خبر الفرصة التي بعد أوباما- اسرائيل اليوم

الساعة 10:50 ص|27 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: زلمان شوفال

« هناك فرصة لأن يسجل الرئيس ترامب في التاريخ كرئيس هام جدا »، هذا ما قاله هنري كيسنجر في مقابلة مع « سي.بي.اس » في الاسبوع الماضي. لا يجب الاشتباه بوزير الخارجية الامريكي السابق بأنه يبحث عن منصب له في ادارة ترامب، لكن تقدير أحد الدبلوماسيين البارزين له وزن كبير.

          كيسنجر يعلل اقواله بأن الطابع غير الروتيني للرئيس المنتخب والصدمة التي تسبب بها انتخابه في عواصم العالم، خلقا فرصة غير مسبوقة لاعادة ملء « الفراغ الذي تركه الرئيس اوباما من خلفه، حيث أن الولايات المتحدة تراجعت من الساحة الدولية ». الآن هناك اجماع كامل تقريبا على أن الرئيس اوباما قد فشل في السياسة الخارجية.

          بالنسبة لاسرائيل، كان اوباما كما يبدو، الرئيس الأقل تأييدا بشكل مطلق من بين الرؤساء، بما في ذلك الرئيس كارتر. بعد التصويت السيء والنتيجة المتوقعة في مجلس الامن، هناك من زعم أنه كان من المفروض أن تبذل اسرائيل جهود اخرى للتوصل الى تفاهمات مع الادارة الامريكية. ولكن رغم حقيقة أنه يمكن دائما فعل المزيد، فمن المشكوك فيه، وبناء على تعامل الادارة مع اسرائيل والرغبة في وضع العصي في عجلات ادارة ترامب، أن هذه الجهود كانت ستؤتي أكلها.

          يمكن ملاحظة عمق الاغتراب بين ادارة اوباما واسرائيل من خلال رؤية أن هذه الادارة هي التي مهدت الطريق للاقتراح الفلسطيني المتطرف. رغم أن جميع الادارات الديمقراطية والجمهورية عارضت ذلك في الماضي. وفيما يتعلق بالعملية السياسية فان موقف اوباما يناقض الموقف الامريكي الرسمي منذ ادارة بوش الأب، الموقف القائل بأن المستوطنات هي « عقبة في طريق السلام »، لكنها ليست غير قانونية.

          لقد دخل اوباما الى منصبه وهو يتبنى مواقف جاهزة، بنظر نفسه على الاقل، حول كيفية ترك العالم ومكانة الولايات المتحدة فيه عند انتهاء ولايته – عالم الاتفاقات عن طريق الامم المتحدة والمؤسسات الدولية والتنازل عن دور الولايات المتحدة كقائدة للعالم الحر – باستثناء التقرب من العالم الاسلامي والعربي حتى لو كان الثمن على حساب التحالف التقليدي بين الولايات المتحدة واسرائيل. هذه المواقف يمكن أن نلاحظها في جميع قرارات اوباما منذ « خطاب القاهرة » وحتى الضربة التي تحت الحزام في مجلس الامن. « الكيمياء الخاطئة » بين الرئيس الامريكي ورئيس حكومة اسرائيل ليست هي السبب، بل هي النتيجة.

          إن انتصار ترامب يفتح نافذة فرص جديدة لتنسيق المواقف والتقارب بين اسرائيل والولايات المتحدة. ويعتقدون في مكتب رئيس الحكومة أن هناك فرصة جيدة للقيام بخطوات مشتركة في الشؤون السياسية والامنية المختلفة. إن كل ادارة امريكية تقريبا، حتى لو كانت برئاسة هيلاري كلينتون، كانت ستكون أفضل من ادارة اوباما، لكن يمكن توقع المزيد من ادارة ترامب. في اسرائيل كان انطباعات، سلبية وايجابية، من اقوال السفير الامريكي الجديد، ديفيد فريدمان. ولكن مثلما قال رينتس فريبوس، رئيس طاقم البيت الابيض الجديد لترامب، فان السفير ينفذ السياسة ولا يضعها. وحتى الآن لم يتم وضع أي سياسة ايضا فيما يتعلق بالموضوع الاسرائيلي الفلسطيني.

          إن لقاء ترامب ونتنياهو المتوقع سيساعد في توضيح الاسئلة السياسية المختلفة، بما في ذلك المتعلقة بمشروع الاستيطان في يهودا والسامرة وحل « الدولتين » ونقل السفارة الامريكية الى القدس وغيرها. واحدى الخطوات الايجابية الاولى بالنسبة لاسرائيل يمكن أن تكون اعادة المصادقة على التفاهمات التي كانت بين الرئيس جورج بوش واريئيل شارون حول الكتل الاستيطانية الكبيرة والصمت على البناء في القدس – هذه التفاهمات التي أخلت بها ادارة اوباما بشكل فظ. ومن المهم ايضا وضع قوانين تمنع سوء الفهم بخصوص هذه المواضيع.

          فوق الاسئلة المحددة، لا زال الغموض يلف سياسة ترامب في الموضوع الايراني والصفقة الشاملة بين الولايات المتحدة وروسيا حول جميع أو اغلبية المواضيع المختلف فيها. ويمكن أن كيسنجر قصد ذلك عندما تحدث عن « الفرصة غير المسبوقة ».

كلمات دلالية