موجهة لأكثر من جهة

خبر « جاتوه » القسام محشوة بالرسائل.. ماذا بعد؟!

الساعة 12:53 م|01 يناير 2017

فلسطين اليوم

استبقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة « حماس » اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) الذي يعقد اليوم الأحد لمناقشة ملف الجنود الأسرى، بنشر مقطعي فيديو مسجلين في ذكرى ميلاد الجندي شاؤول أرون الثالثة والعشرين، ظهر في المقطع الأول أشخاص يرتدون زي جيش الاحتلال يجلس أحدهم على كرسي متحرك، ويغنون لـ« شاؤول »، قبل أن يُختتم المقطع بعبارة « عام جديد والجندي شاؤول بعيد عن أهله » باللغتين العربية والعبرية.

ويظهر في المقطع الثاني شخص يرتدي ملابس عسكرية إسرائيلية ووجه غطي بصورة الجندي شاؤول، يجلس مكبلا أمام طاولة عليها كعكة عيد الميلاد، ليختتم المقطع بصورة ساخرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كتب أسفلها « القرار بيد الحكومة الإسرائيلية ».

ولم تتوقف كتائب القسام منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014، عن بث رسائل وتلميحات عن جنود جيش الاحتلال الأسرى لديها في محاولة لتحريك الملف واختراق جدار الصمت الذي تفرضه حكومة الاحتلال حوله.

المختص بالشأن الإسرائيلي وأستاذ العلوم السياسيّة وليد المدلّل أوضح أن مقاطعي الفيديو اللذين نشرهما القسام يحملان دلالات ورسائل عدة موجهة لأكثر من جهة وتستهدف بشكلٍ مباشر حكومة الاحتلال والجبهة الإسرائيلية الداخلية.

ويشير المدلل في تصريحٍ لـ« فلسطين اليوم » أن القسام أراد من خلال نشر الفيديوهات أن يذكر العالم بأنه مازال يملك أوراق قوة ضد الطرف الإسرائيلي، كذلك أراد تحريك ملف الجنود الأسرى لديه من خلال إثارة الجبهة الإسرائيلية في وجه حكومة الاحتلال التي تعقد جلسة خاصةٍ لمناقشة قضيتهم.

وقال المدلل: فيديوهات القسام تأتي لتحريك الشارع الاسرائيلي، خاصة أن الملف لم يشهد حراكاً واسعاً منذ 3 أعوام بفعل حكومة الاحتلال التي لا تريد الوصول إلى صفقة على غرار صفقة وفاء الاحرار وتفرض جدار صمت كبير نحو القضية، مشيراً إلى أن الفيديوهات نقلت الكرة إلى ملعب الخصم وهو الجانب الاسرائيلي.

وأشار إلى أن القسام يحاول إثارة الملف إعلامياً وسياسياً على جبهة الاحتلال، متوقعاً أن يشهد ملف الجنود الاسرى حراكاً خلال العام الجديد 2017، مؤكداً أن رسالة القسام من وراء الفيديوهات صريحة وواضحة.

وبين أن فيديوهات القسام ستكون مادة إعلامية مثيرة وزخمة للجانب الاسرائيلي، وسينتج عنها الكثير من التحليلات والمواقف الأمر الذي سيساهم في حراك سياسي وحراك على صعيد الجبهة الداخلية والذي يتمثل في عوائل الجنود الأسرى وأصدقائهم، متوقعاً أن تدفع تلك الفيديوهات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للتحرك في قضية الأسرى المأسورين لدى المقاومة وتقديم تنازلات لصالح المقاومة.

كما وتوقع أن يكون الملف الرئيسي على الساحة الفلسطينية – الإسرائيلية للعام 2017 ملف الجنود المأسورين، خاصة أنه لا يوجد أجندة كبيرة وكثيرة على طاولة بنيامين نتنياهو، مع الأخذ بعين الاعتبار تعاظم الضغط على حكومته من قبل عائلاتهم.

كما، وذكر المدلل أن القسام حمل رسائل مُبَطنة للاحتلال مفادها أنه يمسك بزمام المبادرة، كما أنه فضح العديد من أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي سيدفع الجبهة الداخلية الإسرائيلية للتحرك خلال الأيام القادمة على صورة تظاهرات ميدانية علنية ضد نتنياهو وحكومته التي تعطل إمكانية التوصل لصفقة جديدة.

وعن حظر الرقابة العسكرية الاسرائيلية للفيديوهات التي انتجها القسام، قال: لم تعد الرقابة مجدية وقد تجاوزها الزمن ولم تعد حائلاً لتمنع نشر هذه المواد الإعلامية، مضيفاً أن « كل ممنوع مرغوب، ومن هذا المبدأ سيبحث الجمهور الإسرائيلي عن تلك الفيديوهات على جميع المنصات العربية والعالمية بما فيها مواقع التواصل ».

يشار إلى أن رقابة الاحتلال العسكرية تفرض على وسائل الاعلام العبرية حظر نشر أو تداول فيديو القسام الذي نشر أمس حول الجندي الأسير بغزة شاؤول أرون.

ويرى الكاتب والمحلل الساسي إبراهيم المدهون، أنه بعد الإصدارين « أضحى من المؤكد أن شاؤول آرون حي يرزق، ويبدو أنه مقعد كما أُلمح في إحدى الإصدارات وهو يحتفل بيوم ميلاده، ولكنه بكامل قواه العقلية والجسدية ».

وشدد المدهون في تغريدة له على أن كتائب القسام ألقت الكرة في ملعب بنيامين نتنياهو وحكومته، فالطريق لتحرير شاؤول لن يتم إلا كما حرر جلعاد شاليط من قبله، في إشارة إلى صفقة وفاء الأحرار التي حرر بموجبها أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وتوقف المحلل السياسي حسام الدجني عند ثلاثة مشاهد مهمة بالفيديو الذي نشره القسام، مبينًا أن الأول يتعلق بجندي على كرسي متحرك بمعنى أنه شاؤول أو غيره قد يكون مصابا وليس قتيلا.

وأضاف أن المشهد الثاني هو ظهور مجندين يحملان رقم 107 - 102، عادًّا ذلك « دلالة حول أعداد الجنود والجثث لا يفك طلاسمها سوى الكابنيت و »القسام« ، أما المشهد الأخير فهو »حرب نفسية تدلل على إبداع المقاومة باستخدام الصورة واللغة« .

كذلك يقول الصحفي المختص بالشأن »الإسرائيلي" علاء الريماوي، إن رسالة القسام التي وزعت هي الأقوى في إشارتها وأرى أنها أبعد من الحرب النفسية إلى إشارات لها مضامين في العدد وصحة آرون، القسام في العام 2017 سيرفع من وتيرة تحريك الملف وكذلك الاحتلال.

يذكر أن كتائب القسام أعلنت عن قتل 14 جنديًا وأسر الجندي شاؤول أورون في عملية نوعية تم فيها تدمير ناقلة جند شرق حي التفاح في 20 يوليو 2014 خلال حرب 2014.

كلمات دلالية