصيبة؟، مشهد يتكرر مع انتهاء كل فصل أو سنة دراسية، أوراق من المناهج الدراسية، و المواد المساعدة تفترش الأرض، و أخرى تتطاير بوجوه المارة، و أخرى تتعثر بها أرجلهم، اعتداء عنيف على الكتب الدراسية يقوم به طلاب المدارس على أبواب مدراسهم أمام أعين الجميع.
و قد أصبحت هذه الظاهرة التي تثير الاشمئزاز ثقافة رائجة تتناقلها الأجيال مع كل نهاية فصل دراسي، دون أن يجد فاعلوها من يمنعهم من ذلك، سواء من جانب الأهالي أو المعلمين في المدارس.
« عبد الرحمن »، 11 عاماً أكد أنه يُمارس هذا الفعل باستمرار مع نهاية الامتحانات، مشيراً الى أنه يشعر براحة نفسية عندما يقوم بتمزيق الكتب و الكراسات و الأوراق التي تتعلق بالامتحانات.
و أوضح لــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »، بأن تمزيق الأوراق بالشوارع في آخر يوم بالامتحانات عادة يقوم بها الكثير من الأولاد، و ذلك إعلاناً ببدء الاجازة، و انتهاء شهور طويلة من التعب و العناء في الدراسة و الامتحانات.
و ما يُثير الاستغراب في هذه الناحية، هو قيام الكثير من الفتيات بتقليد الذكور في ممارسة هذه الظاهرة.
« تسنيم »، 14 عاماً بدورها أكت بأنها لا تجد حرجاً في القيام بالقاء ما لديها من أواق تتعلق بالمناهج و الامتحانات على بوابة المدرسة، لدى خروجها منها.
و تقول لمراسلتنا: « أشعر بفرحة لا يُمكن وصفها بأي كلمات عندما تنتهي الامتحانات، بل نتجمع أنا و زميلاتي و نقيم احتفالاً جماعياً أنا و زميلاتي، فرحاً بانتهاء شهور عصيبة انتهت بأيام أكثر ارهاقاً فترة الامتحانات، و الأوراق تتطاير بين أيدينا عالياً و نحن في فرح و سرور عارمين ».
الطالبة « فرح »، 14 عاماً لم توافق زملائها، بل قالت بأن هذه الظاهرة مستفزة و مستهجنة، لأنها منفرة لكل من يراها من المارة، معتبرة أن هذه الأفعال تعبر عن جهل من يقومون بها.
و أشارت الى أن الكتب و الكراسات التي يُلقيها هؤلاء في الشوارع، لها مكانتها التي يجب أن نُقدسها و نعتز بها، و أن نشكر من ساهموا و اجتهدوا في سبيل أن يُوصلوها لنا في أحسن صورة، لا أن ندوس عليها بأقدامنا عندما ننتهي من دراستها، و أخذ ما بها من فائدة.
و قد تابعت مراسلتنا أسباب هذه السلوكيات العنيفة تجاه المناهج الدراسية و المدارس، من خلال الأخصائية الاجتماعية، فلسطين عابد، التي بدورها أشارت الى أن هذا السلوك يعود الى تداخل عوامل مجتمعية و نفسية و تعليمية، و هو ظاهرة يُعبر الطلبة من خلالها عن رفضهم للمرحلة التي تسبب لهم الضغط و التوتر.
و أشارت الى أن غياب الوعي بأهمية هذه المواد الدراسية لدى الأسرة، عامل رئيسي لانتشار هذه الظاهرة في المجتمع.
و ألقت باللوم على المعلمين المقصّرين في توجيه الطلاب وتعريفهم بهذا السلوك السلبي، وبأهمية ما تحتويه هذا الأوراق من علوم، مؤكدة أنه تصرف غير مسؤول، ويعبر عن كره الطالب للمدرسة والمنهاج، مشيرة الى أن المناهج لها دور في تغذية هذه الظاهرة السلبية، لعدم تناولها لبعض القضايا التي تتعلق بالسلوكيات السلبية.
و شددت على أهمية دور المدرسة، والأهل والمجتمع في توعية الطالب بسلبية هذه الظاهرة، وتعديل هذا السلوك.
و اقترحت عابد أن يكون هناك بدائل يمكن من خلالها معالجة هذه الظاهرة السلبية، من خلال تشجيع الطلبة على المحافظة على الكتب المدرسية و نماذج الاختبارات، من خلال تخصيص مكتبة بسيطة في منزله لحفظ هذه المواد والاستفادة منها مستقبلاً، أو إهداءها لمن يحتاجها من باب المساعدة، و تقديم جوائز لأولئك الذين يحافظون على كتبهم و ملازمهم التي يستخدمونها عند المراجعة النهائية.

 

كلمات دلالية