خبر ما العمل الآن؟ - يديعوت

الساعة 10:48 ص|27 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

التمترس خلف الشعور بالاهانة ليس حلا

بقلم: عاموس يدلين

رئيس معهد بحوث الامن القومي

اتخاذ قرار 2334 في مجلس الامن هو هزيمة قاسية لاسرائيل، وبشكل يعاكس نية الدول التي صوتت له – مسمار آخر ايضا في التابوت المجمد لمسيرة السلام. فالتدهور الى نقطة الدرك الاسفل الحالية هو خليط من استراتيجية فلسطينية تمثلت بتفضيل تدويل النزاع على المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، مع أخطاء جسيمة لادارة اوباما وحكومات نتنياهو.

  جذر المشكلة هو قراءة مغلوطة من اوباما ونتنياهو للواقع. فإدارة اوباما لم تفحص سلامة فرضياتها لتقدم حل النزاع وفهم الدينامية بين الطرفين. وبرز على نحو خاص عدم قدرتها على أن تتبين بانه في الرأي العام الاسرائيلي ليس حكم القدس كحكم يهودا والسامرة، وانه لا يوجد استعداد لاخذ مخاطر أمنية. فتجاهل كتاب بوش لشارون (2004) كان غريبا، ومثله ايضا القاء معظم الذنب على اسرائيل في ظل تجاهل نصيب الفلسطينيين في الجمود المتواصل.

          اسرائيل من جهتها، تدفع ثمنا على قراءة اشكالية ومغلوطة من جانب نتنياهو للساحة الامريكية في السنوات الاخيرة، وأكثر من ذلك: للساحة الدولية. فالفجوة بين خطاب رئيس الوزراء في الامم المتحدة والذي تنبأ فيه من أماني قلبه بنهاية عصر الاغلبية التلقائية ضد اسرائيل، وبين التصويت الجارف ضدها في مجلس الامن تشير الى تشويه فكري خطير. فما بالك أن هذه ليست خطوة يمكن أن تعلق بالطبيعة المناهضة لاسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة بل بتصويت جارف لاصدقائنا الافضل، بما في ذلك « الحليفة » الجديدة روسيا.

          ولكن رغم الغضب والاحباط في اسرائيل، فأهم من ذلك توجيه النظرة الى المستقبل مما الى الانشغال بالتحليل التالي وبالندم. فاحساس الاهانة، الخيانة والغضب ليس اساسا لسياسة متوازنة وناجعة. وعليه، فينبغي تعليق الرد السياسي حتى دخول ترامب البيت الابيض. فالخطوات المتطرفة ستؤدي فقط الى تعميق عزلتنا السياسية. وفي هذا السياق فان هجمة نتنياهو على الدول التي أيدت القرار هي خطوة متهورة وزائدة. يجدر بنا ان نسأل هل المصلحة الاسرائيلية هي تشجيع المقاطعة الذاتية، والتي ستكون بشكل عبثي اكثر نجاعة من كل خطوة اتخذتها حركة البي.دي.اس حتى اليوم؟

          بدلا من التنطح للدول الرائدة في العالم، يجب العمل على وقف كرة الثلج ومنع خطوات اخرى ستتيحها إدارة اوباما حتى نهاية ولايتها. في نظرة الى 20 كانون الثاني، من الصحيح الاعداد والترسيخ للاستراتيجية الاسرائيلية بعيدة المدى حيال الادارة الجديدة في واشنطن على اساس ثلاث فرضيات: ادارة ترامب ستكون أكثر ودا لاسرائيل بكثير؛ العودة الى المفاوضات ليست ممكنة عقب الرفض الفلسطيني، حتى قبل قرار 2334 ولا سيما بعده؛ الوضع الراهن ليس جيدا لاسرائيل.

          وعليه، فيجب المبادرة الى تغيير يبقي افق حل الدولتين، ولكنه يؤدي الى هناك بالطريق الممكن في الظروف الحالية. بمعنى، التقدم نحو الانفصال عن الفلسطينيين بطريقة منضبطة، حذرة وصبورة تحمي المصلحة الاسرائيلية في أن تكون دولة يهودية، ديمقراطية، آمنة وعادلة، ترمم مكانتها السياسية والاخلاقية في العالم.

          على اساس هذه الفرضيات من الصحيح أن نعرض على إدارة اوباما اقتراحا اسرائيليا لامور عملية. صحيح أن اسرائيل ستنتقل الى استراتيجية تميل الى الفاعلية، في مركزها توافقات مع الولايات المتحدة على التمييز بين الاستيطان في الكتل والمستوطنات المنعزلة – حيث تجمد البناء. في نظرة أوسع، صحيح ان تثبت اسرائيل التزاما بافق الدولتين في المستقبل، من خلال سلسلة أعمال لتغيير الميول الحالية تبادر اليها بنفسها.

          الولايات المتحدة هي الحليف الاهم لنا، واحيانا الوحيد. حذار أن تنجر اسرائيل الى مواجهة جمهورية – ديمقراطية، وحيوي أن تعود لتلقي الدعم من الحزبين. هام العودة لاستقرار الثقة بين الدولتين، ولا سيما بين الزعيمين – الثقة التي انتهكت من الطرفين في السنوات الاخيرة.

      

كلمات دلالية