قائمة الموقع

خبر بينيت، شكيد والحرية- هآرتس

2016-12-20T10:53:59+02:00
فلسطين اليوم

بقلم: نتسان هوروفيتس

 (المضمون: بينيت وشكيد يعارضان دعم الحكومة للأفراد طالما أن هذا بعيد عن المستوطنات وعن المؤسسات الدينية التابعة لهما - المصدر).

نفتالي بينيت واييلت شكيد هما فرسان « السوق الحرة » وأبطال الرأسمالية. ويمكن أن يكونا أكثر من بنيامين نتنياهو. هذا أحد الاسرار القوية في المادة اللاصقة التي تربط بينهما. بينيت وشكيد لا يفوتان أي فرصة لمدح المبادرة الخاصة وابعاد تدخل الحكومة المبذر والفاشل في نظرهما.

لم يبق في العالم الكثير من الايديولوجيين المتحمسين للرأسمالية القديمة على نمط ملتون فريدمان. فقد قل عددهم جدا بعد الازمة الشديدة في نهاية العقد الماضي. في البنك الدولي وصندوق النقد عرفوا أن الادعاءات ضد تدخل الحكومة في جميع الحالات، ضعيفة. ايضا حملة انتخابات دونالد ترامب ركزت على خيانة « وول ستريت ». ولكن بينيت وشكيد هما مؤيدين مخلصين يلتصقان إما بالأبيض أو الأسود: إما « السوق الحرة » التي تسجد لزمرة من اصحاب رؤوس الاموال، أو « فنزويلا » مع سيطرة حكومية كاملة تؤدي الى الانهيار المطلق.

بينيت وشكيد يرفضان الطريق الوسط لدولة الرفاه. لأنها تعتمد على « الترتيب الحكومي » الذي يضر بالحرية – بروح مقال شكيد المعروف الذي ما زال يدوي بسبب الاقوال الفوضوية الفظة الموجودة فيه. وحتى آين راند لم تعبر عن غضب كهذا تجاه الموقف القائل بأن دور النظام هو العمل من اجل المواطنين. نظام، دولة وحكومة، كل هذه كلمات بذيئة في فم شكيد.

إلا أن هذا النبع المتزايد تجاه الموقف من الحرية على شاكلة البيت اليهودي يجف على الفور عندما يعبر الخط الاخضر. وحين يصل تمرد رجال الاعمال الى المناطق، فهو ينهار مثل برج من الورق. الدولة تصبح مقدسة، فهي تدس أنفها في كل شيء والتفاخر بها يسود البلاد. مشروع الاستيطان كله، الذي هو لواء بينيت وشكيد لا يهدف إلا للتهليل والمديح ورفع المملكة التي يجب عليها التمويل ومنح كل شيء: البناء والبنى التحتية، الخدمات والوظائف، الدفاع والرفاه، المواصلات والتعليم. وكل شيء بمستوى مرتفع.

حين يعملون خلافا للقانون ايضا، فان الدولة الجيدة والسخية لبينيت وشكيد التي مصادرها لانهائية، يجب عليها تعويضهم بسبب الضرر النفسي الذي يحدث لهم بسبب اجبارهم على التنازل عن الممتلكات التي قاموا بسلبها. كيف سيردون في عمونة اذا قالت لهم شكيد، بطبيعتها المستقيمة: كلوا العصيدة التي قمتم بطبخها. إنهم لن يردوا لأنها لن تقول لهم شيئا كهذا. إن السوق الحرة والمسؤولية الشخصية يقفان على حاجز مكبيم. وبعد هذا الحاجز الدولة هي كل شيء، وكل اسرائيل اخوة. يمكن فقط الحلم حول دولة تقدم هذا السخاء للمعاقين والعجزة والفقراء فيها أو للمواطن الذي يستصعب انهاء الشهر وتخنقه القروض السكنية.

إن بينيت وشكيد عمليا يحبان الاعتماد على الدولة ومقدراتها قبل الحاجز ايضا. عند الحديث عن التعليم الديني مثلا، التيار الذي يحظى بتمويل الحكومة الاكثر سخاءً أو دعم المؤسسات الدينية. ويصعب الاستيعاب كيف أن يطلب بتصميم إبعاد تدخل الحكومة في حياتنا باسم حرية الفرد، ويدافع بنفس القوة عن تدخل الدين بالدولة الذي لا يمكن تحمله، والفرض الديني برعاية الدولة والتمويل الكبير للمحاكم الدينية والحاخامات. لكن الامر هكذا: إنهم يعارضون تدخل الدولة طالما أن هذا لا يخدم أهدافهم. وعندما يصل الامر الى اوساطهم ومصالحهم السياسية فان الايديولوجيا المتثائبة عن المسؤولية الفردية تخلي مكانها للمصالح الضيقة التي ترضع من مصادر الدولة. يجب تسمية هذه الظاهرة باسمها: الرأسمالية المتحمسة لبينيت وشكيد هي أداة لتفكيك المجتمع الاسرائيلي الى اوساط وطبقات تفصل بينها هوة سحيقة.

اخبار ذات صلة