عام 2008

خبر غارات وهمية اليوم تُذكر قطاع غزة بـ« حرب » بدأت وانتهت بالدماء

الساعة 07:33 ص|27 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

مع أصوات انفجارات الغارات الوهمية التي أطلقتها طائرات الاحتلال « الإسرائيلي » صباح اليوم الثلاثاء، استذكر أهالي القطاع، ماحدث قبل ثمانية أعوام في ذات اليوم في السابع والعشرين من كانون الأول لعام 2008 وتحديداً عند الساعة الحادي عشرة عندما تلبدت سماء قطاع غزة بالسواد عندما بدأت أكثر من 60 طائرة حربية صهيونية « إف 16 » تصب نار حقدها وصواريخها لتستهدف المراكز الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في جميع أنحاء قطاع غزة في نفس الوقت وبضربات متتالية.

وتزامن القصف في وقت عودة الطلاب من مدارسهم واكتظاظ الشوارع بالناس، لتجد الشهداء في كل مكان وترى أشلاءهم متناثرة هنا وهناك ليرتقي في تلك الساعة السوداء أكثر من 200 شهيد ويصاب أكثر من 700 مواطن جلهم من أجهزة الأمن ضباطا وعناصر، لتعلن دولة الكيان حربا على قطاع غزة أسمتها (الرصاص المصبوب) واستمرت 22 يوماً شهدنا خلالها مجازر وجرائم حرب بحق الإنسانية.

إعلان الحرب

وأعلنت دولة الاحتلال وعلى لسان رئيس وزرائها آنذاك « إيهود أولمرت » أن هدف الحرب هو تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية وإنقاذ الجندي الصهيوني (جلعاد شاليط)، الذي كان محتجزاً عند المقاومة الفلسطينية.

وجاءت تلك الحرب بعد تهدئة دامت 6 أشهر كانت قد توصلت إليها المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل) برعاية مصرية في شهر يونيو /حزيران عام 2008 حيث قامت (إسرائيل) بخرق هذه الهدنة 162 مرة ورفضت خلالها رفع الحصار عن قطاع غزة وبالتالي رفضت فصائل المقاومة تمديد هذه التهدئة.

وقامت دولة الكيان بقصف قطاع غزة جواً وبحراً وبراً لمدة سبعة أيام متواصلة وفي اليوم الثامن من الحرب قرر العدو التوغل في عدة مناطق في قطاع غزة، مجريات الحرب في الثالث من يناير لعام 2009 وبعد سبعة أيام من الدك وضرب قطاع غزة جوا وبحرا وبرا قررت دولة الكيان اجتياح القطاع وحشدت مئات الآليات العسكرية واستخدمت خلالها شتى أنواع الأسلحة من طائرات استطلاع وأباتشي وطائرات حربية ودباباتً، ونشرت آلاف الجنود حول حدود القطاع، تمهيداً للدخول البري وبالفعل مساء ذاك اليوم بدأ التحرك ودخول مناطق معينة في القطاع لتدور اشتباكات عنيفة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في عدة جبهات مثل (حي الزيتون وحي التفاح وشرق خانيونس في بيت حانون ومنطقة العطاطرة في شمال قطاع غزة).

ولم تتورع دولة الكيان عن تنفيذ جرائم حرب كانت الأبشع منذ عام 1967م حيث استهدفت منازل وقصفتها فوق رؤوس ساكنيها لتبيد عائلات بأكملها مثل عائلة السموني التي جرت بحقها حرب إبادة ومجازر يندى لها جبين الإنسانية وأيضا عائلة الشهيد نزار ريان والشهيد سعيد صيام والداية والدلو والبطران وغيرهم من العائلات واستهداف مراكز الإيواء المتمثلة بمدارس وكالة الغوث غير آبهة بحقوق الإنسان ولا بالأمم المتحدة.

نكبة جديدة

وكانت حرب عام 2008 نكبة جديدة تضاف إلى نكبات الشعب الفلسطيني من احتلال فلسطين عام 1948م حيث خلفت تلك الحرب بعد 22 يوماً 1430 شهيداً من بينهم (926 مدنياً، و412 طفلاً و111 امرأة) و5450 جريح و9000 مشرد من بيته وتدمير 224 مسجداً و23 مرفقاً صحياً و181 مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم و26 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و67 روضة أطفال و4 جامعات وكليات و42 مؤسسة خدماتية وكل هذا بحجة ضرب البنية التحتية للمقاومة، حتى مقابر الموتى لم تسلم من الاستهداف حيث استهدفت 5 مقابر دمرت ونبشت القبور وتناثرت الجثث خارجها.كما دمرت أيضا 236 منشأة صناعية، 178 منها دمرت بشكل كلي ( 75%)، و58 منشأة أخرى أصيبت بأضرار جزئية (25%)، وتعمل هذه المنشآت في مختلف الأنشطة الصناعية.

رد المقاومة

ولم تتوان المقاومة الفلسطينية في الرد على العدوان وعلى الفور بدأت الصواريخ تنهمر كالمطر على المغتصبات الصهيونية ولتصل ولأول مرة الصواريخ إلى مسافة 40 كيلو متر وتضرب (بئر السبع وأسدود وقواعد عسكرية مثل قاعدة حستريم الجوية وقاعدة تسيلم البرية ونتيفوت وكريات جات) وغيرها من المغتصبات الصهيونية، حيث أطلقت المقاومة أكثر 980 صاروخاً وقذيفة تجاه المدن والمغتصبات الصهيونية.

واعترف جيش الاحتلال بمقتل 13 صهيونيا بينهم 10جنود صهاينة وإصابة أكثر من 300 صهيوني آخرين، إلا أن المقاومة تؤكد أنها قتلت أكثر من 100 جندي صهيوني في المعارك التي دارت في جميع أنحاء قطاع غزة، إضافة إلى الخسائر النفسية والاقتصادية الكبيرة في صفوف العدو والتي بلغت 3.5 مليار شيكل ما يعادل المليار دولار.

وعلى صعيد تحقيق الأهداف لم تنجح دولة الكيان بتحقيق أهدافها وفشلت بذلك فلم تستطع وقف إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية ولم تدمر بنية المقاومة ولم تحد من قوتها، وذلك حسب مسؤولين صهاينة والذين أكدوا أنهم فشلوا في (الرصاص المصبوب) ولم يصلوا لأي هدف من الأهداف التي وضعوها والتي كان على رأسها تدمير البنية التحتية للمقاومة وإرجاع الجندي المحتجز لدى المقاومة (جلعاد شاليط) والذي أفرجت عنه المقاومة في صفقة مشرفة عام 2011 من خلال صفقة وفاء الأحرار.

وعلى الصعيد السياسي فقد أحدثت حرب غزة أكبر حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني من كثير من دول العالم وخاصة الأوروبية، وتغيرت صورة (إسرائيل) بعد أن شاهد العالم في شاشات الفضائيات فظاعة الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين والنساء والأطفال.

وإلى اليوم تدفع دولة الكيان الثمن من خلال امتناع العديد من قادتها عن السفر لبعض الدول الأوروبية خشية تعرضهم للاعتقال أو الملاحقة بسبب الدعاوى المرفوعة ضدهم في المحاكم الدولية على أنهم « مجرمو حرب ».

كلمات دلالية