خنساء المقاومة

بالفيديو قدمت 29 شهيداً.. أم شهداء عائلة السموني في ذكراهم ترحل للقياهم!

الساعة 04:07 م|29 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

عندما يريد صحفي أن يتعرض لمسيرة شخص ما ليلخصها ويجمع مآثرها، تكون مهمته غالباً سهلة، إذ تتدفق الكلمات وتنساب الجمل بكل اريحية وترص الصفوف والفقرات تباعاً؛ ولكن صدقاً أن تلك الحالة تكون مغايرة تماماً عند الحديث عن مسيرة ام شهداء عائلة السموني الحاجة (أم طلال) التي توفيت أمس عن عمر يناهز 72 عاماً.

استيقظتْ غزة أمس الأربعاء على وقْعِ خبرِ وفاة الحاجة شفا علي السموني (أم طلال)، لتُطوى صفحةٌ مشرقة من صفحاتِ التاريخ الفلسطيني المقاوِم، إذ غرست تلك المرأة في أبنائها واحفادها حب التضحية والجهاد والاستشهاد وقدمت على مذبح الحرية ما يزيد عن 29 شهيداً من أبنائها واحفادها وزوجات أبنائها أثناء المجزرة المعروفة التي ارتكبت بحق عائلتها في تاريخ 4/ يناير 2009.

وفاة الحاجة ام طلال يتصادف مع الذكرى الثامنة للمجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت بحق عائلتها، ومن الجدير ذكره أن الحاجة إحدى الناجيات من تلك المحرقة، وأصيبت في قدمها أثناء محاصرة دبابات الاحتلال لغرفة كانت تحوي أكثر من 97 فرداً من العائلة، استشهد غالبيتهم.

وفقدت الحاجة أم طلال ثلاثة من أبنائها وهم الشهيد طلال، ورشاد، وعطية، كذلك فقدت من احفادها توفيق، واحمد، وإسماعيل ونصار، ومحمد، وعزة كذلك استشهد حفيدها وليد ومحمد وهما عنصرين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في اشتباك مسلح مع القوات الإسرائيلية في تاريخ 4/1/2009.

أحمد السموني (أبو حمزة) حفيد الفقيدة ام طلال، يقول: الحاجة كانت عبارة عن مدرسة في الجهاد والعطاء والبذل والحب، منذ أن عرفناها كان تحض أبناء عائلتنا على كل خصلة نبيلة.

ويضيف: لا نقول أن الحاجة لم تتألم لفراقها 29 فرداً من عائلتها ولكنها لم تندم إطلاقها أن تقدمت بهم إلى الرحمن على طريق الجهاد والاستشهاد.

ويوضح أن الحاجة لها بصمة بارزة في تربيتها لأبنائها واحفادها قائلاً « الحاجة أشرفت -حتى لحظاتها الأخيرة- على تربية أولادها واحفادها ولم تقصر في تربيتهم إطلاقاً، ودائماً كانت تحثهم على الفضائل والعدل والانصاف وقول الحق والالتزام بالصلوات الخمس، وحضور مجالس العلم وموائد القران الكريم ».

وتابع بحرقة على فراقه لجدته، « الحاجة -رحمها الله- كانت امرأة استثنائية في زمن استثنائي كانت مميزة بكل تحركاتها وسكناتها، وصدقاً لا نستطيع التحدث عن خصالها ومآثرها وصفاتها، ولا نوفيها حقها مهما تكلمنا عنها ».

ويشير إلى ان الحاجة كانت تمتلك رباطة جأش عالية وصابرة ومحتسبة، لافتاً إلى أن تلك الصفة تظهر في تعاملاتها وفي الاحداث التي عصفت بالعائلة، خاصة المجزرة التي ارتكبت بحقها عام 2009، قائلاً: توقعت أن تتوفى جدتي من هول الحصار والقصف الذي تعرضت له، ومن هول فاجعة فقدانها أكثر من 29 فرداً من عائلتها على مرأى عينيها.

ويضيف: الحاجة واثناء المجزرة احتسبت أولادها واحفادها شهداء واخذت تضمد جراح المصابين والمحاصرين، وكانت تعد لهم الطعام والماء وتهدأ من روعهم على الرغم أن المصاب كان أكبر من أن تتحمله امرأة في الستين من عمرها.

كما، وكانت الحاجة تتحلى بصفتي البذل والعطاء، يقول أبو حمزة « جدتي -رحمها الله- لم تكن تتوانى عن التبرع بالمال والذهب عندما تسمع منادي ينادي للتبرع، فكانت تتبرع للمقاومة ولبناء المساجد وللعائلات الفقيرة ».

كذلك فإن الحاجة وعلى الرغم من تقدمها في السن كانت تجيد قراءة القرآن الكريم، وكانت تسأل كثيراً عن الأمور الفقهية وتحرص على مشاهدة البرامج الدينية، يقول حفيدها « في آخر ايامها كان تطرح تساؤلات فقهية تتعلق بالطهارة والصلاة بالنسبة للمريض ».

ودائماً ما كان يلهج لسان الحاجة أم طلال بالتسبيح والتهليل والدعاء لكل من يقابلها « الله يرض عليك، ربنا معك »، كذلك كانت تدعو للمجاهدين بالنصر والتمكين، وللشهداء بالرحمة، وللمصابين بالشفاء، وللأسرى بالفرج العاجل.

وشارك في تشييع جثمان الفقيدة (أم طلال) الآلاف من أبناء قطاع غزة في جنازة مهيبة.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نعت الحاجة ام طلال السموني.

ولم تكن الحاجة (أم طلال) الخنساء الفلسطينية الوحيدة، فقد سبقتها الحاجة أم رضوان الشيخ خليل التي فقدت 10 من أبنائها واحفادها، كذلك سبقها أم نضال فرحات النائبة في المجلس التشريعي التي قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء.

 

لمتابعة شهادة الحاجة ام طلال السموني على المجزرة التي وقعت بحق عائلتها في تاريخ 4/يناير/2009

 

كلمات دلالية