خبر العودة إلى المعابر- معاريف

الساعة 10:26 ص|21 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسورة داليا غبريئيل نوري

محاضرة كبيرة في دائرة الفلسفة والاعلام في كلية هداسا الاكاديمية في القدس

« قرب مخزن الملابس في المعسكر وقف طابور. والكل كان ينتظر رفقا أمينة المخزن، الفلاحة الشابة التي ويل لمن ستقع عليه ذراعها القوية... »اين حذاءك؟« تصرخ على اليمنية التي لا تحتذي سوى شبشب ممزق. »يا فيوليت – وهذه مهاجرة من العراق – ارتدي كنزتك!« ... وتشرح رفقا لنا فتقول »نحتاج لان نتكلم معهم كالاطفال والا فانهم لن يفهموا« . هذا اقتباس من تقرير في »معاريف« في 1991 يروي قصة العيش في معبر يوكنعام.

مسألتين من المسائل المتعلق بسليلي الشرق تحظيان مؤخرا بتمجيد اعلامي. الاولى هي الاعتراف بقضية اختطاف اطفال اليمن، الشرق والبلقان والوعي بها. والثانية هي نشر توصيات لجنة بيتون في موضوع الجاليات اليهودية الشرقية والاسبانية، والدعوة القاطعة لتطبيقها عمليا. أما المعابر فهي الضلع الثالث في هذا المثلث الشرقي والجدير هو ايضا برافعة اعلامية.

يعيش في اسرائيل اليوم مئات الاف الاشخاص الذين هم أم  أنسالهم كانوا من سكان المعابر، في غالبيتهم الساحقة سليلو الشرق واسبانيا. حان الوقت لخلق مجال احتواء ومصالحة مع هذا الفصل الهام من القصة الاسرائيلية.

قصة المعابر تروى في الغالب من زاوية نظر المستوعبين، ولكن اكثر من ذلك فانها تلصق بقصة الهجرات الكبرى. وعبارة »الهجرة والمعابر« هي عبارة مقلصة ومعتذرة. فهي تسعى الى التبرير والى اشتراط ظروف المعيشة القاسية في المعبر واستمرارها الذي لا يطاق في الملابسات الاستثنائية للهجرة في الخمسينيات. غير أن المعابر جديرة بأن تقف كموضوع ثقافي وبحثي مستقل. يجدر بنا أن نسأل هل نعرف باسمائهم أبطال المعابر؟ هل نعرف المآسي المنسية للمواليد والاطفال الذين توفوا في المعابر في الشتاءات القاسية للعامين 1951 و 1952؟ فحفظ واحياء الذاكرة والشهادات عن الحياة في المعبر من زاوية نظر سكان المعابر أنفسهم، كمشروع »العلاقة متعددة الاجيال« جديرة وبحاجة للتشجيع والتطوير المؤسساتي.

وعودة الى أمينة المخزن. يمكن أن نفهم الدافع النفسي الذي رافق المستوعبين وتسبب بتعاليهم على سكان المعبر. فليست وحدها فروقات اللغة، المنظر، العادات، وما يسمى »العقلية« – هي التي غذت المبنى الكدي للمجموعتين. وقد تعزز هذا أيضا في ضوء حقيقة أن »القدامى« من بداية الخمسينيات هاجروا الى هنا قبل وقت غير طويل من ذلك. وعزز سكان المعابر احساس القيمة الذاتية التي اكتسبها المهاجر الذي اصبح »قديما".

ان فصل المعابر جدير بان يصعد الى مركز جدول الاعمال ليس فقط كفصل وكتراث تاريخي، بل وايضا لانه ذو تأثير حاسم في بناء الفقر والفوارق الاجتماعية في اسرائيل اليوم.

وليس هذا فقط. فالثقافة الاسرائيلية هي ثقافة ذكرى. هذه ثقافة تحتفل كل سنة بعيد المكابيين، تعلم في المدارس عن حنه سناش، وفي ظل قصص البطولة هذه يجدر بنا أن نتذكر المعابر أيضاز

هذه دعوة للوزراء وللنواب: يجب أن نقيم بلا ابطاء متحف معابر عموم قطري ومأسسة مخزون معلومات وشهادات. يجب أن نقدم المنح الدراسة التي تشجع البحث في هذا الموضوع وتسمية شوارع على اسم المعابر. كما ينبغي العمل على قانون المعابر الذي يقيم النظام والعدل ويحرص على حفظ فصل مركزي في تاريخ اسرائيل القصير.

كلمات دلالية