التربة الترامبية الآن مهيأة لنمو "ليبرمان"

تحليل هل سيغيب نتنياهو عن عهد ترامب؟

الساعة 09:04 ص|01 يناير 2017

فلسطين اليوم

مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية

في استطلاع مثير للانتباه نشرته القناة العاشرة، الجمعة الماضية، يتحدث عن انقلاب جذري في التشكيلة البرلمانية فيما لو أجريت الانتخابات الاسرائيلية يوم الاستطلاع، لقد تعلمنا من تجارب الماضي أن استطلاعات الرأي تضلل أحيانًا وتخدع أحيانًا أخرى؛ لكن ان يصل الانقلاب لهذا الحد فهذا جدير بالتأمل.

حزب « يوجد مستقبل » برئاسة يائير لبيد حاز على 27%، ويأتي ثانيًا حزب « الليكود » بنسبة 23% من أصوات المستطلعة آراؤهم، والذين بلغ عددهم 615 شخصًا، من ضمنهم 100 من الوسط العربي.

قام بعملية الاستطلاع الدكتور أريئيل أيلون، وبإشراف البرفسور كميل فوكس، المسؤول عن القيام بهذه المهمة في القناة العاشرة، وهو محاضر في جامعه تل أبيب.

يتزامن هذا الاستطلاع مع تطور دراماتيكي وخطير، غداة إعطاء المستشار القضائي أفيحاي مندلبليت الضوء الأخضر للشرطة بفتح تحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لا شك بأن المتربصين بنتنياهو كثر، حتى من أعضاء حزبه كوزير المواصلات يسرائيل كاتس، ومن اعضاء ائتلافه الحكومي كنفتالي بينيت وزير التعليم ورئيس حزب « البيت اليهودي ».

في الاستطلاع أيضًا، وبالرغم من الإذن بالتحقيق مع نتنياهو، وبالرغم أيضًا من حصد « يوجد مستقبل » لأعلى الأصوات المستطلعة؛ إلا انه لا زال يتربع على عرش رئاسة الوزراء. إن هذا يدلل ان نتنياهو لا زال يمثل السامورائي الأخير في العقل الجمعي الإسرائيلي، وهنا بإمكاننا أن نستشف عمق الأزمة وهول الفجوة ما بعد نتنياهو.

عندما ثار الجدل القديم الجديد بين أبي مازن ودحلان، بدأ الإعلام الاسرائيلي يتحدث عن سيناريو ما بعد أبي مازن، وهنا اعتقد بأن علينا أن نتهيأ لسيناريو ما بعد نتنياهو، خصوصًا إذا علمنا أن المستشار القضائي كان قد أعلن انه لن يعطي الأمر بالتحقيق مع رئيس الوزراء إلا إذا كانت الأدلة كافية لإدانته.

إن التربة الترامبية الآن وفي المستقبل القريب خصبة ومهيأة لنمو أفيغدور ليبرمان بشكل خاص، واليمين المتطرف بشكل عام، وإن تهاوي « الليكود » - إن حصل - لن يعقبه بزوغ « المعسكر الصهيوني » أو الليبرالي؛ إنما اليمين المتطرف.

إن أكبر أخطاء نتنياهو هو إدخاله لأفيغدور ليبرمان الائتلاف الحكومي، لأن صنمه يكبر يومًا بعد يوم، وليس بمقدور نتنياهو إقصاؤه كما فعل مع يعلون أو كما دفع جدعون ساعر للخروج.

إن المشهد البرلماني القادم سيشهد انقلابات حادة، ستؤسس لنضوج فكرة يهودية الدولة، متزامنًا مع الانسجام غير المسبوق مع التوجه الجمهوري الترامبي في الدفاع عن دولة الكيان ومؤسساتها.

كلمات دلالية