خبر جدار فصل الآن- يديعوت

الساعة 11:23 ص|09 يناير 2017

فلسطين اليوم

عملية معروفة مسبقا

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: لماذا، بحق الجحيم، هذه القرية هي جزء من القدس. لماذا تمنحهم اسرائيل امكانية لتنفيذ عمليات؟ يمكن الحفاظ على القدس الكاملة في ظل خلق فصل لا يمس بفكرة القدس كعاصمة إسرائيل الموحدة ويفيد فقط المصلحة الاسرائيلية - المصدر).

نبدأ من النهاية. ينبغي أن نفعل للقدس ما فعلناه لاسرائيل. هذا يعني الفصل. جدار فصل. القاتل الذي نفذ عملية الدهس أمس جاء من جبل المكبر. لديه بطاقة هوية زرقاء، رغم أنه هو، ومعظم الشباب في منطقته، كانوا وسيبقون فلسطينيين – وقسم لا بأس به منهم يؤيد حماس. هذه هي الاجواء.

لماذا، بحق الجحيم، هذه القرية هي جزء من القدس. لماذا تمنحهم اسرائيل امكانية لتنفيذ عمليات؟ يمكن الحفاظ على القدس الكاملة في ظل خلق فصل لا يمس بفكرة القدس كعاصمة إسرائيل الموحدة ويفيد فقط المصلحة الاسرائيلية.

لقد سبق لحركة انقاذ القدس اليهودية أن نشرت المعطيات. 40 في المئة من سكان القدس هم عرب. في أوساط الشباب حتى سن 18 – 60 في المئة منهم عرب. خط فصل جديد، لا يمس بوحدة المدينة، سيمنح اليهود أغلبية 80 في المئة. ففي معظم الـ 22 قرية التي ضمت الى اراضي القدس الكبرى لا يوجد موطيء قدم لليهود. فمن يحمي روحه يبتعد عنها. وبلدية القدس لا تعنى بها. هذه القرى تعاني من الاهمال والهجران والجريمة، لان لا قوات الامن الاسرائيلية ولا الفلسطينية تدخل اليها. وهكذا تنمو دفيئات الكراهية. لقد أنتجت هذه الاحياء 60 في المئة من العمليات الارهابية في « انتفاضة السكاكين ». وأمس نفذت احدى العمليات الاخطر بينها جميعها.

على مدى سنوات جرى جدال جماهيري لاذع على جدار الفصل بين اسرائيل وبين المناطق. وكان للمعارضين مبررات ممتازة، ولكن الارهاب استمر واستمر. وفقط بعد أن جبا العبور الحر ثمنا باهظا، باهظا أكثر مما ينبغي، اقيم الجدار. وانخفض عدد العمليات دراماتيكيا. ليس فقط بسبب الجدار، ولكن بالتأكيد أن اضافة له، وربما حتى بالاساس.

في المستقبل غير البعيد، بعد بضع سنوات، ستكون اغلبية عرب من اصحاب حق الاقتراع لرئاسة بلدية القدس. صحيح حتى اليوم معظمهم لا يصوتون. والاعتماد على استمرار امتناعهم عن التصويت عن سخافة تامة، لان هذا يمكن أن يتغير. وماذا عندها؟ الى أن ينتهي نقل السفارة الامريكية الى القدس ستكون حاجة لاعادتها الى تل أبيب لان القدس ستصبح مدينة عربية. لقد

 

هدد عرفات في حينه بان « رحم المرأة هو السلاح الوطني لفلسطين ». وتوشك القدس على أن تكون المكان الاول الذي سيجسد فيه هذا السلاح الهدف. ومثلما هو الحال دوما، فان اليمين، بعناده، يجسد رؤيا عرفات.

اذا كنا نرغب في أن نعرف كيف ستبدو رؤيا اليمين عن « دولة واحدة كبيرة »، فلا حاجة لانتظار المستقبل. فقد بات هذا هنا. بدلا من قدس موحدة حصلنا على مدينة كبيرة، عنيفة ومتنازعة. خليط من السكان المعادين هو مصيبة في كل مكان، وبالتأكيد مصيبة في اسرائيل. لا يمكن تصفية هذا الوباء تماما. المخرب، تعليمه، التحريض – هم المذنبون بعملية أمس، مثلما في كل أو في معظم العمليات. ولكن من أجل السماح للمخرب بالعمل هناك حاجة الى أن تضاف سخافة اسرائيلية، وضم الـ 22 قرية للقدس رغم أنها ليست جزءاً من القدس هو السخافة في تجسدها. في كل لحظة معطاة كل شاب فلسطيني في احدى القرى المعادية المجاورة للقدس يمكنه أن يأخذ سكينا، مسدسا، او شاحنة، وينطلق الى عملية. هذا حصل المرة تلو الاخرى، وهذا سيبقى يحصل.

يمكن خوض جدال سياسي عن القدس الموحدة كمدينة ربطت أوصالها معا. جدال شرعي. الموضوع هو أن هناك فارق بين القدس اليهودي والقدس الكبرى. بالضبط مثلما يوجد فارق بين اسرائيل اليهودية ودولة واحدة ثنائية القومية كبيرة. القدس الموحدة يفترض أن تشمل اساسا شرقي القدس. القدس الكبرى تضم قرى ليس لها أي صلة بالقدس.

معظم الاسرائيليين يعرفون بان دولة واحدة كبيرة، ثنائية القومية، هي مصيبة للرؤيا الصهيونية. فليس مهما اذا كان 40 في المئة فقط من مواطنيها سيكونون عربا أو اكثر من 50 في المئة. المعنى هو نهاية الدولة اليهودية. هذا المستقبل، الذي يتحقق في القدس منذ الان، ليس قضاء من السماء. يمكن وقف المسيرة. لهذا الغرض على اليمين ان يصحو. في صالح القدس اليهودية ومن أجل وقف سفك الدم اليهودي، يجدر لهذا أن يحصل بسرعة.

كلمات دلالية