بالصور « الدبور » يتسبب بفقدان أثار الصياد الهسي حتى إشعار آخر

فلسطين اليوم

تقف عائلة الصياد محمد الهسي رغم برودة الطقس، أمام أمواج البحر المتلاطمة عَلها تجدُ دليلاً قاطعاً حول مصير نجلها محمد الذي فقدت آثاره في البحر، بعدما وردت أنباء مؤكدة عن اغراق الزوارق الإسرائيلية لمركبه ليلة أمس الأربعاء.

« الهسي » الذي غادر فراش نومه في ظلمات الليل وفي ظل البرد القارص، تاركاً أطفاله الصغار « محمد وعبد ونغم »؛ ذهب لصيد الأسماك حيث مصدر رزقه الوحيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، فتعرض مركبه لاعتداء من قبل زورق « إسرائيلي » يطلق عليه « الدبور » ما أدى لتدمير مركبته بشكل كامل وفقدان أثاره ولم يعرف مصيره حتى إعداد هذا التقرير.

« محمد » الذي يبلغ من العمر 33 عاماً اتخذ من البحر طريقاً ومصدراً للرزق من أجل توفير لقمة « عيش كريمة » له ولأسرته ، خاصة وأنه يخوض أمواج البحر منذ أن بلغ من العمر اثنى عشر عاماً برفقة والده.

تفاصيل الحادثة

بعد انتشار الخبر شيّدت عائلة « الهسي » خيمة اعتصام تضامنية في « ميناء الصيادين » غرب مدينة غزة، لتفعيل التضامن والضغط على المحتل الإسرائيلي للكشف عن مصير نجلهم المفقود.

والده الذي اعتزل الناس في أول الأمر لجُرحهِ العميق بفقدان نجله البِكر قال لمراسلنا: مركب محمد مضيئ ومعروف جيداً للاحتلال ويقف منذ 4 أيام مكانه ولم يتحرك بمنطقة الواحة غرب السودانية، إضافة إلى أن محمد يستخدم كافة الإشارات الضوئية للسلامة الأمنية، والأهم من ذلك أنه لم يتعدَ المنطقة المسموح بها الصيد، فلم يتجاوز مسافة الـ4 ميل« .

وأثناء حديثنا مع والد المفقود »الهسي« تجمع المواطنون لمعرفة تفاصيل الحادثة، والتي سردها والده وفقاً للصيادين، الذين كانوا قبالة »لنش« نجله محمد: عرفت الخبر من الصيادين وقالوا إن لنش محمد تعرض لاعتداء من زورق الدبور الذي أدى لتكسير اللنش بشكل كامل ولم يوضح الصيادون ما إذا استشهد محمد أو ما زال على قيد الحياة، غير أنهم أكدوا أن هجوم زورق الدبور الإسرائيلي، فصل بيننا وبين لنش محمد، وبعد انتهاء الهجوم عاد الصيادون للمنطقة نفسها ولم يجدوا أي أثار لمحمد، وإنما وجدوا أثار دمار المركب ».

وطالب الهسي، المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على « إسرائيل »، من أجل معرفة مصير نجله المفقود، مؤكداً أن « إسرائيل » منعت مراكب الصيادين الفلسطينيين البحث عن زميلهم محمد.

خيمة تضامن

من جهته، أكد أحد وجهاء العائلة خميس الهسي لمراسلنا، أن اعتصامهم في ميناء غزة سيستمر حتى معرفة مصير نجلهم.

وقال الهسي: كعائلة مكلومة نأمل أن تتضامن معنا جميع المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية لقطع الشك باليقين حول مصير نجلنا المفقود« .

وأضاف: نتقوقع بنسبة تتجاوز الـ80% أن محمد استشهد وفقاً لرواية الصيادين الذين كانوا بجواره، موضحاً أن محمد كان وحده في المركب الذي استهدف ولم يتم اعتقال أحد من الصيادين.

الجهاد تحذر من اختراق الهدنة

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن »مواصلة قوات الاحتلال اعتداءاتها وارهابها ضد الصيادين الفلسطينيين جريمة عدوانية جديدة، وانتهاك سافر للتهدئة المعلنة« .

وحمّلت الحركة في بيان صحفي وصل »فلسطين اليوم« نسخة عنه الاحتلال مسؤولية ملاحقة ومطاردة الصيادين الغزيين الذين يسعون لتأمين قوت عائلاتهم.

وشددت الحركة على أنه »حال لم يتوقف العدوان وينته الحصار الظالم فإن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا وعن أبناء شعبنا".

بدورها، استنكرت اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود في غزة اقدام قوات البحرية الإسرائيلية على إغراق قارب صيد الصياد الفلسطيني محمد أحمد الهسي بشكل مباشر ومتعمد في بحر السودانية شمال غرب مدينة غزة صباح اليوم.

واعتبرت اللجنة الحكومية لكسر الحصار أن هذا العمل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وضرب بعرض الحائط للإنسانية وللقوانين والشرائع السماوية والأرضية التي حفظت الإنسان وصانت حقوقه وحرياته مشددة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهداً لفرض المزيد من الحصار على الغزيين من خلال تقليص مسافات الصيد المتفق عليها.

وطالبت الحكومية كافة المؤسسات الحقوقية الدولية إلى مساءلة حكومة الاحتلال على الانتهاك المتكرر لحقوق الإنسان الفلسطيني بمختلف الأشكال، وتدعوها لفتح ملف تحقيق في جريمة قتل الصياد الهسي.

واكدت الحكومية لكسر الحصار على ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح للصيادين الفلسطينيين بدخول البحر ل30 ميلاً بحرياً كما كان سابقاً.

فيما عبّرت سلطة الموانئ البحرية عن أسفها لفقدان الصياد الفلسطيني، واعتبرت الهجوم اعتداءً صارخاً على كل قطاع الصيد في قطاع غزة.

وطالبت المجتمع الدولي بلجم قوات الاحتلال ومنعها من الاعتداء على الصيادين، والسماح لهم بدخول البحر وفق الاتفاقات الموقعة ودخول البحر ل30 ميلاً بحرياً كما كان سابقاً.