خبر الاثنين المصيري .. أطلس للدراسات

الساعة 10:21 ص|02 يناير 2017

فلسطين اليوم

عندما قام نتنياهو بتعيين أفيحاي مندلبليت مستشارًا قضائيًا لحكومته، ما كان يدري أن هذا الأخير هو من سيفتح باب التحقيق ضده. الجهاز الذي يتولى مهمة التحقيق هم كبار محققي الشرطة في وحدة « لهافا 433 »، الذين يعملون بإشرافٍ من روني الشيخ الذي تعب نتنياهو حتى أقنعه بالانتقال من « الشاباك » إلى قيادة الشرطة.

في الثاني عشر من ديسمبر، سمع نتنياهو من مستشاره القضائي بأن هناك نية للتحقيق معه، لكنّ الشرطة استغرقت أسبوعين بعد ذلك للتوجه إليه بطلب رسمي للتحقيق معه، وبعد مماطلة وحجج واهية، تارة بالسفر لكازاخستان، وتارة بالتسويف غير المبرر؛ يضطر نتنياهو لأن يفتح أبواب مقره للمحققين، مطمئنهم أن وقتهم معه غير مقيد، ما أزال الضغط الذي يعانيه المحققون، حيث كان الحديث عن ساعتين وهم بحاجة إلى أربع ساعات.

سيناريو أولمرت ماثل أمام المحققين، والمماطلة قاتلة؛ لذلك وجب الإسراع، لكن لماذا ماطلت الشرطة لمدة أسبوعين حتى توجهت لنتنياهو بطلب التحقيق؟ هنا يقول ضابط كبير في الشرطة أن القادم سيكون كبيرًا جدًا.

ما رشح حتى هذه اللحظة هو الحديث عن تلقي أموال وهدايا من اثنين من كبار رجال الأعمال في الداخل والخارج، وتم تداول اسم الملياردير رون لاودر كما ذكرت القناة الثانية.

معارضو نتنياهو ينتظرون، ويترقبون بتفاؤل مشوب بالقلق من قدرة هذا الرجل على المراوغة وإقناع المحققين بنزاهته، وقدرته على التأويل والتفسير للكثير من الأحداث التي تتعلق به.

مؤيدو نتنياهو يدعون للانتظار، بقلق مشوب بالتفاؤل، وعلى رأسهم رئيس الائتلاف دافيد بيتان الذي أعرب عن سعيه لتمرير قانون قدم مسودته عضو الكنيست عن حزب « الليكود » دودي امسالم، والذي يدعو فيه لتبني النموذج الفرنسي الذي يقول بأن رئيس الحكومة لا يتعرض للتحقيق فترة توليه منصبه، وهنا يحاول امسالم أن يفصّل قانونًا يتناسب ومقاس نتنياهو، فوضع الخطايا الأربع كمبرر لانتهاك حصانة رئيس الوزراء، وهي الأمن والجنس والعنف والمخدرات، أما الأموال والرشى وما شابه ذلك فإن مقترح القانون لا يسمح بأن تكون مبررًا لإزالة الحصانة والتحقيق مع رئيس الوزراء، والسبب في ذلك ان الأضرار المادية والاقتصادية والأمنية ستكون كبيرة وباهظة الأثمان.

يتسحاق هرتسوغ، رئيس « المعسكر الصهيوني » وزعيم المعارضة، أعرب ان إسقاط نتنياهو سيكون عن طريق الانتخابات وليس عن طريق القضاء، في حين يرى أنصار نتنياهو بأن حرب استنزاف قضائية تدار ضد نتنياهو في محاولة لإسقاطه.

اليوم الاثنين قد يكون بداية لمرحلة مصيرية تتعلق باستمرار زعامة نتنياهو السياسية، علامات استفهام كثيرة تحوم حول مستقبل نتنياهو السياسي، لكن مؤشراتها لا زالت غامضة وتحمل الكثير من التساؤلات، والتساؤل الأهم: هل سيخرج نتنياهو من الحياة السياسية نتيجة لثبوت الاتهامات أم انه سيخرج مستنزفًا ضعيفًا، لكنه لا زال قادرًا على زعامة المعسكر اليميني وقيادة الحكومة؟

كلمات دلالية