في خطابه الأخير

تقرير محللون: كيري نزع شرعية الاستيطان وخطابه موجه لترامب قبل نتنياهو

الساعة 02:27 م|30 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية في وكالة « فلسطين اليوم » فادي عبد الهادي، بأن خطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والذي يعتبر خطابه الأخير كوزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحمل في طياته رسالتين.

وأوضح عبد الهادي، أن الرسالة الأولى موجهة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فكيري الذي كرس جُلَ خطابه للوضع الإسرائيلي الفلسطيني وقضية المستوطنات والقدس واللاجئين أراد من ذلك أن يوصل رسالة واضحة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مفادها أن هناك خطوط حمراء إياك أن تجتازها، فالرئيس المنتخب ترامب تَعهد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، ولكن كيري في خطابه أراد أن يقول لترامب أن حل الدولتين يعني القدس عاصمة للشعبين وليس لشعب واحد وهو الشعب الاسرائيلي، بل القدس للشعب الفلسطيني، وأن القدس خط أحمر لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

وأضاف، أن كيري أراد أن يقول لترامب بأن إسرائيل هي المسؤولة عن فشل حل الدولتين الذي أعلنته عنه عدة مرات، وأنك يا سيد ترامب تؤيديه، فكيف ستؤيد حل دولتين وإقامة دولة فلسطينية في ظل استيطان اجتاح الضفة الغربية..؟

وحيال قضية اللاجئين، بين أن كيري أوصل رسالة لترامب بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين ستبقى قضية مركزية في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، ولا يمكن التخطي عنها.

أما الرسالة الثانية، فهي موجهة للحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، أراد كيري أن يقول فيها لحكومة نتنياهو بدون أمريكا إسرائيل ستزول.

ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، في حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم » أن خطاب كيري كان خطاباً متوازناً، لكن حكومة اليمين تريد مواقف تتبنى الرواية الإسرائيلية بالكامل، مشيراً إلى أن الخطاب قد أعطى إسرائيل أكثر مما تستحق، كما أن اسرائيل تعاطت مع هذا الخطاب باستخفاف، باعتبار أن جون كيري سيغادر خلال أيام موقعه كوزير للخارجية الأمريكية، كما أنه لن يكون ذا تأثير على الإدارة الجديدة.

وأضاف عطالله، أن بات بإمكان الفلسطينيين التمسك بما جاء في خطاب كيري، مشيراً إلى أن جزء كبيراً منه يعارض ما تفعله إسرائيل، وكيري نزع الشرعية عن الاحتلال والاستيطان، كل ذلك يمكن البناء عليه في إطار الرواية الفلسطينية وتقديمها على مستوى العالم.

وقال عطالله :« أن الإدارات التي منصبها تترك رؤيتها كـوديعة للإدارة الجديدة، موضحاً أن الإدارة الجديدة غير ملزمة بأخذها والعمل بها، بل تعتبر كاستشارة للإدارة القادمة، مشيراً إلى أنه لا يوجد تجاوباً مع إدارة أوباما التي تتعامل بنوع من الشك كما يتعامل الإسرائيليون معها ».

وفي سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن خطاب كيري يخدم إسرائيل استراتيجياً، ولكنه ضد سياسات نتنياهو المتطرفة، والتي تساهم في عزل الاحتلال، وكيري وضح ذلك بطريقة مباشرة، موضحاً أن حل الدولتين حل يخدم بقاء اسرائيل واستمرارها، ولهذا لوح كيري بتهديدات معاكسة هذه الرغبة أنها ستفرض حل الدولة الواحدة الخطير على الفكرة الصهيونية.

وأوضح المدهون، أن تركيز كيري في خطابه على حركة حماس يعني وصول الادارة الامريكية لقناعة انه لا يمكن تجاوز حماس في أي حل سياسي او عسكري، وأن الحركة الأن جزء أصيل ومركزي في المعادلة القادمة، وجزء من الترتيبات في حال استعدت لذلك.

وفي ذات السياق، رداً على خطاب كيري، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو:« يمكنني فقط أن أعرب عن أسفي، فلو ضيعتم وقتكم لإدانة التحريض الفلسطيني كما تضيعونه على إدانة المستوطنات، ربما كان يمكن التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، فكيري أراد خلق صورة مزيفة. وفق ما نشرته القناة الثانية.

وأضاف أن : » الشرق الأوسط تشتعل به النيران وكيري منشغل في مهاجمة إسرائيل، ودول كاملة تنهار والارهاب يضرب في كل مكان، ولكن كيري أكثر من عشر سنوات وهو يهاجم إسرائيل، الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، فخطاب كيري مفاجئ ومخيب للآمال، هل هذا ما يوجد لدى وزير خارجية أكبر دولة في العالم ؟ فأنا أشكر الولايات المتحدة لدعمها لإسرائيل عسكرياً على امتداد السنين.

وتابع نتنياهو:« بدون شك فحلفنا مع أمريكا سيتغلب على الخلافات العميقة التي كانت مع إدارة أوباما، وتلك العلاقات ستقوى مع الرئيس الجديد دونالد ترامب ».

هذا وعرض وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال خطابه في مقر الخارجية الامريكية خطته لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتشمل خطة كيري على 6 نقاط:

انسحاب اسرائيل لحدود 67 مع تبني بنود قرار 242 الصادر عن الامم المتحدة عام 1967 .

إقامة دولتين لشعبين مع تبادل أراضي واعتراف متبادل بين إسرائيل وفلسطين .

إيجاد حلال لقضية اللاجئين الفلسطينيين .

تكون القدس عاصمة للدولتين إسرائيل وفلسطين مع حرية الحركة الكاملة للأماكن المقدسة لكلا الشعبين.

الإيفاء بجميع احتياجات إسرائيل الأمنية، لكي يستطيع الجيش الاسرائيلي الانسحاب بأمان من كل الضفة الغربية.

التراجع عن كل الدعاوي المتبادلة من كلا الشعبين واعتراف العالم العربي بالاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.

كلمات دلالية