أكد القيادي المجاهد في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل (أبو طارق) أنه لا يمكن لسيف الجهاد والمقاومة أن يُغمد إلا بعد تحرير فلسطين كل فلسطين، مجدداً رفض حركته وكل فصائل المقاومة لكافة المبادرات التي تطالب بتجريد شعبنا من حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الصهيوني.
وقال المدلل في كلمة لحركة الجهاد الإسلامي ألقاها، مساء أمس الجمعة، في مهرجان حاشد، نظمته الحركة في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس، احتفاءً بالذكرى الثامنة لاستشهاد القائد زياد أبو طير وعدد من رفاقه في عدوان 2008_2009:« أن المعركة مع العدو الصهيوني مستمرة، وأن غزة المخزون المقاوم التي لقنت العدو دروس لن ينساها، وانتفاضة القدس التي قضت مضاجع الاحتلال، لشاهد حي على إرادة شعبنا الفولاذية العصية على الانكسار مهما تمادى العدو في طغيانه وجبروته ».
وتابع حديثه قائلاً:« اليوم نحتفي بمرور ثمانِ سنوات على ارتقاء القائد الهُمام زياد أبو طير وشقيقه الشيخ المجاهد ميسرة ونجله ورفاق دربه الذي لقنوا العدو دروس عظيمة، وأعدو جيشاً من المجاهدين حملوا من بعدهم الراية في معركة السماء الزرقاء والبنيان المرصوص، مسجلين أروع صور التحدي والانتصار مؤكدين أن معركتهم مع العدو مستمرة »، مشدداً على انه لا يمكن لشعبنا الفلسطيني الذي قدم عظيم التضحيات منذ بدء المشروع الصهيوني على ارض فلسطين أن يرفع اليوم الراية البيضاء ويستسلم.
وتطرق « أبو طارق » خلال حديثه إلى مبادرة الأمين العام التي قدمها في ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الـ29 كخارطة طريق ومخرج لشعبنا الفلسطيني الذي يواجه وحده الحصار الظالم على أهلنا بغزة، والسياسات العنصرية الإجرامية بحق أهلنا في القدس والضفة، قائلاً:« الدكتور رمضان عبد الله قدّم مبادرة وافقت عليها كل الفصائل بما فيها حركتي فتح وحماس، ولكننا أردنا أن يحتضنها الرئيس محمود عباس، حتى ينهي الانقسام، ويفك الحصار، ويعيد القضية الفلسطينية من جديد إلى مكانتها وموقعها الذي خسرته منذ اتفاقية اوسلو وصولاً لمرحلة الانقسام »، مؤكداً على ضرورة أن يتبنى الكل الفلسطيني هذه المبادرة الشاملة الحامية لمشروع المقاومة الحافظة لحقوق شعبنا والداعمة لاستقراره ونيل حقوقه المسلوبة.
وشدد القيادي في الجهاد على ضرورة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني، من خلال وضع استراتيجية موحدة تؤكد أن سلاح المقاومة سلاح شرعي لا يمكن لأي أحد أن ينتزعه من شعبنا طالما فلسطين محتلة، وأن المقاومة خط أحمر لا يجوز تجاوزها تحت أي ظرف ومسببات، منوهاً إلى أن العدو الصهيوني الذي أسس كيانه على القتل والتدمير والتهجير، لا يفهم لغة المساومات ولا التنازلات، فقط اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة البندقية والصواريخ والأنفاق و...
وبينّ المدلل أن المقاومة استطاعت أن تفرض على العدو الصهيوني في معركة السماء الزرقاء والبنيان المرصوص وغيرهما معادلة توازن الردع، مشيراً إلى ما يقوم به قادة العدو من تهديدات ووعيد لم تعد تؤثر في رجال المقاومة والجهاد الذين خاضوا المعارك مع هذا العدو المهزوم ولا في شعبنا الذي جاء اليوم بهذه الحشود الكبيرة من شتى الأعمار في هذا الجو القارس ليؤكد التفافه حول المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين.
وشدد القيادي في الجهاد على أهمية تحقيق الوحدة بين الكل الفلسطيني، مؤكداً أن انتصارنا لن يتحقق إلا بوحدة الكل الفلسطيني والتفافهم حول خيار المقاومة كخيار وحيد لمواجهة غطرسة هذا العدو الصهيوني الذي استغل اتفاقية وأوسلو من قبل والانقسام اليوم للانقضاض على ما تبقى من أراضينا في الضفة والقدس، وقتل المئات من أبنائنا وبناتنا بدم بارد، واسر آلاف من أبناء شعبنا وخاصة صغار السن منهم والنساء بسبب انقسامنا وانشغالنا بمشاكلنا أزماتنا الداخلية.
ووجه المدلل التحية لأهل عبسان الكبيرة وعموم المناطق الشرقية التي تقع على حدود التماس مع العدو الصهيوني، مشيداً بشجاعتهم وبسالتهم وصمودهم في معركة التصدي ضد العدو الصهيوني في السماء الزرقاء والبنيان المرصوص وفي كافة المعارك التي خاضها شعبنا في مواجهة العدو الصهيوني.
وفي كلمة أهالي الشهداء، وجه الأستاذ زياد أبو طعيمة التحية لعوائل الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم، ولحركة الجهاد الإسلامي التي حملت مشروع المقاومة والجهاد إلى جانب فصائل المقاومة على ارض فلسطين.
وتحدث أبوطعيمة عن مناقب الشهيد القائد زياد أبو طير الذي كان حكيماً يداوي جراح شعبنا، ومقاوماً يزود عنهم ويدافع عن ثرى فلسطين الطهور، مؤكداً أن الإعلام الحربي لسرايا القدس كان موفقاً في اختيار اسم الحكيم الهُمام على اسطوانته المرئية التي تتحدث عنه سيرة حياته العطرة ورفاقه الشهداء.
أسهب أبو طعيمة في الحديث عن الشهداء وعظم أجرهم عند الله، مشيراً إلى أن شقيق الشهيد زياد أبو طير الشيخ الداعية الشهيد ميسرة الذي ارتقى معه في ذات المجزرة كان من الرعيل الأول لحركة الجهاد في المنطقة الشرقية، فيما كان نجله معاذ من حفظة كتاب الله.
وقدم نجل الشهيد زياد أبو طير البكر « طارق » قصيدة شعر رثا فيها والده بكلمات معبرة أبكت الحضور، كما قدم الشاعر حازم عبد الهادي قصيدة شعرية رثا فيها الشهداء.
وفي نهاية الحفل قدم « الإعلام الحربي » عرض مرئي حمل اسم « الحكيم الهُمام »، تحدث عن سيرة الشهداء وجولاتهم وبطولاتهم.