خبر آليات مواجهة حملة « الموساد » الجديدة

الساعة 04:12 م|07 يناير 2017

فلسطين اليوم

سلاح الجاسوسية هو « السلاح الرابع » للاحتلال الإسرائيلي بعد القوة الجوية والبحرية والبرية، وسر نجاحه وديمومته على الأرض الفلسطينية المحتلة، وبقائه مستمرا في اغتيالاته المتواصلة قديماً وحديثاً أينما كان الهدف دون أن يكترث للجغرافيا وتعقيداتها، الأمر الذي يمكنه من الوصول إلى أهدافه بسهولة ويسر ضمن استراتيجياته نظراً لما يمتلكه من إمكانيات هائلة.

وحاولت « إسرائيل » بالتعاون مع أجهزة مخابراتها كافة زرع عملاء لها في جميع الدول العربية، متخفية تحت غطاءات مختلفة (شركات سياحية – صناعية – تجارية)، مستغلة العامل الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن العربي.

ويتبع جهاز الموساد أساليب خبيثة لإيقاع العرب والمسلمين في وحل العمالة، آخر تلك الأساليب تدشينه حملة إعلامية خادعة على ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مستهدفاً النساء.

الخبير الأمني والاستراتيجي، محمود العجرمي، أكد أن الاحتلال يحاول استثمار جميع الثغرات ونقاط الضعف التي تعاني منها المجتمعات العربية، من بينها الوضع الاقتصادي المتردي في بلداننا، كذلك يستغل ضعف الثقافة الوطنية والأخلاقية عند بعض المواطنين العرب.

وبيَّن العجرمي في تصريحٍ لـ « فلسطين اليوم »، أن حملات تجنيد العملاء التي تنفذها « إسرائيل » لا تستهدف فقط المناطق الحساسة مثل غزة، والضفة المحتلة، ولبنان، وسوريا وإنما تشمل جميع دول العالم خصوصاً المنطقة العربية بكامل دولها، وليس عنا ببعيد اغتيال المواطن التونسي محمد الزواري على أيدي الموساد.

وأشار، إلى أن جهاز الموساد يركز على النساء لأنهن قادرات على أداء مهام متعددة لا يقوم بها الرجال، منها الوصول إلى بعض الشخصيات دون إثارة أي شبه أمنية عن عملهن.

وعن بثه لحملة التجنيد من خلال وسائل التواصل، قال: إن مواقع التواصل أثبتت نجاحها في الوصول إلى أكبر عدد ممكن مقارنة بالإعلام التقليدي، لافتاً إلى أن الاحتلال يستغل منصات التواصل الاجتماعي في حملات التجنيد لأنها أصبحت الخيار الأول للتصفح وإقامة العلاقات بالنسبة للشباب العربي.

وعن استهداف جهاز الشاباك والموساد للشباب في قطاع غزة، أكد أن « إسرائيل » تحاول جاهدة منذ احتلالها فلسطين اختراق قطاع غزة بطرق وأساليب متنوعة، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية ضربت نظرية الامن « الإسرائيلية » على أصعدة مختلفة، واستطاعت إحباط العديد من مخططات الشاباك والموساد من بينها القبض على العديد من العملاء.

وقال العجرمي « المقاومة تدير عملياتها بسرية وأمنية كبيرة، ونجحت بتنفيذ عمليات عسكرية خلف خطوط العدو في حرب صيف 2014، وأسرت عدد من الجنود وقتلت آخرين، واستطاعت أسر الجندي »الإسرائيلي« جلعاد شاليط في عام 2006 وإخفائه لأكثر من خمس سنوات، وفشلت خلال تلك السنين كل محاولات الكيان من الوصول إليه، كل تلك الدلائل تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المقاومة ضربت المنظومة الأمنية »الإسرائيلية« .

وذكر أن المقاومة في غزة استطاعت أن تهاجم »إسرائيل« من ناحية أمنية عندما نجحت باختراق آلاف الحسابات »الإسرائيلية« ، من بينها حسابات تعود لضباط كبار في جيش الاحتلال، كذلك اخترقت موقع وزارة الحرب وحساب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كل تلك الدلائل تعني أن المقاومة ارتقت بجهودها، وأثبتت قدرتها وقوتها في صراع الأدمغة مع الاحتلال.

وعن آليات حماية مجتمعنا من آفة التخابر مع الاحتلال، قال: حماية أي مجتمع من آفة التخابر مع أي عدو أجنبي بحاجة إلى مسؤولية مشتركة بين كل فئات المجتمع، ولابد فيها أن تتضافر كل الجهود مثل المدرسة والبيت والجامعة من ناحية التربية والتعليم والتوضيح والإرشاد، كذلك بحاجة إلى دور رجال الامن الذين يلاحقون العملاء ويفشلون مخططات الأعداء، بذلك التكامل نصل إلى بيئة وطنية أمنية عالية.

وبين أهمية الحملات التثقيفية والتوعوية في تنبيه المواطنين لأساليب الموساد التي يتبعها لإسقاطهم في وحل العمالة، مثمناً جهد وزارة الداخلية في قطاع غزة وفصائل المقاومة التي تنفذ العديد من الأنشطة لمكافحة آفة التخابر مع العدو، مشدداً على أهمية ودور الإعلام الجديد في توعية المواطنين بصفة عامة.

وجهاز »الموساد« هو أحد أجهزة الاستخبارات الصهيونية التي تعمل خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أنشئ عام 1937م بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود للأراضي الفلسطينية.

ومن أبرز عمليات الموساد في السنوات الأخيرة اغتيال الشهيد محمد الزواري أمام منزله في تونس نهاية عام 2016، وعمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا بداية عام 2016، ومحمود المبحوح في دبي بداية عام 2010، وعماد مغنية في سوريا بداية عام 2008.

وتركز عمل مجندات »الموساد" الصهيوني في التجسس على منظمات ومؤسسات دولية، بالإضافة إلى المشاركة في بعض عمليات الاغتيالات، مثلما حصل مع الشهيد محمد الزواري ومحمود المبحوح، والتنكر والإسقاط وغيرها من المهمات.

كلمات دلالية